الإله الطفل

ماذا نقدّم للإله الطفل المولود من أجلنا بعد أن اعترف به المجوس في تقاليدهم إلها وملكا ومُعَدّا للذبح؟
ماذا نقول أكثر من ذلك وقد علّمتنا النصوص التي تُتلى علينا في صلاة السَحَر أن ما يريده المسيح منّا أقوال لاهوتية مستقيمة الرأي، اي أن نعترف به فاديًا، إلها أزليا، نورًا من نور، إلها حقا من إله حق، مولودا غير مخلوق.
أقول هذه الأشياء التي تعرفونها لأن بعض الناس هنا وهناك يدّعون أنهم نشأوا على المسيحية ولا يعترفون بهذا الإيمان ولا يعيّدون لميلاد الإله المتجسّد ولا لظهوره بل لذكرى إنسان عظيم. الكثيرون في أوساطنا نفسها، اذا سألتموهم، عندهم أن المسيح نبيّ أو انه رجل كبير أو مُصلح اجتماعي وما إلى ذلك من تعابير.

الله تحت

المسيح في العالم منذ نشأة العالم باعتباره فكر الله.
ونحن لا نعيد لحدث ظهوره من مريم إلا لنذكر انه ظهور اللهوالمسيحية كلها في هذا تقول ان الله بمسيحه سكن في العالم جسديًا. كنا نعرف قبل مجيء المخلص أن الله معنا، ولكن مع المسيح رأيناه معنا وساكنًا فينا. في اليهودية كنا ندرك أن الله فوق، ومع يسوع فهمنا أنه معنا وفينا، أي بالمسيح ألغيت المسافة بين السماء والأرض، لذلك إذا سألت الطفل المسيحي هل الله فوق يجيبك لا أعرف. أنا أعرف أنه في قلبي.
عندما نقيم الميلاد لا نعيّد لحدث مضى ولكن لاستمرار هذا الحدث. المسيحية كشفت أن السماء ليست فوق بل إنها فيك. إنها أنزلت الله على الأرض، بعد ذلك صرنا نصعد إلى السماء. في اللغة المسيحية نقول إننا في الله وأن المكانية كلها لا معنى لها.

متى تكون الرسالة الدينية سبباً لتقدم ورُقي الشعوب ؟

السؤال الذي يفرض نفسه بعيدًا عن توصيف الدولة المدنية أو الدينية, أي بغض النظر عن التسميات ، هو : هل يمكن للرسالة الدينية أن تكون قاطرة التقدم والرُقي للمجتمع أم لا؟
والإجابة لو كانت نعم, فالسؤال: كيف؟
كيف للرسالة الدينية تدفع الإنسان لكي يصنع حضارة ويتقدم ويتحقق مجتمع حديث فيه تُصان كرامة الإنسان ويتحقق العدل والرُقي والحياة الكريمة؟

القراءة الروحية للكتاب المقدس

الكتاب المقدس ـ كما تعلمنا الكنيسة ـ هو عمل الروح القدس لأنه كتبه أناس الله بإلهام من الروح القدس، فـ" كل الكتاب هو موحى به من الله" (2تي16:3)، لكن هذا لا يعني أنه يوجد تطابق بين الله الفوقاني وحرف الكتاب المقدس، الرأي الذي يتبناه جماعة Fundmendalists والذي يقود في النهاية إلى تكريم وثني لنص الكتاب، وإلى عبادة الحرف [1]
علي الجانب الآخر، تؤمن الكنيسة أن الله يعمل ويتحدث بواسطة الكتاب، اذ يقف الشعب " بجوار الإمبل ليسمع كلام الله كما وقف الشعب قديمًا بجوار جبل سيناء وفى العهد الجديد علي جبل الجليل"[2]