الإله الطفل

ماذا نقدّم للإله الطفل المولود من أجلنا بعد أن اعترف به المجوس في تقاليدهم إلها وملكا ومُعَدّا للذبح؟
ماذا نقول أكثر من ذلك وقد علّمتنا النصوص التي تُتلى علينا في صلاة السَحَر أن ما يريده المسيح منّا أقوال لاهوتية مستقيمة الرأي، اي أن نعترف به فاديًا، إلها أزليا، نورًا من نور، إلها حقا من إله حق، مولودا غير مخلوق.
أقول هذه الأشياء التي تعرفونها لأن بعض الناس هنا وهناك يدّعون أنهم نشأوا على المسيحية ولا يعترفون بهذا الإيمان ولا يعيّدون لميلاد الإله المتجسّد ولا لظهوره بل لذكرى إنسان عظيم. الكثيرون في أوساطنا نفسها، اذا سألتموهم، عندهم أن المسيح نبيّ أو انه رجل كبير أو مُصلح اجتماعي وما إلى ذلك من تعابير.

الله تحت

المسيح في العالم منذ نشأة العالم باعتباره فكر الله.
ونحن لا نعيد لحدث ظهوره من مريم إلا لنذكر انه ظهور اللهوالمسيحية كلها في هذا تقول ان الله بمسيحه سكن في العالم جسديًا. كنا نعرف قبل مجيء المخلص أن الله معنا، ولكن مع المسيح رأيناه معنا وساكنًا فينا. في اليهودية كنا ندرك أن الله فوق، ومع يسوع فهمنا أنه معنا وفينا، أي بالمسيح ألغيت المسافة بين السماء والأرض، لذلك إذا سألت الطفل المسيحي هل الله فوق يجيبك لا أعرف. أنا أعرف أنه في قلبي.
عندما نقيم الميلاد لا نعيّد لحدث مضى ولكن لاستمرار هذا الحدث. المسيحية كشفت أن السماء ليست فوق بل إنها فيك. إنها أنزلت الله على الأرض، بعد ذلك صرنا نصعد إلى السماء. في اللغة المسيحية نقول إننا في الله وأن المكانية كلها لا معنى لها.

متى تكون الرسالة الدينية سبباً لتقدم ورُقي الشعوب ؟

السؤال الذي يفرض نفسه بعيدًا عن توصيف الدولة المدنية أو الدينية, أي بغض النظر عن التسميات ، هو : هل يمكن للرسالة الدينية أن تكون قاطرة التقدم والرُقي للمجتمع أم لا؟
والإجابة لو كانت نعم, فالسؤال: كيف؟
كيف للرسالة الدينية تدفع الإنسان لكي يصنع حضارة ويتقدم ويتحقق مجتمع حديث فيه تُصان كرامة الإنسان ويتحقق العدل والرُقي والحياة الكريمة؟

القراءة الروحية للكتاب المقدس

الكتاب المقدس ـ كما تعلمنا الكنيسة ـ هو عمل الروح القدس لأنه كتبه أناس الله بإلهام من الروح القدس، فـ" كل الكتاب هو موحى به من الله" (2تي16:3)، لكن هذا لا يعني أنه يوجد تطابق بين الله الفوقاني وحرف الكتاب المقدس، الرأي الذي يتبناه جماعة Fundmendalists والذي يقود في النهاية إلى تكريم وثني لنص الكتاب، وإلى عبادة الحرف [1]
علي الجانب الآخر، تؤمن الكنيسة أن الله يعمل ويتحدث بواسطة الكتاب، اذ يقف الشعب " بجوار الإمبل ليسمع كلام الله كما وقف الشعب قديمًا بجوار جبل سيناء وفى العهد الجديد علي جبل الجليل"[2]

حالة النعمة وحرية الاختيار

كرامة الإنسان في المسيح
+ اعرف ايها الإنسان سموك وكرامتك وشرفك عند الله. لكونك أخاً للمسيح، وصديقاً للملك، وعروساً للعريس السماوي. لان كل من استطاع أن يعرف كرامة نفسه، فانه يستطيع أن يعرف قوة وأسرار اللاهوت.
وبذلك يمكنه أن ينسحق ويتضح أكثر، ففي ضوء قوة الله يرى الإنسان خطورة حالته الساقطة. وكما انه (المسيح) عبر الآلام والصليب قبل أن يتمجد ويجلس في يمين الآب هكذا ينبغي لك أن تتألم معه، وتصلب معه، وبذلك تصعد معه وتجلس معه وتتحد بجسد المسيح، وتملك معه إلى الأبد في ذلك العالم، "ان كنا نتألم معه لكي نتمجد ايضاً معه" (رو 8 : 17).

