تمسك بالرجاء

يسحبنا الشيطان الى افكار الياس , حتى يقطع رجاءنا فى الله . فالرجاء هو مرساة الامان , ينبوع حياتنا , قائدنا فى الطريق المؤدى الى السماء , خلاص النفوس الهالكة ... فقد قيل ” لاننا بالرجاء خلصنا ” ( رومية 8 : 24 ) .
 الرجاء بالتاكيد يشبه حبلا قويا مدلى من السماء , يعين ارواحنا رافعا من يمسك به بثبات فوق هذا العالم وتجارب هذه الحياة الشريرة فان كان الانسان ضعيفا وترك هذه المرساة المقدسة , للحال يسقط ويختنق فى هوة الشر.
والشيطان يعلم ذلك فعندما يدرك اننا متضايقون بسبب شعورنا باعمالنا الشريرة , يضع فى نفسه ان يلقى علينا حملا اضافيا اثقل من الرصاص وهو القلق الناشى عن الياس . فان قبلناه يتبع ذلك حتما سقوطنا الى اسفل بعامل الثقل تاركين ذلك الحبل ساقطين فى عمق البؤس !!! 
فالشرير يستخدم كل الحيل ليزرع فينا فكر الياس فان نجح فى ذلك لا يحتاج بعد الى جهاد او تعب فى صراعه ضدنا مادمنا منطرحين وساقطين وغير راغبين فى المقاومة .. 
من يقدر ان يتخلص من هذا (الياس ) . ويستعيد قوته ولا يكف عن المقاومة ضد الشيطان حتى اخر نسمة , حتى لو سقط مرات كثيرة بلا عدد , مثل هذا يقوم ويضرب عدوه .
 اما من كان فى عبودية افكار الياس .. فكيف يقدر ان يغلب وهو لا يقاوم بل يهرب امام عدوه ... لاتياس ولا تطرح الرجاء الحسن . 



من رسالة للقديس يوحنا ذهبى الفم
الى صديق يحثه على التوبة