النعمة و الكلمة و السر

فى بدء هذا الصوم المقدس
 أذكركم أن منهج أبائنا السعداء بالرب يقوم أساساً على النسك ,
و النسك هو حفظ الأنسان لنفسه و جسده و روحه مقدسين للرب بمؤازرة النعمة , و فاعلية الكلمة و سلطان السر الإلهى
1-أما مؤازرة النعمة
 فهى مجانية تطلب فتعطى لمن يطلب و يسـأل و يقرع باب تحننات الرب , حسب قول المخلص :


 " فمن منكم وهو أب يسأل ابنه خبزاً فيعطيه حجراً ؟ أو سمكة أفيعطيه حيةً بدل السمكة , أو إذا سأله بيضة أفيعطيه عقرباً ؟ فإن كنتم و أنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة , فكم بالحرى الأب الذى فى السماء يعطى الروح القدس للذين يسألونه " (لو11: 11-13 ) .
 و هكذا ينبه الرب قلوبنا أن الأب هو الذى يعطى الروح القدس مجاناًَ . بمقتضى السؤال و الطلبة و ذلك طبعاًٍ بدالة ابنه يسوع المسيح ربنا . و الروح القدس فى النسك هو بمثابة الربان فى المركب . 
2- أما فاعلية الكلمة فى الإنجيل المقدس
 فهى للتطهير , تطهير النفس و الجسد و الروح , و ذلك إذا أخذت مأخذاً جدياً , حيث تصبح حارقة كالنار و طارقة كالمطرقة كقول الله على لسان إرميا النبى :
" ما شأن التبن مع الحنطة , كلمتى كنار وكمطرقة تحطم الصخر " ( أنظر إر 23: 28-29 ) . 
بل و تكون الكلمة خارقة أيضاً كالسيف ذى الحدين , ينفذ مخترقاً الفواصل السرية التى تفرق بين النفس و الروح فتفضح ما تتعلل به النفس كأنه من الروح وهو علة و مرض فيها ,
 وتسرى الكلمة بخفة و نفاذ أحد من السيف لتبلغ الخطايا المخبوءة حتى الى نخاع العظام و المستورة بين طيات المفاصل و عُقد النفس ! و تكشف الكلمة ما احتفظ به الضمير عبر السنين و ما استتر فى القلب بعيداً عن النور ! 
و لكن لا تستطيع الكلمة أن تصنع هذا كله إلا بتحريك النعمة لغاية واحدة وحيدة هى تسليم الحياة لله
3- أما سلطان السر الإلهى
 فهوعمل المسيح الخصوصى للأخصاء لبنى سره , حيث ينضح عليهم من دمه فيحتويهم سر الفداء و يدخلوا النور الإلهى كقول القديس يوحنا الرسول :
 " إن سلكنا فى النور كما هو فى النور فلنا شركة بعضنا مع بعض و دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية " ( 1 يو 1 : 7 ) . 
و فى هذا الصوم المقدس تتجمع هذه الوسائط النسكية الثلاث
النعمة و الكلمة و السر , بقوة غير عادية بسبب أن المسيح يتقدمنا بنفسه فى هذا الموكب النسكى صائماً معتزلاً مصلياً .
 و كان الأباء يتبارون فى هذا الصوم لبلوغ حالات من اليقظة الروحية و يدركون أعماق الأسرار و المواهب الروحية التى كانت تنعش الكنيسة كلها سنة بعد سنة . فكانت غيرتهم النارية و حبهم الإلهى يشعل قلوب الشباب و المبتدئين , ويأكل توانى المتوانين , و يمسح الصدأ عن القلوب التى تخلفت فتقوم و تجرى و تجدد العهد , و كانت رؤية المسيح على جبل الصوم كقائد ناسك مظفر تلهب الكنيسة برمتها . 
