الشريعه الطبيعة وعلاقتها بالشريعة الوضعية - 1

الشريعة من طبيعية أو وضعية واحدة غير متجزئه فى جوهرها ولكنها ذات وجهين ، هى فى أحدهما الشريعة فى حقيقة الواقع ، 
وفى الثانى الشريعة هى من وضع الشارع . 
فى الشريعة الطبيعية ندرك حقيقة معنى الشريعة وبها نتوصل إلى معرفة جوهر الحق والعدل . أما الشريعة الوضعية فتوصلنا من جهة ثانية إلى فهم الشريعة كما تصورها الإنسان ثم طبقها عملياً فى علاقاته الإجتماعية والسياسية فى جماعته وحكوماته ودوله ، فى عاداته وتقاليده . وبكلمة أوضح إنها تمثل لنا صورة الحق والعدل كما برزت فى آراء الناس وأقوالهم ونظراتهم .

لقد وجدنا الفردوس

تحدّثنا الطروباريّاتُ التي تُرتَّل في أسبوع مرفع الجبن عن الفردوس الضائع، وتلقي الضوء على تعرّي الإنسان من اللباس الذي نسجه الله له وألبسه إيّاه في الفردوس.
فبعد أن طُرد آدم من الفردوس، أخذ ينوح وينتحب قائلاً: "ويحي أنا الذي بالسذاجة أمسيت عريانًا الآن وحائرًا. فيا أيّها الفردوس لن أنال في ما بعد نعيمك، ولا أعاين ربّي وإلهي وخالقي، لأنّي سأعود إلى الأرض التي منها أُخذت، فأهتف إليك أيّها الرؤوف المتحنّن: ارحمني أنا الواقع" [ذوكصا خدمة غروب أحد مرفع الجبن].
إنّ المعصية التي سقط آدم فيها، والتي سببّت له هذه الخسارة الجسيمة، صارت، هي عينها، سببًا في توطيد علاقة قويّة وصداقة حميمة مع الله على الأرض أعمق من التي كان يتمتّع بها معه في الفردوس وأمتن