تفسير المعجزات في إنجيل يوحنا - 3

تفسير المعجزات في إنجيل يوحنا عند آباء الكنيسة ومعلّميها 
- 3 - معجزة شفاء ابن خادم الملك 

معجزة شفاء ابن خادم الملك هى الآية الثانية التى أجراها المسيح فى قانا الجليل بعد رجوعه من أورشليم عن طريق السامرة (يو43:4) وقبل صعوده إلى أورشليم، الذى ذُكِرَ فى يو1:5. 
إن التعاليم اللاهوتية التى انشغل بها يوحنا الإنجيلى فى هذه المعجزة هى: 


+ قدرة المسيح وسلطته المُطلقة على المرض والموت
+ عطية المسيح المُحيية وإظهار مدى إيمان خادم الملك وكل عائلته كرد فعل لهذه العطية داخل سياق إيمانى يكشف فيه المسيح عن ذاته تدريجيًا كابن الله الأزلى،
 مُظهرًا نوعين من الإيمان:
 هما الإيمان الأصيل والعميق (يو11:2و42:4)،
 والإيمان الظاهرى الذى يرتبط بالمظاهر الخارجية، هذا الإيمان الذى يرفضه المسيح. 
إن هذه المعجزة تمثل شهادة لشخصية المسيح الحقيقية وعطيته المحيية للمؤمنين. 
يقدم الإنجيلى يوحنا ـ فى هذه المعجزة ـ مثالاً للإيمان الفعَّال النامى الذى لا يتوقف عند مستوى المعجزة، بل ينمو ويتقدم ثم يعترف بألوهية المسيح. 
تقسيم نص المعجزة: 
أ ـ مقدمة (يو46:4ـ47).          ب ـ المسيح وخادم الملك (يو48:4ـ50). 
ج ـ التحقق من الشفاء (يو51:4ـ53).              د ـ خاتمة (يو54:4). 

مقدمة (يو46:4ـ47): 

