أولوية الروح

" وأعطيتهم روحك الصالح لتعليمهم ، ولم تمنع مَنَّك عن أفواههم ، وأعطيتهم ماء لعطشهم. " ( نح 9 : 20 ) 

الروح الصالح أولاً ، ثم المن ، ثم الماء .
هكذا يعضد الله الإنسان فى مسيرة غربته على الأرض . وهكذا ينبه المسيح قلبنا أن نطلب كل يوم مشيئة الله ومعرفته قبل خبز الكفاف !!
لأنه إن كانت روحنا هزيلة فينا ، فمن العبث أن نشدد الجسد , وإن كان الصلاح يعوزنا ، فباطل هو الأكل وباطل يكون الشبع . 

رخاء الروح

" وكان روح الله على عزريا بن عوديد . فخرج للقاء آسا وقال له : أسمعوا لى يا آسا وجميع يهوذا وبنيامين . الرب معكم ما كنتم معه . " ( 2 أي 15 : 1و2 ) 

ليس الله موجوداً فقط ، بل هو أيضاً الوجود ذاته ، الوجود الكلى ، الذى يستمد منع كل كائن وجوده .
 ويستحيل أن يوجد شئ ما بدون الله . لذلك ما أسهل أن نكون مع الله ، لأن كياننا مرتبط به دائماً ، وفى كل لحظة ، أرتباطاً صميمياً ؛ وما أسهل أن نطلب الله فنجده ، لأنه موجود فى صميم وجودنا . ففى اللحظة التى نشخص إليه فى أعماقنا ، حتماً نجده . 
كما أنه مستحيل أن نجد الله خارج أنفسنا ، أى خارج وجودنا ، وعبثاً نطلبه ، أو نفتش عليه فى غير قلبنا . 

الجمال الهندسى للروح

" وأعطى داود سليمان إبنه ... مثال كل ما كان عنده بالروح لديار بيت الرب ولجميع المخادع حواليه ولخزائن بين الله وخزائن الأقداس ( من جهة هندسة المبانى ) . " ( 1 أي 28 : 11و12 ) 

روح الله هو المختص بالإبداع الفنى فى الخليقة .
 فالآب يأمر ، والإبن يُنفذ ، والروح يُبدع الجمال ويتقن ! وفى النهاية تحدث السماء بمجد الله ، والفلك يُخبر بعمل يديه . 
ولولا روح الله الذى فينا ، الذى هو روح الجمال والإبداع والتذوق الفنى ، ما أستطعنا أن نرى فى الخليقة أى جمال ، بل ولا عرفنا أنه يوجد جمال البتة !!