تجسد الكلمة - 1

كتاب تجسد الكلمة للقديس البابا اثناسيوس الرسولى 
المقدمة
الآباء هم أعضاء حيّة في الكنيسة جسد المسيح.
 والكنيسة عاشت وتعيش تعاليمهم الأرثوذكسية الأصيلة مقتفية آثار تقواهم، إذ أنها رأت فيهم ـ بوعيها العميق ـ استمرارًا وامتدادًا للرسل. فقد سلّم الرسل الاثنا عشر خدمتهم الشخصية ـ وهي التعليم ـ لآباء الكنيسة، كما يقول القديس إيريناؤس [1].

الروح القدس والواقع

الكنيسة - في واقعها التاريخي - تعزية ومأساة معا.
يهتدي بها الناس ويتوبون ويفرحون وتنمو شخصيتهم وتتأسس تشع وتبقى أحيانا كثيرة إلى جيل فجيل. وهي مكان السرقات والقتل على أعلى مستوى وألوف من الرهبان والأساقفة خلال ألفي عام كانوا أساتذة في الكيد والحقد، مسوخ لا بعدهم مسوخ، قهارون للفقراء، أقزام عند الأغنياء، قابعون في هذا الدهر، أرباب في السياسة، هازئون باللاهوت، منكرون لفاعلية الإيمان، مزدرون بالمقدسات.
هذه القاذورات مرمية في كنيسة واحدة مع ضياء الأبرار.

شعب الله والرّأي العام في الكنيسة

كثيرًا ما قيل في تراث الكنيسة الأرثوذكسيّة إنّ شعب الله هو حافظ الإيمان القويم.
أبرز مثلَين على ذلك شعب الإسكندريّة، زمن القدّيس أثناسيوس الكبير، يوم كادت الآريوسيّة تبتلع الكنيسة، في القرن الرّابع الميلاديّ، وشعب القسطنطينيّة، زمن القدّيس مكاريوس أسقف أفسس، يوم بايع أمبراطور بيزنطيّة وأكثر أساقفة الشّرق، تحت الضّغط، بابا رومية، العقيدة والسّلطة على الكنيسة،

أنت مدعو إلى فوق رغم التجارب

خلقنا في حالة البراءة - الشر من حرية الإرادة
1- كل الجواهر الروحانية، أي الملائكة والنفوس البشرية والشياطين، كل هؤلاء قد خلقهم الخالق في حالة البراءة والبساطة التامة.
أما كون البعض منهم قد تحولوا إلى الشر فهذا ناتج من حرية ارادتهم
فباختيارهم حادوا عن طريق التفكير السليم. فاذا قلنا أن الله خلقهم هكذا أشراراً، فاننا بذلك نجعل الله قاضياً ظالماً بارساله الشيطان إلى النار.

فكرة الموت

أن نألف ليس فكرة الموت فحسب ولكن حادثة الموت قد يكون من أجمل ما لنا ان نحققه لأن الموت نداء من الله حتى نذكره كل يوم.
اذا فهمنا ان لا شيء ينتهي بالموت إلاّ خطايانا نفهم ان الحياة قبل ان يحل الموت وبعده واحدة.