فى عدد 46:”فَجَاء يَسُوعُ أَيْضا إِلَى قَانَا الْجَلِيلِ حَيْث صَنَع الْمَاء خَمْراً. وَكَان خَادِم لِلْمَلِك ابْنُه مَرِيض فِي كَفْرِنَاحُومَ”. 
يخبرنا الإنجيلى يوحنا (فى يو43:4) أن يسوع أتى ثانيةً إلى قانا الجليل، إذ انتقل يسوع من السامرة إلى الجليل "بعد يومين"، أى فى اليوم الثالث وذلك مثلما ذكر عن المعجزة الأولى فى عُرس قانا الجليل والتى تمت أيضًا فى اليوم الثالث بعد مقابلة المسيح مع نثنائيل. وبما أن اليوم الثالث له اهمية لاهوتية وليس مجرد سرد روائى، فإن عطية يسوع المحيية ترتبط بقيامة المسيح فى اليوم الثالث (راجع يو19:2). 
إن قانا الجليل لها أهمية لاهوتية خاصة عند الإنجيلى يوحنا، إذ تمم المسيح فيها أول علامة تُظهِر مجده لتلاميذه (يو11:2). وليس صدفةً أن يصف الإنجيلى يوحنا هذه القرية فى عدد 46 بتعبير "حيث صنع الماء خمرًا"، ليذكر القارئ بالعلامة المعجزية وإعلان يسوع عن ذاته فى الإصحاح الثانى ويهيئه لمعجزة شفاء ابن خادم الملك والتى لها اهمية لاهوتية مماثلة. 
إن الروايتين بخصوص المعجزتين فى قانا الجليل لهما نفس الترتيب، وأيضًا فى المعجزتين تتحقق المواضيع الأساسية: 
+ التوسل وطلب الشفاء (يو3:2، يو47:4). 
+ الرفض من جانب يسوع (يو4:2، يو47:4). 
+ تمسك طالب المعجزة بالأمل فى الشفاء (يو7:2، 8 و50:4). 
+ التحقق من المعجزة بواسطة شهود (يو9:2 و51:4و52). 
+ الإيمان الكامل (يو11:2 و53:4). 
بالإضافة إلى التشابه الموجود بينهما من جهة الشكل التاريخى واللغوى، فإن الروايتين مرتبطتين فيما بينهما من ناحية السرد الروائى والناحية التعليمية، حيث: 
أ ـ المعجزتان حدثتا فى قانا الجليل. 
ب ـ المعجزتان وُضعتا فى ترتيب بحيث إن الواحدة تحال إلى الأخرى. 
ج ـ المعجزتان يصفهما يوحنا الإنجيلى بأنهما آيتان. 
د ـ تحتويان على نفس الموضوع الرئيسى، وهو عطية المسيح المُحيية والإيمان كنتيجة لكلمة المسيح وإظهار مجده. 
إن خادم الملك كان على الأرجح مسئولاً إداريًا فى خدمة رئيس ربع الجليل هيرودس أنتيباس. والمدينة التى أتى منها خادم الملك هى كفر ناحوم (انظر مت5:8و6، يو1:7و6)، وتبعد عن قانا الجليل بحوالى 26 كيلو متر. 
في عدد 47 :”هذا إذ سمع أن يسوع قد جاء من اليهودية إلى الجليل انطلق إليه وسأله أن ينزل ويشفي ابنه لأنه كان مُشرفًا على الموت”. 
لقد ذاع صيت يسوع وظن خادم الملك أن يسوع سيرجع من اليهودية إلى الجليل (انظر 23:2، 2:3، 45:4). لذا سار خادم الملك مسافة 26 كيلو متر بين كفر ناحوم وقانا، وتضرع للمسيح لكي يأتي إلى مدينته ويشفي ابنه المُشرف على الموت.
إن يسوع بهذه الطريقة ـ يوجد أيضًا في مركز المعجزة ليس فقط لاهوتيًا بل روائيًا، إذ يظل في كل الفترة في نفس المكان بينما يتحرك طالب الشفاء ويبحث عنه. 
يقدم يوحنا الإنجيلي يسوع على أنه يتمم المعجزة وهو موجود بعيدًا في مكان مختلف عن المكان الموجود فيه المريض، بينما الإنجيلي متى وكذلك عند الإنجيلي لوقا يوجد المسيح في كفر ناحوم. 
إن يوحنا الإنجيلي يقدم خادم الملك وهو يطلب من المسيح أن ينزل ويذهب إلى كفر ناحوم لكي يشفي ابنه، أى أنه لا يعرف مدى قدرة يسوع وسلطانه وكذلك لا يفهم أن الشفاء ممكن أن يتم والمسيح بعيد عن المكان الذي يوجد فيه المريض.
 المسيح يبكت عدم كفاية إيمان خادم الملك ويُظهر له طبيعته الحقيقية بواسطة المعجزة التي يتممها ويقوده إلى الإيمان الحقيقي
المقارنة بين المسيح الحياة والموت الذي يملك على العالم هى الموضوع الأساسي ليس فقط في هذه المعجزة لكن في كل الإنجيل ويصل إلى قمته في آلام المسيح وقيامته حيث أعلنت بفرح مسيرة المسيح الاختيارية نحو الألم وسلطته المُطلقة على الموت. 

ب ـ المسيح وخادم الملك (يو48:4ـ50): 