الله والانسان

الإنسان مدى الله والله مدى الإنسان أي ان الرب هو إلى البشر وهم به محدودون.
ليس ان الله محدود بالإنسان ولكنك لا تدركه الا بانعطافه على الإنسان ولا تصل إلى حقيقة هذا ما لم تره مع ربه في وصال.
الإنسان هو في الآخر ليس بمعنى انه فقط في الإنسان الآخر ولكن بمعنى انه في الله وبالله يتصل بأخيه الإنسان. هذه هي قاعدة الوجود اذا أردت ان تفهم شيئاً عن الله والإنسان وعنهما معاً وهما معاً أو خارجان عن الفهم.
إن لم يكن الله مدى الإنسان لا يكون الله في أية معقولية واذا كان الإنسان مع إنسان آخر فقط فهما غير متلاقيين. التلاقي في التواجه أي في الآخرية.

قوة سر الصليب والنار الالهية

السر الذي في الصليب
1- أولئك الذين كتب في داخلهم الناموس الالهي، ليس بحبر وحروف بل هو مطبوع في قلوب لحمية، فهؤلاء اذ قد استنارت عيون أذهانهم ويتطلعون إلى الرجاء الذي لا يلمس ولا يرى بل هو غير منظور وغير مادي فهؤلاء يملكون القوة أن يغلبوا عثرات الشرير وذلك بقدرة لا يمكن أن تقهر. 

الشريعه الطبيعة وعلاقتها بالشريعة الوضعية - 2

علاقة الشريعة الكنسية بالشريعة الإلهية
كما تمتاز الشريعة الوضعية للحكومات والدول عن الشريعة الطبيعية ، هكذا تمتاز الشريعة الكنسية لجماعة المسيح عن الشريعة الدينية .
ولذلك يجب أن نحاذر الخلط بينهما .
إن الشريعة الوضعية السياسية تعتمد على الشريعة الطبيعية ، والشريعة الوضعية الكنسية تعتمد على الشريعة الإلهية . 
والله مصدر كلا الشريعتين : الطبيعية والإلهية . إن إرادته هى الشريعة . فإذا أتخذت شكلاً ظاهراً ، وأعرب عنها لفظاً بواسطة العقل السليم فى شعورنا وضميرنا ، ووضعت أساساً للشرائع المسنونة لسياسة المجتمع ، دعيت الشريعة الطبيعية .

الشريعه الطبيعة وعلاقتها بالشريعة الوضعية - 1

الشريعة من طبيعية أو وضعية واحدة غير متجزئه فى جوهرها ولكنها ذات وجهين ، هى فى أحدهما الشريعة فى حقيقة الواقع ، 
وفى الثانى الشريعة هى من وضع الشارع . 
فى الشريعة الطبيعية ندرك حقيقة معنى الشريعة وبها نتوصل إلى معرفة جوهر الحق والعدل . أما الشريعة الوضعية فتوصلنا من جهة ثانية إلى فهم الشريعة كما تصورها الإنسان ثم طبقها عملياً فى علاقاته الإجتماعية والسياسية فى جماعته وحكوماته ودوله ، فى عاداته وتقاليده . وبكلمة أوضح إنها تمثل لنا صورة الحق والعدل كما برزت فى آراء الناس وأقوالهم ونظراتهم .

لقد وجدنا الفردوس

تحدّثنا الطروباريّاتُ التي تُرتَّل في أسبوع مرفع الجبن عن الفردوس الضائع، وتلقي الضوء على تعرّي الإنسان من اللباس الذي نسجه الله له وألبسه إيّاه في الفردوس.
فبعد أن طُرد آدم من الفردوس، أخذ ينوح وينتحب قائلاً: "ويحي أنا الذي بالسذاجة أمسيت عريانًا الآن وحائرًا. فيا أيّها الفردوس لن أنال في ما بعد نعيمك، ولا أعاين ربّي وإلهي وخالقي، لأنّي سأعود إلى الأرض التي منها أُخذت، فأهتف إليك أيّها الرؤوف المتحنّن: ارحمني أنا الواقع" [ذوكصا خدمة غروب أحد مرفع الجبن].
إنّ المعصية التي سقط آدم فيها، والتي سببّت له هذه الخسارة الجسيمة، صارت، هي عينها، سببًا في توطيد علاقة قويّة وصداقة حميمة مع الله على الأرض أعمق من التي كان يتمتّع بها معه في الفردوس وأمتن

