فليعطينى روحك جسارة المحبة

مُناجاة
إلي شُعاع مجد الآب
الذي أظهر لنا المحبّة الثالوثية
و إتحَّد بالبشرية إتِّحاد أبدي
فأدخلها في شركة لا تنحَّل مع الثالوث
إلي المُحِب الأزلي
الذي علَّمنا أن التواضُع ظِلّ المحبّة
فإنحني يوم الخميس الكبير يغسل أقدامنا
و مازال ينحني يخدمنا و يغسلنا من أوساخنا
إلي رأس الكنيسة
الذي سكب حياته بالتدبير
و مازال يسكبها كل يوم علي المذابح
لنتغذّي و ننمو إلي مِلء قامة الخلقة الجديدة

مسحة الروح القدس

مسحة الروح
1- المسيحيون الكاملون الذين حسبوا أهلاً للوصول إلى مقاييس الكمال والالتصاق جداً بالملك (المسيح)، هؤلاء يكرسون انفسهم دائماً لصليب المسيح
وكما كانت المسحة في أيام الانبياء هي أثمن من جميع الاشياء - اذ أن المسحة جعلتهم ملوكاً وانبياء، هكذا الاشخاص الروحيون الآن، الذين يمسحون بالمسحة السماوية فانهم يصيرون مسحاء بحسب النعمة، فيكونون هم ايضاً ملوكاً وانبياء للأسرار السماوية.

لاهوت التحرير

مدخل
قد يجد الأرثوذكسي التقليدي صعوبة في التعامل مع لاهوت التحرير. والسبب يتأتّى من استعمال عبارة لاهوت لتسمية هذه. 
فأرثوذكسياً، معنى كلمة “اللاهوت” هو طبيعة الله، لذا اللاهوت يبدأ من الله وليس من الإنسان، يبدأ من الوحي ومن ثمّ يظهر أو يتجسّد في الواقع. أمّا لاهوت التحرير فقد عكس الآية والمسار. من هنا أن هذا البحث لن يناقش التسمية، بل سوف يسعى إلى تسليط الضوء على نشوء هذا الفكر وانتظامه وتفاعله، وماآل إليه في حضن الكثلكة، وإرهاصاته في الكنيسة الأرثوذكسية.

خميس الصعود

خميس الصعود الذي أقيم منذ يومين مجهول معناه كثيراً عند عامة الناس مع انه على كثافة الأعياد الكبرى عندنا وفي تقديري ان إعراض الناس عنه أنهم يرون أن كل شيء عند المسيح ينتهي بقيامته. غير أن الرؤية الكنسية المجسدة في الأعياد أن الصعود مواز للتجسّد اذا اعتبرنا التجسّد نزولاً إلهياً على الأرض.
ولكن إذا عزلت نفسي عن العقيدة موقتاً بحد نفسها لأرى نتائجها في الفكر أفهم أن صعود المسيح هو كلام عن صعود جسده إلى السماء. ولكن ما معنى أن يصعد والمسيح الإله ليس محصوراً في مكان؟ 

القديس باسيليوس الكبير والتفسير المجازي للتكوين

أوضح مثال عن أسلوب القديس باسيليوس الكبير التفسيري والوعظي هو “ستة أيام الخليقة”، وهو سلسلة من تسع عظات ألقاعا حول هذه الأيام. وقد ألقاها في صلوات السحرية والمساء خلال موسم الصوم، يبقى تحديد تاريخ إلقائها بشكل دقيق أمراً صعباً.
القديس غريغوريوس النزينزي، صديق القديس باسيليوس الأقرب، عبّر عن إعجابه العميق بعمل القديس باسيليوس لتصويره الواضح لمعجزة الخلق وخالقها. 

الحسد

مرض الحسد هو أحد أسوأ أمراض النفس. إنه يسبب عطباً كبيراً لنفس الشخص الحسود، كما أنه يسبب ضيقاً شديداً للآخرين. 
الشخص الواقع في قبضة الحسد لا يهتمّ لا بالأصدقاء، ولا بالأقارب، ولا بمقدمي الإحسان. عدم السعادة هي السمة المميزة للشخص الحسود. يقول القديس باسيليوس الكبير أن الصعوبة في هذا المرض هو أن الشخص الحسود “لا يستطيع حتّى التعرّف على مرضه، لكنه ينكس رأسه وينحني مضطرباً وينتحب ويفسده الشرّ بالكلية”. في الغالب لا يريد الشخص الحسود أن يعترف بمرضه أو أن يظهر جرح نفسه، وبالتالي يكون بائساً على الدوام.

الصوم

أنت تفرغ نفسك من الطعام أو من بعض من طعام لتعترف أنك فقير إلى خبز الله. 
الامساك رمز إلى فقرك اليه. انه ترويض النفس على فقر إلى ربها وإلى الآخرين. لذلك يوم غد، عشية دخولنا هذه الرياضة نستغفر الآخرين في طقوس كنيستي لأنهم ان غفروا لنا يؤذنون لنا بدخول الصوم فقراء ذلك اننا ان جعنا نروض أنفسنا على اننا جائعون إلى رحمة الله.

هل تضعِف العلمانية الإيمانَ؟

نحن نعيش في عالم متزايد العلمانية، فماذا يترتب على هذا الأمر؟
تُحدد العلمانية في القواميس بأنها ” عَدَمُ المُبَالاةِ بالدِّينِ أو الاعْتِبَاراتِ الدِّينِيَّة” 
(الاعتقاد بوجوب عدم استناد الأخلاق على الإيمان بالله واستبعاد وجود حالة مستقبلية) [قاموس المعاني].
هذا يعني أن العلمانية تتعلّق بأخلاقية قائمة على أسلوب حياتي من دون الله وأن الدولة العلمانية هي الدولة التي يُفصَل فيها الدين ومناقشة الأمور الأخلاقية. فهل هذا ممكن؟
يستند النهج العلماني على سوء فهم لطبيعة الدين. طريقة عيشنا تتعلّق بإيماننا. يخبرنا إيماننا عن الغرض من كلّ أفعالنا، ولماذا نُعطى الحياة ومن ثمّ الموت.
إنه جزء أساسي من نظرتنا إلى العالم الذي يسمح لنا بتفسير كلّ شيء نشعر به. الدين هو أمر أساسي لجميع الناس. حتى لو كنا لا نفهم ما هو ديننا، لا يزال لدينا وجهة نظر العالم الديني في داخلنا. إن إيماننا هو ما يعطي معنى لحياتنا.