تجسد الكلمة - 3

الفصل الرابع - الخامس - السادس - السابع 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الرابع 
مقدمة الفصلين الرابع والخامس
 إنَّ خِلْقَتْنا والتجسد الإلهي متصلان أحدهما بالآخر اتصالاً وثيقًا. وكما أنه بكلمة الله خُلِق الإنسان من العدم إلى الوجود ثم نال نعمة الحياة الإلهية، كذلك بخطية واحدة خسر الإنسان تلك الحياة، وجلب على نفسه الفساد، وامتلأ العالم بالخطية والشقاء. 
1ـ وربما تتساءل، لماذا بينما نقصد أن نتحدّث عن تجسد الكلمة، فإننا نتحدّث الآن عن بداية خلق البشرية؟ [1] لكن اِعْلَم أن هذا الحديث أيضًا يتصل بهدف هذا المقال. 
2ـ لأنه من الضروري عندما نتحدّث عن ظهور المخلّص بيننا، أن نتحدّث عن بداية خلق البشر، ولكي تَعْلَم أنَّ نزوله إلينا كان بسببنا، وأن تعدِّينا استدعى تَعَطُّف الكلمة، لكي يأتي الرب مسرعًا لمعونتنا، ويظهر بين البشر. 
3ـ فلأجل قضيتنا تَجَسَّد لكي يُخَلِّّصنا، وبسبب محبته للبشر قَبِلَ أن يتأنس ويظهر في جسد بشري [2]
4ـ وهكذا خلق الله الإنسان وكان قصده أن يبقى في غير فساد [3]. أما البشر [4] فإذ احتقروا التفكير في الله ورفضوه، وفكروا في الشر وابتدعوه لأنفسهم كما أشرنا أولاً [5]،
 فقد حُكِمَ عليهم بحُكْم الموت الذي سبق إنذارهم به، ومن ذلك الحين لم يبقوا بعد كما خُلقوا [6]، بل إن أفكارهم [7] قادتهم إلى الفساد ومَلَك [8] عليهم الموت. لأن تعدي الوصية أعادهم إلى حالتهم الطبيعية، حتى أنهم كما وُجِدوا من العدم هكذا أيضًا بالضرورة يلحقهم الفناء بمرور الزمن [9]
5ـ فإن كانوا وَهُم في الحالة الطبيعية ـ حالة عدم الوجود، قد دُعوا إلى الوجود بقوة الكلمة وتحننه، كان طبيعيًا أن يرجعوا إلى ما هو غير موجود (أى العدم) عندما فقدوا كل معرفة بالله [10]؛
 لأن كل ما هو شر فهو عَدَم، وكل ما هو خير فهو موجود [11]. ولأنهم حصلوا على وجودهم من الله الكائن، لذلك كان لابد أن يُحرموا، إلى الأبد، من الوجود. وهذا يعني انحلالهم وبقائهم في الموت والفساد (الفناء). 
6ـ فالإنسان فانٍ بطبيعته لأنه خُلق من العدم إلا أنه بسبب خلقته على صورة الله الكائن [12] كان ممكنًا أن يقاوم قوة الفناء الطبيعي ويبقى في عدم فناء لو أنه أبقى الله في معرفته كما تقول الحكمة "حِفْظ الشرائع تُحققِّ عدم البَلَى"[13]،
 و بوجوده في حالة عدم الفساد (الخلود) كان ممكنًا أن يعيش منذ ذلك الحين كالله [14] كما يشير الكتاب المقدس إلى ذلك حينما يقول " أنا قلت إنكم آلهة وبنو العليّ كلكم، لكن مثل الناس تموتون وكأحد الرؤساء تسقطون" [15]
الفصل الخامس [16]
1ـ فالله لم يَكْتَفِ بأن يَخْلقنا من العَدَم، ولكنه وهبنا أيضًا بنعمة الكلمة إمكانية أن نعيش حسب الله، ولكن البشر حَوَّلوا وجوههم عن الأمور الأبدية، وبمشورة الشيطان تحولوا إلى أعمال الفساد الطبيعي وصاروا هم أنفسهم السبب فيما حدث لهم من فساد بالموت.