الموسيقى البيزنطية والعائلة الأرثوذكسية

إحدى أقوى الذكريات التي حملتها من نموي في عائلتنا والتي تركت انطباعًا طويل الأمد في نفسي هي ترتيل طروبارية الفصح،
أي المسيح قام...، قبل العشاء في كلّ ليلة خلال الفترة الأربعينيّة التي تلي الفصح.
نعم صدّقوا، لقد كنّا نرتّلها ثلاث مرات في كلّ ليلة على طاولة العشاء. كوني طفلة، شعرت أحيانًا بالغرابة والإحراج، لكنّ إصرار والدتي على القيام بهذا العمل المتكرّر أتى بثمار كثيرة إلى حياة عائلتنا. ترتيل "المسيح قام" جلب إلى بيتنا الفرح المستمرّ والأزلي لقيامة سيّدنا المجيدة، وجعل من كلمات الترتيلة "المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور" حقيقة معروفة ونوعًا من عقيدة عائلية.

العبادة ( الصلاة الليتورجية ) في كنيستنا

هدف الكنيسة هو خلاص وتقديس الإنسان وكل الخليقة 
" يالله تحنن على خليقتك ونجها من كل سوء " ( الطلبة المسائية – أسبوع الآلام ) ، فالخلاص في المسيح هو إعادة الإنسان إلى طريق الكمال والخلود بقوة الروح القدس ، " يا من بقدرته دبر حياة الإنسان قبل خلقته ، وصنع له الموجودات بحكمته وزين السماء بالنجوم والأرض بالنباتات والأشجار والكروم والأودية بالعشب والزهر ..... يا الله العظيم القدوس الذى خلق الإنسان على صورته ومثاله وجعل فيه نفساً حية عاقلة ناطقة ارحم يا رب جبلتك التي خلقتها" ( الطلبة المسائية – أسبوع الآلام ).
هذه المسيرة تتحقق بانضمام كل الوجود الإنساني إلى جسد المسيح أي يصير الوجود الإنساني كنيسة في المسيح، ويصير الحق في داخل الإنسان. وعندئذٍ يمكن له أن يعرف الله ويتحد معه ويتقدس : " وتحنن عليها وأرسل علينا رحمتك من علو قدسك ومسكنك المستعد ".

عبيد......أحرار

(رو18:6ـ23): ” وَإِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ صِرْتُمْ عَبِيدًا لِلْبِرِّ. أَتَكَلَّمُ إِنْسَانِيًّا مِنْ أَجْلِ ضَعْفِ جَسَدِكُمْ. لأَنَّهُ كَمَا قَدَّمْتُمْ أَعْضَاءَكُمْ عَبِيدًا لِلنَّجَاسَةِ وَالإِثْمِ لِلإِثْمِ، هكَذَا الآنَ قَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ عَبِيدًا لِلْبِرِّ لِلْقَدَاسَةِ. لأَنَّكُمْ لَمَّا كُنْتُمْ عَبِيدَ الْخَطِيَّةِ، كُنْتُمْ أَحْرَارًا مِنَ الْبِرِّ. فَأَيُّ ثَمَرٍ كَانَ لَكُمْ حِينَئِذٍ مِنَ الأُمُورِ الَّتِي تَسْتَحُونَ بِهَا الآنَ؟ لأَنَّ نِهَايَةَ تِلْكَ الأُمُورِ هِيَ الْمَوْتُ. 22وَأَمَّا الآنَ إِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ، وَصِرْتُمْ عَبِيدًا للهِ، فَلَكُمْ ثَمَرُكُمْ لِلْقَدَاسَةِ، وَالنِّهَايَةُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. 23لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.
عبودية طوعية
وَإِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ صِرْتُمْ عَبِيدًا لِلْبِرّ ِ” (رو18:6)
عبيد نحن وسنكون عبيد. لكن المشكلة هي, نحن عبيد لمن. توجد عبودية تتساوي مع الحرية الجميلة جدًا, وتوجد عبودية حيث تتساوي مع الطغيان والموت. دعونا لا نتعثر من إستخدام بولس الرسول لمصطلح "عبودية" لخضوعنا للخطية وكذلك لخضوعنا للمسيح.

