الثبات فى المسيح والطلبة المستجابة



يقول الرب إن ثبتُّم فيَّ وثبت كلامي فيكم، تطلبون ما تريدون فيكون لكم ( يو 15: 7 ) ومَن يثبت في المسيح حقّاً، فهل هناك أي شيء يتوق إليه إلاَّ كل ما يُرضي المسيح؟ وإذا كانوا هكذا يثبتون في المخلِّص، فهل يمكنهم أن يشتهوا شيئاً يتعارَض مع الخلاص؟ بعض الأمور، في الواقع، نروم إليها لكوننا في المسيح، وأخرى نبتغيها لكوننا ما زلنا في هذا العالم. ففي بعض الأوقات، بسبب ارتباطنا بهذا المسكن (الجسد)، تدفعنا غرائزنا من الداخل أن نطلب ما لا نعرف أنه غير مناسب لنا. ولكن الله لا يسمح أن نُعطَى مثل هذه الأمور إذا كنا ثابتين في المسيح، بل فقط يمنحنا ما هو  نافع لنا. 
فإذا نحن ثبتنا بالفعل فيه ورسخ كلامه فينا، نسأل ما نريد فيكون لنا. أما إذا طلبنا شيئاً ولم يُجـِبْ، فهذا يعني أن طلبتنا لا تتوافق مع ثباتنا فيه، ولا مع ثبات كلامه فينا؛ بل مع إلحاح الجسد وضعفه... لأنه في كل الأحوال تتوافق مع كلامه تلك الصلاة التي علَّمنا إيَّاها الرب والتي نردِّدها قائلين: ( ابانا الذى فى السموات) إذن، فلا ننحرف عن كلام ومعنى هذه الصلاة عندما نُقدِّم طلباتنا، وكل ما نسأله سيُعطَى لنا. 

القديس أُغسطينوس أسقف هيبو (354-430م)