لأنهم كانوا ـ كما ذكرت سابقًا ـ بالطبيعة فاسدين لكنهم بنعمة اشتراكهم في الكلمة كان يمكنهم أن يفلتوا من الفساد الطبيعي لو أنهم بقوا صالحين. 
2ـ وبسبب أن الكلمة سكن فيهم، فإن فسادهم الطبيعى لم يَمَسَّهم كما يقول سفر الحكمة " الله خلق الإنسان لعدم الفساد وجعله على صورة أزليته لكن بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم" [17]
وبعدما حدث هذا بدأ البشر يموتون هذا من جهة، ومن جهة أخرى فَمِن ذلك الوقت فصاعدًا بدأ الفساد يَسود عليهم، بل صار له سيادة على كل البشر أقوى من سيادته الطبيعية، وذلك لأنه حدث نتيجة عصيان الوصية التى حذرهم أن لا يخالفوها. 
3ـ فالبشر لم يقفوا عند حد معيّن في خطاياهم بل تمادوا في الشر حتى أنهم شيئًا فشيئًا تجاوزوا كل الحدود، وصاروا يخترعون الشر حتى جلبوا على أنفسهم الموت والفساد، ثم توغلوا في الظلم والمخالفة ولم يتوقفوا عند شر واحد، بل كان كل شر يقودهم إلى شر جديد حتى أصبحوا نهمين في فعل الشر [18] (لا يشبعون من فعل الشر). 
4ـ ففي كل مكان انتشر الزنى والسرقة وامتلأت الأرض كلها بالقتل والنَهْب. ولم يرعوا حُرْمَة أي قانون بل كانوا يسلكون في الفساد والظلم بل صاروا يمارسون الشرور بكل أنواعها [19] ـ أفرادًا وجماعات.
 فَنَشَبَتْ الحروب بين المُدُن، وقامت أمم ضد أمم، وتمزقت المسكونة كلها بالثورات والحروب، وصار كل واحد يتنافس مع الآخر في الأعمال الشريرة[20]
5 ـ كما أَنَّهم لم يكونوا بعيدين عن الخطايا، التي هي ضد الطبيعة، كما قال الرسول الشاهد للمسيح:
 «لأن إناثهم استبدلن الاستعمال الطبيعي، بالذي على خلاف الطبيعة وكذلك الذكور أيضًا تاركين استعمال الأنثى الطبيعي، اشتعلوا بشهوتهم بعضهم بعضًا، فاعلين الفحشاء ذكورًا بذكور، ونائلين في أنفسهم جزاء ضلالهم المُحِقّ» [21]
الفصل السادس 
مقدمة
كان الجنس البشرى سائرًا إلى الفناء وكانت صورة الله فيه سائرة إلى الاضمحلال والتلاشى. لهذا كان أمام الله أحد أمرين: إما أن يتنازل عن كلمته التى تعدى عليها الإنسان فجلب على نفسه الخراب؛ أو أن يهلك الإنسان الذى كان له شركة في الكلمة. وفي هذه الحالة يفشل قصد الله. فماذا إذن؟ أيحتمل هذا صلاح الله؟ وإن كان الأمر كذلك فلماذا خلق الإنسان؟ لو أن هذا حصل لدل على ضعف الله لا على صلاحه. 
1ـ لأجل هذا إذن ساد الموت أكثر وعَمّ الفساد على البشر، وبالتالى كان الجنس البشرى [22] سائرًا نحو الهلاك، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى كان الإنسان العاقل المخلوق على صورة الله آخذًا في التلاشى، وكانت خليقة الله آخذةً في الانحلال
2ـ لأن الموت أيضًا، وكما قلت سابقًا [23]، صارت له سيادة شرعية علينا (بسبب التَّعَدِّى)، منذ ذلك الوقت فصاعدًا، وكان من المستحيل التهرب من حكم الناموس، لأن الله هو الذى وضعه بسبب التعدى، فلو حدث هذا لأصبحت النتيجة مرعبة حقًا وغير لائقة في نفس الوقت. 