الرهبان والقوانين المقدسة

من المعروف جيداً أن القوانين المقدسة التي وضعها الآباء القديسون في المجامع المحلية والمسكونية تمثل في الواقع علم اللاهوت الرعائي الذي تطبّقه الكنيسة على المسائل المتنوعة التي برزت على مدار تاريخها.
بعد انتهاء الاضطهاد، اخترقت العلمانية أعضاء الكنيسة وظهرت ممارسات عشوائية ما استدعى من الآباء القديسون أن يضعوا القوانين المقدسة حفاظاً على وحدة الكنيسة وشفاء المسيحيين.
ليست القوانين المقدسة وثائق قانوية. فعلى الرغم من صياغتها القانونية، إلا أنها ثمرة قوة الروح القدس وخبرة قديسي الكنيسة.

قيامة المسيح

+ ( لو 24 : 1 – 5 ) : " ثُمَّ فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَوَّلَ الْفَجْرِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ حَامِلاَتٍ الْحَنُوطَ الَّذِي أَعْدَدْنَهُ وَمَعَهُنَّ أُنَاسٌ. فَوَجَدْنَ الْحَجَرَ مُدَحْرَجاًعَنِ الْقَبْرِ. فَدَخَلْنَ وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ الرَّبِّ يَسُوعَ. وَفِيمَا هُنَّ مُحْتَارَاتٌ فِي ذَلِكَ إِذَا رَجُلاَنِ وَقَفَا بِهِنَّ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ . وَإِذْ كُنَّ خَائِفَاتٍ وَمُنَكِّسَاتٍ وُجُوهَهُنَّ إِلَى الأَرْضِ " . 
النسوه أتين إلى القبر ، ولما لم يجدن جسد المسيح – لأنه كان قد قام – فإنهن تحيرن كثيراً . ثم ماذا تبع ذلك ؟
إنهن لأجل حبهن للمسيح ، ولأجل غيرتهن الحاره له ، فقد حسبن مستحقات أن يرين الملاكين المقدسين اللذين أخبراهن بالأخبار الساره . وصارا مبشرين بالقيامه قائلين : " لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ ؟ لَيْسَ هُوَ هَهُنَا لَكِنَّهُ قَامَ." ( لو 24 : 5 ، 6 ) .

سر الصليب بحسب القديس اسحق السرياني

رحلة الإنسان من صورة الله إلى التشبه به هي سر عظيم .
إنها تشكل تأله الإنسان وهي الهدف الأصلي الذي خلق من أجله، أي تحول كل قوى نفسه وجسده، واتحاد الطبيعة والنعمة. لا يمكن التعبير عن هذا السر بدون الصلب الذي يقود الإنسان إلى معاينة الله .
يتم اشتراك الإنسان في الحدث اللاهوتي لصلب المسيح، ونزوله إلى الجحيم، وقيامته، من خلال حياة الصليب.

الانغماس في الملذات

لو تطلعنا بعناية للناس اليوم وللمجتمع المعاصر بوجه عام، فإننا نرى على الفور أنهم خاضعون لهوى محبة اللذة أو الانغماس في الملذات.
عصرنا هو عصر طلب اللذة في أقصى درجاتها.
للبشر ميل مستمر نحو هذا الهوى الرهيب الذي يدمر حياتهم بأكملها، ويحرمهم من إمكانية الشركة مع الله. يفسد هوى الانغماس في الملذات عمل الخلاص.
النفس المنغمسة في الملذات تكون غير جديرة بأن تصبح إناءً للروح القدس، أو لأن تتلقى حضور المسيح داخلها.
هذه المسألة مهمة جداً، وسوف نقوم بتحليل هذا الهوى في الصفحات التالية. سوف نرى كيف يعبر عن نفسه، وسوف نفحص أسبابه ونحاول أن نصف كيف يمكن أن نتخلص ونتحرر منه.

الصوم

كل الديانات الكبرى التوحيدية وغير التوحيدية مارست الصوم واعتبرته تقربًا من الله. 
أظن ان الفكرة في هذا ان محبتك للخالق تقتضي ابتعادك عن الكون المخلوق وأساسه عند الإنسان الطعام.
تريد ان تصبح أنت طعامًا لله اذ تبتغي الاتحاد والابتعاد عن طعام الجسد يبدو للإنسان اقترابًا من طعام الروح ووسيلتاه الصلاة والصوم.
فإن كنا في الصلاة نطلب الله يبدو لنا اننا لا نستطيع ان نطلب شيئًا آخر. وبما ان الطعام تربية لهذا الموجود فينا الذي نسميه الجسد نمسك عنه للانصراف إلى ما هو فوق الجسد ومن هذا الفوق إلى الله.