و لكن لأن حالنا قد صار ردياً بسبب ضياع هذه الرؤيا و الاستهتار بركائز النسك الثلاث النعمة و الكلمة و السر صار منهج أبائنا فى النسك لا يأتى بثماره المرغوبة , و لا تنتفع منه الكنيسة شيئاً , و انقلب الى موسم وعظ و صياح بعد أن كان حركة و مسيرة و تغيراً و تجديداَ و انسكاباً خفياً لنعمة الله فى كل كنيسة و بيت . 
لذلك قد صرنا مثل الكرم الذى كثرت فروعه و أوراقه و قل جودة و إثماره , فظهر جميلاً من الخارج ردياً من الداخل .
 بمعنى أنه أصبح لنا شكل التقوى و لكننا لا نملك قوتها أو بمعنى أكثر صراحة أننا صرنا أتقياء فى أعين الناس و أعيننا , و صدقنا الناس , و صدقنا أنفسنا و أكتفينا و فرحنا . 
و لكن فى الحقيقة حالنا لا نحمل قوى التقوى و لا فاعليتها 
 فالهالك لا نقوى على انقاذه  و الساقط لا نستطيع أن نقيمه , و المكسور و المريض لا نملك شفاءه , و حتى الضعيف لا نطيق احتماله !   
بل و ياليتنا لما علمنا ذلك انسحقنا و أمنا بنقصنا و بوار حالنا ووقفنا نتضرع أمام الله أن يشفى سقمنا برحمته و يُجبر عجزنا بنعمته و يتدخل هو بذراعه ليصنع خلاصاً بقوته و اقتداره .
و لكن عوض البكاء و التوسل عن الذين يسيرون مسرعين فى طريق الموت و الهلاك اكتفينا بخلاص أنفسنا و أغمضنا أعيننا و سددنا أذاننا حتى لا نرى و لا نسمع عدد الذين يهلكون كل يوم ربوات و ملايين ,
 نصلى السواعى و ننام مرتاحى البال و الضمير , ألسنا رهباناً جئنا لخلاص أنفسنا فما لنا و خلاص الخطاه الزناة الأشرار و الأردياء ؟
 عندما نرى أو نسمع عن الشباب الذى يسقط كل يوم بالملايين بين أيدى لصوص المخدر و الجنس , نجوز بفكرنا سريعاً غير مبالين , ندخل قلالينا بقلب رضى هنى لا نئن و لا نتنهد و لا نتوجع ,
 و قصة السامرى و اللصوص نمثلها بإتقان مذهل بأكثر هوان و استهتار من الكاهن و اللاوى فيها ,
 وكأنما صلوات السواعى و قيام نصف الليل و السجدات – قلت أو كثرت كفيلة أن تعفينا من تحذير الله المخيف على فم حزقيال النبى :" و قال له الرب أعبر فى وسط المدينة فى وسط أورشليم و سم سمة على جباه الرجال الذين يئنون و يتنهدون على كل الرجاسات المصنوعة فى وسطها . و قال لأولئك – فى سمعى – أعبروا فى المدينة وراءه و أضربوا , لا تشفق أعينكم , و لا تعفوا الشيخ و الشاب و العذراء و الطفل و النساء , أقتلوا للهلاك و لا تقربوا من إنسان عليه السمة , و ابتدئوا الضرب من مقدسى "
 ( حز 9: 4- 6 ) . 
و هكذا كل الذين لم يحملوا هم خطايا الشعب و مفاسده , ولم يتنهدوا و لم يئنوا على هلاك الخطاه ساواهم الله بصانعى الرجاسات سواء بسواء إذا أجاز قتلهم !! 
فيا ويلنا يا إخوتنا إن كنا لا نحمل هم الخطاة , و لا نئن و نتنهد الليل و النهار أمام الله فى حزن و بكاء فى المسوح و التراب كما فعل أباؤنا و نجوا , نصرخ أمام الله بتوجع من أجل الخاطىء كأبن وحيد لنا , بل و يا ويلنا إن كنا لا نقف بعزم القلب على أهبة الاستعداد , أتم الاستعداد , أن نسلم كل وقتنا و حياتنا ثمناً لعودة الخطاة لحضن المسيح . 