3ـ لأنه (أولاً) من غير اللائق طبعًا أن الله بعدما تكلَّم بشيء مَرَّة يتضح أنه فيما بعد كاذب، أي أن الله بعد أن أمر أنَّ الإنسان يموت موتًا، أن يتعدى الوصية ولا يموت، بل تُبْطَل كلمة الله، وسيكون الله غير صادق إن كان الإنسان لا يموت بعد أن قال الله إنه سيموت. 
4 ـ ثانيًا، كان سيصبح من غير اللائق أن تَهْلَك الخليقة وترجع إلى العدم بالفساد تلك الخليقة التى خُلِقّتْ عاقلة، وكان لها شركة في الكلمة [24]
5 ـ وأيضًا لأنه سيكون من غير اللائق بصلاح الله أن تَفَنَى خليقته بسبب غواية الشيطان للبشر
6 ـ ومن ناحية أخرى كان سيصبح من غير اللائق على الإطلاق أن تتلاشى صنعة الله [25] بيد البشر إما بسبب إهمالهم أو بسبب غواية الشياطين. 

7 ـ فطالما طال الفساد الخليقة العاقلة، وكانت صنعة الله في طريقها إلى الفناء، فما الذى كان يجب على الله الصالح أن يفعله؟ أيترك الفساد يسيطر على البشر، والموت ليسود عليهم؟ وما المنفعة إذن من خلقتهم منذ البدء؟ لأنه كان أفضل بالحرى ألاّ يُخلقوا بالمرة من أن يُخلقوا وبعد ذلك يُهملوا ويفنوا
8 ـ فلو أن الله أهمل ولم يبال بهلاك صنعته، لأظهر إهماله هذا ضعفه وليس صلاحه. ولو أن الله خلق الإنسان ثم أهمله لكان هذا ضعفًا أكثر مما لو أنه لم يخلقه أصلاً. 
9 ـ لأنه لو لم يكن قد خَلَقَ الإنسان لما تجرأ أحد أن ينسب إليه الضعف. أما وقد خلقه وأتى به من العدم إلى الوجود فقد كان سيصبح من غير اللائق بالمرة أن تفنى المخلوقات أمام عينى الخالق. 
10 ـ كان يجب إذن أن لا يُترك البشر لينقادوا للفساد لأن هذا يُعتبر عملاً غير لائق ويتعارض مع صلاح الله. 
الفصل السابع 
مقدمة
على إننا من الجهة الأخرى نَعْلَم أن طبيعة الله ثابتة ولا يمكن أن تتغير. أيدعى البشر إذن للتوبة؟ لكن التوبة لا تستطيع أن تَحُولْ دون تنفيذ الحكم كما أنها لا تستطيع أن تشفى الطبيعة البشرية الساقطة. فنحن قد جلبنا الفساد على أنفسنا ونحتاج لإعادتنا إلى نعمة مماثلة صورة الله. ولا يستطيع أحد أن يجدد الخليقة إلاّ الخالق، فهو وحده الذى يستطيع
(1) أن يخلق الجميع من جديد
(2) أن يتألم من أجل الجميع
(3) أن يُقَدِّم الجميع إلى الآب. 
1ـ لكن إن كان هذا هو ما يجب أن يحدث، فمن الناحية الأخرى نجد أنه لا يتفق مع صدق الله الذى يقتضى أن يكون الله أمينًا من جهة حكم الموت الذى وضعه، لأنه كان من غير اللائق أن يظهر الله أبو الحق [26] كاذبًا من أجلنا [27]
2ـ إذن، ماذا كان يجب أن يُفْعَل حيال هذا [28]؟ أو ما الذي كان يجب على الله أن يعمله؟ أيطلب من البشر التوبة عن تعدياتهم؟ ويمكن أن يرى المرء أن هذا يليق بالله [29]
ويقول: كما أن البشر صاروا إلى الفساد بسبب التعدي، فإنهم بسبب التوبة يمكن أن يعودوا إلى عدم الفساد وللخلود. 
لكن التوبة تَعْجَز عن حفظ أمانة الله لأنه لن يكون الله صادقًا إن لم يَظَلْ الإنسان في قبضة الموت (لأنه تَعَدّى فحُكم عليه بالموت كقول الله الصادق).
