مخاوف الروح وأخطاره

يظن الجهلاء أن للروح القدس مخاوف وأخطاراً
 ، ولكن ليس الروح هو الذى يلقينا على الجبال ؛ بل كبرياؤنا ، ولا هو الذى يسقطنا فى حضيض الأودية ؛ بل يأسنا وصغر نفوسنا . 
فعلى الإنسان الذى يُصادق الروح القدس ، أن يحذر من هذين الخطرين :
 خطر الزهو والأعتداد بالذات ، وخطر اليأس وصغر النفس .

غضب الروح

" فحل روح الله على شاول عندما سمع هذا الكلام وحمى غضبه جداً . " ( 1 صم 11 : 6 ) 
يوجد غضب بشرى ، ويوجد غضب إلهى .
غضب الإنسان لا يصنع بر الله ، ولا يوافق قصد مشيئته ، لأنه من حركة النفس عندما تحقد وتثور لذاتها ، ذلك لأنها تستاء من الألم . 
الغضب المقدس يتفجر من الروح فى القلب ،
 أما غضب الإنسان فينبع من جرح يكون قد أصاب الذات . 

إعلان الروح

" فلما حلت عليهم الروح تنبأوا ، ولكنهم لم يزيدوا . " ( عدد 11 : 25 ) 
+ " عندما حلت عليهم الروح تنبأوا " . 
إن حلول الروح يفك عقدة اللسان المربوط بعجز الخطيئة ، ويجلى الرؤيا أمام العين التى تعتمت بالشهوة . 
إن أوقات الإعلانات والرؤى هى أوقات إنفتاح الذهن . أصمت وأنتظر بإيمان وأنت ترى الله . 

تأثير الروح فى العالم الدنيوى

" ولما جاءوا إلى هناك ، إلى جبعة ، إذا بزمرة من الأنبياء لقيته ( شاول ) ، فحل عليه روح الله فتنبأ فى وسطهم . " ( 1 صم 10 : 10 ) 
+ " ولما جاءوا إلى هناك ... إذا بزمرة من الأنبياء لقيته " . 
ما أعظم فعل الجماعة على النفس الضعيفة ، وما أحلى إجتماع الإخوة فى عين الروح .
 إذ لما أجتمعوا لم يكن من مانع لدى الروح لكى يحل على هذه الزمرة ، ويحل أيضاً على شاول . هكذا تنحصر النفس الضعيفة فى مجال الأقوياء فتقوى ؛ وتتبارك الروح السقيمة وسط الكنيسة وتتقدس .

واقعية الروح

" فقال فرعون لعبيده : هل نجد مثل هذا رجلاً فيه روح الله ؟ " ( تك 41 : 38 ) 
لقد كان فرعون عالمياً ، فكيف يستطيع أن يحترم رجلاً كان ينتمى إلى الله وإلى عظم الأتساع والأبدية ؟ 
إن السبب فى ذلك هو أن روح الله ، كما الأبدية ، يحتوى الساعة الحاضرة كجزء منها .

رجاء الروح

" لا يدين ( لا يسكن ) روحى فى الإنسان إلى الأبد ." ( تك 6 : 3 ) 
وإن كف روح الله عن مؤازرة الإنسان عامة فليس دائماً ، لأنه سيكون هناك سلام للروح فى النهاية ، إذ لا يمكن أن تدوم قوتان متضادتان !! لابد أن تنتصر واحدة وتصبح الكل فى الكل .
 فهل يمكن أن تكون هى الجسد ؟ أم تكون الروح ؟ 

أسبقية الروح

" وروح الله يرف على وجه المياه . " ( تك 1 : 2 ) 
قبل أن يقول الله :- " ليكن نور " ، كان روح الله يرف على وجه المياه . لقد كان الروح هو المفتاح الأول الذى أنبعث منه صوت فى الكون وللنفس البشريه . لم يكن هناك فائدة من حضور النور ، ما لم يكن الروح أولاً . فالنور لا يجعل وجه المياه سعيداً ، ما لم ترف الحياه عليه . 

توزيع الروح

" فنزل الرب فى سحابة وتكلم معه وأخذ من الروح الذى عليه وجعل على السبعين رجلاً الشيوخ . " ( عدد 11 : 25 ) 
إن الرب يتكلم عادة فى سحاب ، أى يعلن ذاته خلال الأوقات أو الأشياء ، التى تعتبر حاجزاً أو مانعاً عن الرؤيا
هكذا تصبح أوقات حزنى هى هى أوقات شركتى ، ويصبح صمت الأرض ، بل وهجوها لى ، حديثاً مشتركاً مع أغانى السماء . 

تنازُل الروح

" وملأته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة ، لأختراع مخترعات ليعمل فى الذهب والفضة والنحاس . " ( خر 31 : 3 و 4 ) 
عجيبة أن يمتلئ إنسان بالروح من أجل أعمال يدوية بسيطة ! ويُلهم بالحكمة والفهم وبكل معرفة ، لا لشئ سوى أن يعمل فى النحاس والحديد .
إن هذا يبدو شيئاً تافهاً بسيطاً ، فالكل يعتقد أن الرجل إنما يُعطى إلهاماً لكى يعيش بالروح أفضل من معيشة أهل هذا العالم .

المسيح فى المجامع المسكونية والعهد القديم

لقد فقد أو رفض أتباع أوغسطين الوجه الأساسي للإفتراضات الضمنية اللاهوتية المختصة بشخص المسيح في كل المجامع المسكونية.
وهذا ما يطرح التساؤل حول ما إذا كان هؤلاء يقبلون هذه المجامع فعلاً.
كل الآباء، باستثناء وحيد هو أوغسطين، يشددون على أن يسوع المسيح قبل ميلاده من العذراء والدة الإله، في شخصه الممجد غير المخلوق، رب الصباؤوت، أظهر الله في شخصه لبطاركة وأنبياء العهد القديم.

صورة غير المؤمن

غير المؤمن هو الشخص الأكثر تعاسة بين الناس، لأنّه أنكر الشيء الوحيد الأكثر ثمنًا في العالم، الإيمان، الذي هو الدليل الأصدق للحقيقة والثروة الصالحة.
الغير المؤمن تعيس جدًّا، لأنّه أنكر الرجاء الدعامة الوحيدة الثابتة في طريق الحياة المضني الطويل.
الغير المؤمن تعيس للغاية، لأنّه يفتقد إلى المحبّة الحقيقيّة للناس المحيطين بقلبه المضطرب. 

الرجاء

عند بولس الرجاء فضيلة يرصفها بين الإيمان والمحبة وكأنه يوحي أنك ان آمنت ترجو الله فتحب.
في عمق الأعماق طبعا الفضائل لا ترصف واحدتها مع الأخرى .
انها جميعا متداخلة ولكن يريك الوحي انك تبدأ بالإيمان لأنه هو انعطاف الله عليك.
يبدأك كائنا روحيا ويرافقك في مسيرتك اليه. بتعبير جسور، الله يخلقك بالروح القدس بعد ان أنشأك جسديا. هذا كيانك الجديد وحياتك الحق.
ومكوث الله فيك هو ما نسميه الإيمان اي قناعتك ان الرب مكونك بروحه
والإيمان من الأمانة لله والأمانة من المأمن.
ولست أقول هذا لغويا ولكن روحيا. أنت في بشرتك لست في مأمن، في مقر. الله فيك هو مقرك.