و ها هو ذا يجىء موسم الصوم فى هذه السنة و العالم كله يتطلع الى من يخلص , فالضربة بلغت من القدم للرأس , و الحال بلغ الى نزاع الموت الأخير و الكل يتطلع إلينا طالباً المعونة بل طالباً برهان الحياة التى فينا , ألسنا رهباناً نموت عن العالم كل يوم ؟
 و لكن يالحزنى فنحن لا نملك إلا دموعنا و صرنا كالشجرة التى تعوقت عن إعطاء الثمر فى أوان الثمر و صار مصيرها فى خطر , لأن صاحب البستان يطلب إخلاء الأرض لولا البستانى الكريم الذى وقف يتشفع فيها هذه السنة أيضاً !! 
لذلك أدعوكم بفم يوئيل النبى : " أضربوا بالبوق فى صهيون , قدسوا صوماً , نادوا بإعتكاف , أجمعوا الشعب , قدسوا الجماعة , أحشدوا الشيوخ , أجمعوا الأطفال , وراضعى الثدى , ليخرج العريس من مخدعه و العروس من حجلتها ,ليبك الكهنة خدام الرب بين الرواق و المذبح و يقولوا أشفق يا رب على شعبك , و لا تسلم ميراثك للعار , حتى تجعلهم الأمم مثلاً , لماذا يقولون بين الشعوب أين إلههم ؟ " ( يؤ 2 : 15 – 17) ...
"ولكن الان يقول الرب : ارجعوا الى بكل قلوبكم , وبالصوم والبكاء والنوح ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا الى الرب الهكم لانه رؤوف رحيم بطى الغضب وكثير الرأفة " ( يؤ 2 : 12-13 ) 
" و يكون بعد ذلك أنى أسكب روحى على كل بشر "
 ( يؤ 2: 28 ) . 
إذاً , فحمل الصلاة عن الكنيسة كلها و العالم كله ملقى عليكم , الله هو الذى وضعه علينا مع كل تبعاته و تكاليفه الباهظة جداً , لأنه مطلوب صلاة تحرك السماء , صلاة بمعاناة و ألام و أحزان عميقة , صلاة بعرق يتصبب كصلاة جثيسمانى , صلاة بمخاض كمخاض الولادة , كما شبهها بولس الرسول بمخاض الحبلى إلى أن يتصور المسيح فى الخطاة فيولدوا !! 
أنتم هى البطن التى وضع عليها أن تحمل بالخطاة متوجعة حتى يأتى الطلق بقوة الروح القدس من الأعالى فتلدهم الكنيسة فى سنة مقبولة و زمن خلاص .
 لقد صلينا كثيراً و لكن لم نصل الصلاة المطلوبة , صلاة التوقع التى ما تنتهى إلا بالأستجابة ! فالأمر التزام هو و ليس اختياراً , فالخاطىء إما يذهب الى الهلاك وإما يولد للحياة الأبدية , الفرق شاسع و نحن مسئولون . 
ها أنا أقول لكم مثلاً : إن رأيت طفلاً صغيراً لا يدرك شيئاً يقف على طريق قطار قادم بسرعة و أمامك فرصة ضيقة لإنقاذه , فهل تتركه ؟
و لكن ما بالك لو قلت فى نفسك ما شأنى و حياة طفل , أنا راهب أطلب خلاص نفسى , و لم تجر لتنقذه , هل تخلص نفسك ؟ و ماذا تكون نظرة العالم و نظرة أمه نحوك ؟ هذا سؤال مرعب! 