 ولا تَقْدِر التوبة أن تُغَيِّر طبيعة الإنسان، بل كل ما تستطيعه هو أن تمنعهم عن أعمال الخطية. 
فلو كان تَعِدِّي الإنسان مجرد عمل خاطئ ولم يتبعه فساد، لكانت التوبة كافية. أما الآن بعد أن حدث التَعَدِّي، فقد تورّط البشر في ذلك الفساد الذى كان هو طبيعتهم ونُزِعَتْ منهم نعمة مُمَاثَلَة صورة الله، فما هى الخطوة التى يحتاجها الأمر بعد ذلك؟
أو مَن ذا الذي يستطيع أن يُعيد للإنسان تلك النعمة ويَرُدّه إلى حالته الأولى إلا كلمة الله الذي خَلَقَ ـ في البدء ـ كل شئ من العدم؟ [30]
5ـ لأنه كان هو وحده القادر أن يأتي بالفاسد إلى عدم الفساد وأيضًا أن يصون صِدق الآب من جهة الجميع.
 وحيث إنه هو كلمة الآب ويفوق الكل، كان هو وحده [31] القادر أن يُعيد خلق كل شيء وأن يتألم عوض الجميع وأن يكون شفيعًا عن الكُل لدى الآب [32]



ترجمة عن الاصل اليونانى – المقدمات - التعليقات
للاستاذ الدكتور / جوزيف موريس فلتس 
دكتوراة فى العلوم اللاهوتية 
باحث بالمركز الارثوذوكسى للدراسات الابائية 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] انظر فصل 20 حيث يوضح فيه القديس أثناسيوس هدف المقال. 
[2] انظر فصل 43. 
[3] هذا تعليم أساسى ليس في العهد الجديد فقط لكن في العهد القديم أيضًا، وهو أن الله أراد أن يظل الإنسان في حالته الأولى بغير فساد، كما خلقه
[4] الجدير بالملاحظة أن القديس أثناسيوس بدلاً من تعبير "آدم" يستخدم تعبير "البشر"، وهو تعبير يدل ليس على إنسان بمفرده بل على كل البشر، تأكيدًا منه على وحدة الجنس البشرى. 
[5] الرسالة إلى الوثنيين فصل 3ـ5. 
[6] انظر ضد الوثنيين. فصل 2. 
[7] انظر ضد الوثنيين. فصل 3. وعن ضرورة أن يكون الفكر والذهن نقيًا انظر: تَجَسُّد الكلمة. فصل 57. 
[8] رومية14:5 وكثيرًا ما يعطى القديس أثناسيوس أعمال الله تشبيهات بأعمال الملك. انظر فصل9.
[9] انظر فصل 21 /4 " ... إن الموت الذي يصيب البشر عادةً يأتيهم بسبب ضعف طبيعتهم وإذ هم لا يستطيعون البقاء لزمن طويل فإنهم ينحلون في الزمن المحدد ". 
[10] تكرار لما جاء في فصل 41 من ضد الوثنيين. والفصل 3 من تَجَسُّد الكلمة. 
[11] انظر ضد الوثنيين. فصل6. 
[12] انظر ضد الوثنيين 2/2. 
[13] سفر الحكمة 19:6. 
[14] انظر ضد الوثنيين2 /15 . 
[15] مز81 :6-7 س. ويشرح القديس أثناسيوس هذه الآية في المقالة الأولى ضد الآريوسيين. فقرة 9 فيقول " أما بالنسبة للكائنات الأخرى التي قال لها: أنا قلت أنتم آلهة، فإنها حصلت على هذه النعمة من الآب وذلك فقط بمشاركتها للكلمة عن طريق الروح القدس ". 
[16] انظر مقدمة هذا الفصل بمقدمة الفصل الرابع. 
[17] سفر الحكمة 23:2ـ24. ويلاحظ أن بداية صلاة الصلح في القداس الباسيلى مأخوذة من هذه الآيات من سفر الحكمة. 
[18] انظر ضد الوثنيين. فصل 3. 
[19] انظر ضد الوثنيين. فصل 4. 
[20] انظر القديس أثناسيوس: ضد الوثنيين. فصل 5. ويعود القديس أثناسيوس فيذكر في الفصول30، 48، 52 من تَجَسُّد الكلمة أن المسيح بتجسُّده أعطى شفاءً من كل هذه الأعمال. 