آدم الجديد ينتصر على الشيطان فوق الجبل

لقد انتصر المسيح آدم الثاني على الشيطان فوق الجبل .
هذه النصرة نشترك فيها من وقت أن قررنا الانتقال من مملكة الظلمة إلى مملكة النور وانضمامنا إلى مملكة المسيح.
إن المقبل على المعمودية يشترك مع المسيح في مصارعة الشيطان الذي يحاول جاهدا أن يثنيه عن القيام بهذا العمل وتسجيل اسمه في قائمة المقبلين على العماد.
بحسب الإجراءات المتبعة في الكنيسة الأولى كما دونها الأب جان دانيللو في كتابه : الكتاب المقدس والليتورجيا، يبدأ تسجيل أسماء المرشحين للعماد عن طريق أحد الكهنة في اليوم السابق لبداية الأربعين المقدسة، ومن اليوم الأول في الأربعين المقدسة يفحص الأسقف بتدقيق أسماء المرشحين رجلاً كان أم امرأةً، ويسأل الإشبين وجيران المرشح عن سلوكه، هل هو سكير، كذاب؟ وإذا كان غير مُلام يكتب الأسقف اسمه بنفسه وإذا كان ملوُماً، يُعطي الأسقف تعليماته قائلاً أخرجوه خارجاً "الي أن يصير أفضل وعندئذٍ يتقدم للعماد"[1]. .

لماذا نصوم

محاضرة عن الصوم القيت فى كنيسة مارمرقس فى العاصمة الامريكية واشنطون يوم الاحد الموافق 23 - 2 - 2014 
يمكنك تنزيل المحاضرة عبر الرابط او الاستماع اليها عبر الموقع 

الانسان .. ذكرا وانثى - 2

إنسان اليوم السادس (قبل السقوط)
1ـ خلق الجنسين وطبيعتهما
أــ الجنسان متساويان ومن نفس الجوهر
إن الرجل والمرأة متساويان، إذ أنهما من طبيعة بشريّة ترابيّة واحدة. والطبيعة البشريّة تتكوّن من عنصرين؛ الأول: «من الطين» وهو العنصر المادي [1] ، والثاني: من «نسمة الحياة» وهو العنصر الإلهي. وبذلك بات الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يحمل في داخله كلاً من العنصر المادي (الجسد)، والعنصر الإلهي (نسمة الحياة). 

الانسان .. ذكرا وانثى - 1

رؤية مسيحية آبائية
أنار الإعلان الكتابي السر الأول العظيم الخاص بخلق الإنسان. وقد أبطل هذا الإعلان الكتابي كل الأساطير القديمة وتفوَّق على كل تعليم وفكر فلسفي، إذ نادى بأن الإنسان هو مخلوق بواسطة الله: « وقال الله نخلق الإنسان » (تك1: 26). 
فالإنسان ليس كائنًا أزليَّا ولا هو مخلوق بالصدفة أو بواسطة قوة مجهولة.
الإنسان في نظر الله، مخلوق « حسن جدًا »، إنه تاج الخليقة، إذ أقامه الله على مخلوقاته كملك على كل الخليقة.

عيد ختان المسيح

في اليوم الثامن بعد ميلاده، خُتِن المسيح بحسب ناموس العهد القديم اليهودي .
فلأنّه وُلِد وعاش في بيئة معيّنة، قد حفظ كل قوانينها وعاداتها .
ومع ذلك يجب تفسير ختانه ضمن لاهوت إفراغ الذات - Kenosis -  الذي ارتضى به لخلاص الجنس البشري.
بما أنّ الآباء قرّروا التعييد لميلاد المسيح في الخامس والعشرين من كانون الأوّل، فطبيعي أن يُعيَّد للختان، الذي تمّ بعد ثمانية أيام، في الأوّل من كانون الثاني، أي بعد ثمانية أيام من الميلاد.
لهذا تظهِر طروبارية هذا اليوم أهمية الختان اللاهوتية: "... إنّك وأنتَ إله بحسب الجوهر قد اتّخَذتَ صورةً بشرية بغير استحالة، وإذا أتممتَ الشريعة تقبّلت باختيارك ختانة جسدية..."