و لكن هل التوانى فى إنقاذ إنسان من الهلاك الأبدى , وهو خاطىء لا يعرف مصيره , أقل رعبة من التوانى فى إنقاذ طفل من تحت القطار ؟ 
هل التوانى فى إنقاذ كنيسة برعاتها و خدامها من روح اللامبالاة من جهة خلاص الهالكين أقل رعبة من التوانى فى إنقاذ طفل من تحت القطار ؟ 
ثم هل التوانى فى إنقاذ أرواح الشباب و الشابات الذين يهلكون بالملايين فى العالم كله أقل رعبة من التوانى فى إنقاذ طفل من تحت القطار ؟ 
أليست هذه خطيئة عظمى أن لا نحس بهلاك الخطاة و لا نتحرك ولا نتوجع ؟ ثم أليست هذه الخطية بالذات هى التى أوقفت عمل الروح القدس فى الكنيسة ؟ 
بل و هذه الخطية بالذات هى التى أدخلتنا فى الظلمة و أصبحنا لا نعلم الطريق و لا إلى أين نمضى لأن الظلمة – ظلمة عدم اللامبالاة بالقريب الهالك – أعمت أعيننا ؟
 كيف نقول إننا نعيش فى النور و نسلك فى النور و نحن لم نحب أخانا بل أبغضناه بغضة الموت لأننا تركناه يهلك ولا نحرك ساكناً , إلا أننا نكذب وليس الحق فينا إن قلنا بعد ذلك إننا نحب الله أو القريب . 
حقاً جيد أن نخلص أنفسنا , و لكن هل جيد أن يهلك أخونا و نحن نملك بالصلاة إمكانية خلاصه بل و خلاص الملايين ؟ 
تقول أنا راهب و ما هى مسئوليتى تجاه من لم أخذ مسئوليته
" أحارس أنا لأخى " ( تك 4 : 9 )
 إن المسئولية تجاه الخطاة تقع على الكهنة و رؤسائهم الذين أقاموا أنفسهم رعاة لهم . و لكن يرد علينا الرب على لسان أشعياء النبى و يضعنا فى موضع المسئولية العظمى :
" على أسوارك يا أورشليم أقمت حراساً لا يسكتون كل النهار و كل الليل على الدوام , يا ذاكرى الرب لا تسكتوا ولا تدعوه يسكت حتى يثبت و يجعل أورشليم ( الكنيسة ) تسبحة و يجعلها تسبحة فى الأرض " (إش 62 : 6 -7 ) . 
تقول و من أنا حتى أحرس الكنيسة كلها و العالم ؟
ماذا تفيد صلاتى للملايين و أنا رجل خاطىء ؟
إن هذا العمل فوق طاقة البشر , أليس هو عمل السماء ؟
 ولكن الكتاب يرد علينا مستشهداً بإيليا و يقول :
 " كان إيليا إنسان تحت الألالم مثلنا و صلى صلاة أن لا تمطر
 ( السماء ) فلم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر ثم صلى أيضاًُ فأعطت السماء مطراً و أخرجت الأرض ثمرها "
( يع 5 : 17 )
فهل السماء تسمع و تستجيب لأمر الإنسان من جهة المطر لحياة الزرع و الضرع و لا تسمع و تستجيب من جهة خلاص الإنسان و حياته الأبدية ؟
 ثم ألم يقل الكتاب إن روح إيليا تقدم أمام الرب ليعد له طريقاً , و هل انتهى الطريق ؟ ألستم أنتم إيليا هذا الزمان؟ و هل الصلاة مجازفة ؟ أليست لتمجيد الأب !!؟ 
ولكن من جهة أخرى , الرب يؤمن استجابة الصلاة بتأكيد و ضمان شخصى لإتيان المعجزة و فتح السماء : 
" الحق الحق أقول لكم من يؤمن بى فالأعمال التى أنا أعملها يعملها هو أيضاً و يعمل أعظم منها لأنى ماض الى أبى و مهما سألتم بأسمى فذلك أفعله ليتمجد الأب بالأبن , أن سألتم شيئاً بأسمى فإنى أفعله " ( يو 14: 12-14) 
و هنا يتكشف لنا أن القضية – قضية الصلاة و استجابتها – أنحسرت فى أضيق نطاق , فالمسيح جعل شرطها الوحيد :
 " من يؤمن بى " . 
إذاً , فهلاك الخطاة يتحدى إيماننا , و الشيطان يتحدى إيماننا ,
 بل و محنة العالم كله هى بسبب عدم إيماننا
و نوم الكنيسة و ضعف الرعاة هو من صنع ضعف إيماننا !! 