[21] رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 26:1ـ27. انظر أيضًا ضد الوثنيين. فصول 5، 9، 32. 
[22] ". في آدم كل ذرية الجنس البشرى " انظر المقالة الثانية ضد الآريوسيين. فقرة 48. 
[23] انظر فصل 3. 
[24] " وكان لها شركة فى الكلمة (toà LÒgou aÙtoà metascÒnta) انظر أيضًا القديس أثناسيوس: ضد الوثنيين فصل46، حيث يرد مصطلح شركة metoc»n وكثيرًا ما يستخدم القديس أثناسيوس هذا المصطلح أو الفعل يشترك metšcw في وصف العلاقة بين البشر والكلمة. ويقصد القديس أثناسيوس أن نعمة خلق الإنسان على صورة الله وما يُعبّر عنها هنا بشركة في الكلمة، كانت تمنح الإنسان إمكانية الغلبة على الموت والفساد كما وضّح ذلك من قبل في فصل 3. 
[25] انظر فصل 14 /1. 
[26] تعبير "الحق"  ¢l»qeia يرتبط في إنجيل يوحنا بالأقانيم الثلاثة، فالمسيح يدعو نفسه الحق ¢lºqeian (يو6:14) والروح القدس روح الحق “pneÚma tÁj ¢lhqšiaj   “ (يو17:14، 13:16) والآب ليس أبا الحق فقط بل هو أيضًا صادق
 “   qeÒn ¢lhq   » “ يو33:3. 
[27] انظر القديس أثناسيوس: الرسالة الفصحية رقم 19 /3 . 
[28] يكرّر القديس أثناسيوس نفس السؤال الذي وضعه في الفصل السابق (6 /7) " فطالما طال الفساد الخليقة العاقلة وكانت صَنْعَة الله في طريقها للفناء، فما الذي كان يجب على الله الصالح أن يفعله؟"، غير أن السؤال هناك كان يتعلَّق بصلاح الله الذي كان من غير اللائق به أن يترك خليقته تتلاشى أمام عينيه، أما السؤال هنا فإنه يَتَعَلَّق بكَوْن الله أمينًا من جهة حكم الموت وعدم لياقة أنَّ يَظْهَر الله ـ ابو الحق ـ كاذبًا من أجلنا. 
[29] هنا يَرُدّ القديس أثناسيوس على مَن لا يجدون ضرورة لتجسد الكلمة ويرون أن هناك طرقًا أخرى لخلاص البشر، إحدى هذه الطرق هى التوبة. وفي فصل44 يَرُدّ على رأى آخر ينادى بإمكانية إصلاح الخليقة بمجرد "نُطق عالٍ" أي بمجرد أمر إلهي دون حاجة إلى تَجَسُّد الكلمة. 
[30] انظر فصل 1 /4  "... وهكذا يتضح أنه ليس هناك تناقض في أن يتمم الآب خلاص العالم بالكلمة الذي به خُلق العالم". 
[31] انظر فصل 13 /7  حيث يشرح القديس أثناسيوس معنى هذه العبارة بالتفصيل ".. إذن فما هو الذى كان ممكنًا أن يفعله الله؟ وماذا كان يمكن أن يتم سوى تجديد الخليقة التي وُجدت على صورة الله، مرة أخرى، ولكي يستطيع البشر أن يعرفوه مرة أخرى؟ ولكن كيف كان ممكنًا لهذا الأمر أن يحدث إلاّ بحضور نفس صورة الله ـ مخلّصنا يسوع المسيح؟ كان ذلك الأمر مستحيلاً أن يتم بواسطة البشر  لأنهم هم أيضًا خُلِقوا على مثال تلك الصورة. (وليس هم الصورة نفسها)، ولا أيضًا بواسطة الملائكة لأنهم ليسوا صورًا (لله) ولهذا أتى كلمة الله بذاته لكي يستطيع ـ وهو صورة الآب ـ أن يجدّد خلقة الإنسان، على مثال الصورة". 
[32] انظر 1يو1:2، عب25:7، 24:9.