الموسيقى البيزنطية والعائلة الأرثوذكسية

إحدى أقوى الذكريات التي حملتها من نموي في عائلتنا والتي تركت انطباعًا طويل الأمد في نفسي هي ترتيل طروبارية الفصح،
أي المسيح قام...، قبل العشاء في كلّ ليلة خلال الفترة الأربعينيّة التي تلي الفصح.
نعم صدّقوا، لقد كنّا نرتّلها ثلاث مرات في كلّ ليلة على طاولة العشاء. كوني طفلة، شعرت أحيانًا بالغرابة والإحراج، لكنّ إصرار والدتي على القيام بهذا العمل المتكرّر أتى بثمار كثيرة إلى حياة عائلتنا. ترتيل "المسيح قام" جلب إلى بيتنا الفرح المستمرّ والأزلي لقيامة سيّدنا المجيدة، وجعل من كلمات الترتيلة "المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور" حقيقة معروفة ونوعًا من عقيدة عائلية.

العبادة ( الصلاة الليتورجية ) في كنيستنا

هدف الكنيسة هو خلاص وتقديس الإنسان وكل الخليقة 
" يالله تحنن على خليقتك ونجها من كل سوء " ( الطلبة المسائية – أسبوع الآلام ) ، فالخلاص في المسيح هو إعادة الإنسان إلى طريق الكمال والخلود بقوة الروح القدس ، " يا من بقدرته دبر حياة الإنسان قبل خلقته ، وصنع له الموجودات بحكمته وزين السماء بالنجوم والأرض بالنباتات والأشجار والكروم والأودية بالعشب والزهر ..... يا الله العظيم القدوس الذى خلق الإنسان على صورته ومثاله وجعل فيه نفساً حية عاقلة ناطقة ارحم يا رب جبلتك التي خلقتها" ( الطلبة المسائية – أسبوع الآلام ).
هذه المسيرة تتحقق بانضمام كل الوجود الإنساني إلى جسد المسيح أي يصير الوجود الإنساني كنيسة في المسيح، ويصير الحق في داخل الإنسان. وعندئذٍ يمكن له أن يعرف الله ويتحد معه ويتقدس : " وتحنن عليها وأرسل علينا رحمتك من علو قدسك ومسكنك المستعد ".