فهل نصمت إزاء هذا التحدى ؟ أنقبل على أنفسنا دينونة هؤلاء الهالكين ؟ بولس الرسول يدعوكم :
 " جربوا أنفسكم هل أنتم فى الإيمان ؟؟ أمتحنوا أنفسكم أم لستم تعرفون أنفسكم أن يسوع المسيح هو فيكم ؟ " 
( 2 كو 13 : 5 ) 
إذا , هل أن الأوان أن نصارع مع الله فى الصلاة حتى مطلع الفجر أو حتى الموت ؟
فيتزكى إيماننا و يستجيب الصلاة , و تأتى المعجزة و تنفتح السماء , و يرسل الله قوة من الأعالى تحرك الكنيسة كلها لتكميل الخلاص بسلطان الروح و بقوة و حرارة فيعترف الجميع و يتوبون و يقبلون عطية الله كالأول حتى تأتى أزمنة الفرج من عند الرب
لماذا فقدنا روح أبائنا و روح أنبيائنا , هؤلاء الذين حركوا السماء بل حركوا قلب الله ؟ فهل عسير علينا أن نعمل ما عمل دانيال :
 " فوجهت وجهى الى الله السيد طالباً بالصلاة و التضرعات بالصوم و المسح و الرماد و صليت الى الرب إلهى و اعترفت ... و بينما أنا أتكلم و اصلى ألهى ... و أنا متكلم بعد بالصلاة إذا بالرجل جبرائيل .. لمسنى و فهمنى و تكلم معى و قال ... فى ابتداء تضرعاتك خرج الأمر ,و أنا جئت لأخبرك لأنك محبوب ؟ 
( دا 9 : 3 – 23 ) 
و الله استجاب الى دانيال استجابة فورية . 
أو هل صعب علينا ما فعله نحميا :
 " فلما سمعت هذا الكلام جلست , و بكيت و نحت أياماً و صمت و صليت أمام إله السماء .. و قلت يا سيد لتكن أذنك مصغية الى صلاة عبدك و صلوات عبيدك الذين يريدون مخافة أسمك , أعط النجاح اليوم ... " (نح 1 : 4 – 11) .
 و نعلم أن الله استجاب لنحميا جداً و أنجح كل مسعاه لتجديد أورشليم . 
ثم هل نحن بكل مذخرات النعمة و عمل الدم الإلهى و مجد الصليب و ظفر القيامة و مواهب يوم الخمسين أقل من أنبياء العهد القديم ؟ 
أعود فأذكركم , يا أحباء الرب , أن العيب و الملامة ليست فى الكنيسة النائمة , و لا فى الشباب المنحل و لا فى العالم المستبيح , ولكن العيب فينا و الملامة علينا نحن الذين أقمنا الله حراساً بالصلاة على أسوار أورشليم نحرس الكنيسة فى نوباتنا السواعية الليلية و النهارية , فأنشغلنا فيما لأنفسنا فأرتدت صلاتنا الى حضننا و لكن شكراً لله الذى لا يزال يلح طالباً يقظتنا مرسلاً صوته لنا فى بداية الصوم الأربعينى موسم الصلاة و البكاء و النوح و التوبة و لبس المسوح و الجلوس على الأرض كالأيام الأولى
و الكنيسة من حولنا تردد ألحانها الحزينة و كـأنها تذكرنا بالضحايا الذين خرجوا من حضنها و لن يعودوا و كأنها توقظ فينا عقدة الذنب لعلنا نقوم و نغير غيرة الرب لنحفظ ما بقى . 


الاب متى المسكين +
راهب من الكنيسة القبطية الارثوذوكسية 
والاب الروحى لدير القديس انبا مقار ببرية شيهيت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من كتاب ( رسائل القمص متى المسكين ) 
الرسالة ( 52 ) 

الى الرهبان  فى بدء الصوم الكبير مارس 1976 م .