معموديّة المعرفة

هناك معرفة ومعرفة. هناك معرفة في شأن ملكوت السّموات وهناك معرفة لملكوت السّموات. هناك معرفة بشأن الله وهناك معرفة لله.
المعرفة الأولى مقدّمة للمعرفة الثّانية. 
المعرفة الأولى هي الخارطة إلى الله، والمعرفة الثّانية هي السّلوك وفق الخارطة لبلوغ وجه الله. 
الخارطة نستمددها من التّراث، والتّراث، بالمعنى الصّارم للكلمة، هو عمل روح الرّبّ القدّوس في القدّيسين جيلاً بعد جيل.

المعمودية والولادة الثانية

بمناسبة معمودية المسيح ...حديث المسيح مع معلم الناموس نيقوديموس” (يو1:3ـ13)
الولادة الثانية السرائرية (المعمودية المقدسة)
(أ‌) الإنسان قبل المعمودية هو ”إنسان عتيق”
نري في نصوص العهد الجديد ـ وبالحري في حوار المسيح مع نيقوديموس الرؤية التعليمية للإنسان بعد السقوط. هكذا الرسول بولس علي سبيل المثال يصف الإنسان بعد السقوط عمومًا ك  "إنسان عتيق" (رو6:6). 
والعناصر التي تصف الإنسان بعد السقوط هي الآتي
1- تعرية الطبيعة البشرية
الإنسان بعد السقوط بالرغم من أنه يرتدي ملابس إلا إنه في الحقيقة هو "عاريًا"، قد فَقَدَ أغلبية مواهب نعمة الخلق "بحسب صورة الله". ورسالة الله إلي ملاك كنيسة اللاودكيين يعبر عن هذه الحالة: " لأَنَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ" (رؤ17:3). 

صورة غير المؤمن

غير المؤمن هو الشخص الأكثر تعاسة بين الناس، لأنّه أنكر الشيء الوحيد الأكثر ثمنًا في العالم، الإيمان، الذي هو الدليل الأصدق للحقيقة والثروة الصالحة.
الغير المؤمن تعيس جدًّا، لأنّه أنكر الرجاء الدعامة الوحيدة الثابتة في طريق الحياة المضني الطويل.
الغير المؤمن تعيس للغاية، لأنّه يفتقد إلى المحبّة الحقيقيّة للناس المحيطين بقلبه المضطرب.
الغير المؤمن هو الأشدّ تعاسة، لأنّه أنكر الجمال الإلهيّ، وصورة الإله الخالق وشبهه، هذا الجمال الذي كتبه الفنّان الإلهيّ في قلوبنا، والذي يكشفه إيمانُنا للعيان.

تجسد ليطعمنا حياته الالهية

محاضرة للدكتور / جوزيف موريس فلتس الباحث بالمركز الارثوذوكسى للدراسات الابائية والمدرس بالكلية الاكليريكية عن التجسد
القيت فى كنيسة مارمرقس بالعاصمة الامريكية واشنطن فى 5 / 1 / 2014 
يمكنك تنزيل المحاضرة عبر الرابط التالى او الاستماع اليها عبر الموقع 
http://s3.amazonaws.com/ar.audio.orthodoxsermons.org/DrJosephFaltas-WasIncarnatetoFeedUshisDivineLife.mp3



الإلحاد مرض عقلي

الإلحاد مرض عقلي  : إنه جرح مريع في نفس الإنسان يصعب شفاؤها.
الإلحاد هو هوى يظلم مَن يتملّكه بقسوة. إنه يختزن الكثير من المصائب لمَن يحتجزه، ويصير مؤذياً ليس له وحسب، بل لكل الذين حوله.
ينكر الإلحاد وجود الله . إنه لا يقرّ بأن هناك خالق إلهي للكون، ولا يعترف بتدبير الله وحكمته وصلاحه وبشكل عام بصفاته الإلهية.

رسول الأمم وكتاباته تعبر عن الإيمان المسلم مرةً للقديسين

إن تفسير بولس الرسول الجديد للناموس والعهد القديم يتعلق بواقع أساسى، سوف يقف وقوفًا حاسمًا فى مسيرة التفسير الكتابى، خاصةً في التعليم اللاهوتى لآباء الكنيسة. 
وبولس الرسول فى تفسيره للعهد القديم لا يمثل أحدًا ولا يعلّم تعليمًا خاصًا، لكنه يكرز ويبشر بشخص يسوع المسيح الحي " نحن نكرز بالمسيح مصلوبًا" (1كو23:1، 2كو5:4)
وبهذه الطريقة يفتح بولس باب معرفة جديدة، تستند لا على المعرفة البشرية (الحكمة اليونانية) ولا على الحقائق الخارجية التاريخية (العلامات التى كان يطلبها اليهود) بل على معرفة شخص المسيح.