قد اتت الساعة ليتمجد ابن الانسان

" ان ارتفعت عن الارض اجذب الى الجميع " 
وَكَانَ أُنَاسٌ يُونَانِيُّونَ مِنَ الَّذِينَ صَعِدُوا لِيَسْجُدُوا فِي الْعِيدِ. فَتَقَدَّمَ هؤُلاَءِ إِلَى فِيلُبُّسَ الَّذِي مِنْ بَيْتِ صَيْدَا الْجَلِيلِ، وَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: «يَا سَيِّدُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوعَ» فَأَتَى فِيلُبُّسُ وَقَالَ لأَنْدَرَاوُسَ، ثُمَّ قَالَ أَنْدَرَاوُسُ وَفِيلُبُّسُ لِيَسُوعَ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَأَجَابَهُمَا قِائِلاً : قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ. ( يوحنا : 12 : 20 - 23 ) 
وهكذا يصور لنا القديس يوحنا الوجه المقابل من الغرب للمجوس الذين اتو من المشرق ,
 اولئك اتو لتحية " المولود ملك اليهود " ( متى 2 : 2 )
 وهؤلاء لتحية المصلوب ملك اليهود لكى يجمع المسيح فى حياته ومماته الشرق بالغرب , وليحمل له الكل الشهادة والعبادة والسجود والتمجيد . 

المجوس قالوا  " اتينا لنسجد له " ,
واليونانيين " صعدوا ليسجدوا فى العيد "
والاثنان كانا طلائع "الخراف الاخر التى ليست من هذه الحظيرة " , جاءوا ليفتتحوا عصر الامم .
ولكن كانت بعثة شرف الشرق مبكرة للغاية اذ سجلت نفسها فى نفس سجل الميلاد , لتحفظ حقها فى نفس سجل الميلاد , لتحفظ حقها باولوية الانضمام لرعية القديسين واهل بيت الله وهذه سمة النشاط فى اهل الشرق .
اما بعثة الغرب فتاخرت للغاية , ولكنها لحقت فى الساعة الحادية عشر , فاخذوا وعدا – من خلف الباب – بنصيبهم الكامل من الثمر الكثير : " وانا ان ارتفعت عن الارض اجذب الى الجميع " (يوحنا 12 : 32 ) .
 ولكن هذا كله بعد ان تقع حبة الحنطة وتموت اولا , لكى تملا حقول الغرب كلها , مبشرين وقديسين ومعلمين وعلماء !! 
كان صوت هؤلاء اليونانيين الاتقياء بالنسبة لصخب هذا الموكب الزاخر , يبدوا فى المظهر خافتا وغير ملفت للنظر ازاء هتاف الالاف .
ولكن فى مقدرات الامم وسجلات امجاد المؤمنين كان صوت هؤلاء اليونانيين كالرعد كما فى بلاد الغرب كصوت مياه كثيرة كصوت الله نفسه الذى تراءى لبولس فى الحلم على هيئة الرجل المكدونى ( يونانى ) يطلب المعونة ( اعمال 16 : 9 ) او بلغة احد الخوص
  •   هوشــــعنا خلصـــنا 
                                  +++
الاب / متى المسكين +
راهب من الكنيسة القبطية
والاب الروحى لدير القديس مقار ببرية شهيت 
عن كتابه " الانجيل بحسب القديس يوحنا 
دراسة وتفسير وشرح