جواب يسوع على طلب خادم الملك في (يو48:4) « لا تؤمنون إن لم تروا آيات وعجائب» ينسحب على كل الأمة اليهودية في عصره.
 هنا يوجه المسيح اللوم والتأنيب للأمة اليهودية التي لازالت تطلب آيات وعجائب، مثلما طلبوا هذه الآيات والعجائب قديمًا أثناء خروجهم من أرض مصر كشرط لكي يؤمنوا.
 لقد أراد المسيح بقوله هذا أن يحارب أى تطابق بين المسيحية وإسرائيل في عصر موسى بخصوص تكرار الآيات والعجائب. 
أيضًا أراد أن يخاطب أولئك الذين كانت لديهم ميول في إيمانهم باستمرار نفس الخبرات المعجزية التي حدثت في القديم على أساس أن الكنيسة هى إسرائيل الجديد، والاستناد على هذه المعجزات لتكون شرطًا للإيمان.
 لذلك فإن تعبير "آيات وعجائب" الوارد في عدد 48 هو نفسه الوارد في سفر الخروج، والقديس يوحنا الإنجيلي يعقد مقارنة بين موسى الذي كان مجرد مِثال للمسيح وبين المسيح الذي هو أعظم من موسى. 
المسيح هنا ينتقد الإيمان السطحي والشكلي الذي ينحصر فقط في القوة المعجزية ولا يتعمق لمعرفة سر شخصه.
لذلك هو يطوب الإيمان الذي لا يستند على الرؤية الحسية قائلاً: « طوبى للذين آمنوا ولم يروا » (يو29:20).
هذا القول يعبّر عن عظمة وعمق الإيمان الذي يتعمق في سر ألوهية المسيح (يو28:20) بدون أن يطلب براهين أو علامات منظورة. في هذا الإطار يشبه ذهبي الفم الحالة الإيمانية السطحية التي تطلب "آيات وعجائب" لكي تؤمن بحالة توما الذي طلب أيضًا أن يرى بعينيه الجسديتين لكي يؤمن (PG 59, 201).
 على الجانب الآخر، أراد المسيح بقوله " لا تؤمنون إن لم تروا آيات وعجائب " أن يرفع من إيمان خادم الملك ويمتحن نوعية إيمانه.
وكان المسيح يمتحن إيمان الأشخاص بطرق متنوعة، قبل أن يتمم المعجزات التي تخصهم مباشرةً أو غير مباشرةً. 
في عدد 49: « قال له خادم الملك يا سيد انزل قبل أن يموت ابني». 
هنا يكرر خادم الملك توسّله دون أن يلتفت إلى اللوم أو التأنيب السابق، لأن كل ما يشغله هو إنقاذ ابنه من قبضة الموت.
 وبالرغم من أن تعبير " قبل أن يموت ابني" يعلن أن المسيح لن يأتِ ليواجه مرض بسيط بل ليواجه الموت نفسه وهذا ما قصده خادم الملك، إلاّ أن ذهبي الفم يشدد على أن خادم الملك لا يعرف أن يسوع هو «القيامة والحياة» (يو25:11).
 الأمر المؤكد هو أن خادم الملك كان شغله الشاغل إنقاذ ابنه من الموت؛ لذا طلب من يسوع أن يصنع معجزة لشفاء ابنه، أما اليهود فكانوا يطلبون آيات وعلامات لامتحان المسيح على أساس أن لديهم شكوك كثيرة في شخصه (انظر يو18:2، 30:6).
 هكذا نجد تفسيرًا لرد فعل المسيح المختلف في كل من الموقفين. فمن جهةٍ يستجيب لطلب خادم الملك (راجع يو50:4) بينما من الجهة الأخرى يرفض أن يُرضي فضول اليهود بأن يصنع لهم آية. 
عدد 50: « قال له يسوع اذهب ابنك حيّ. فآمن الرجل بالكلمة التي قالها له يسوع وذهب ». 
هنا يمنح المسيح الحياة لابن خادم الملك المشرف على الموت دون أن يذهب إليه، وفي نفس الوقت يرفع إيمان خادم الملك حيث لا يعطيه أى ضمان أو علامة لحادثة الشفاء إلى الدرجة التي يؤمن بالمسيح بدون أن يرى "آيات وعجائب". 
إن تعبير "اذهب، ابنك حيّ" تذكرنا بقول النبي إيليا لأرملة بيت صرفا بعد أن أقام ابنها: « انظري ابنك حيّ » (1مل23:17) لكن الإنجيلي يوحنا يوضح تفوق المسيح على نبي العهد القديم لأن: 
أ ـ المسيح لم يوجّه صلاته إلى الله كما فعل إيليا (1مل20:17). 
ب ـ لم يشرع المسيح في عمل أى حركة شفائية مثلما فعل إيليا (راجع 1مل21:17) بل بكلمة منه منح الولد الشفاء من مسافة بعيدة بدون أن يقترب إليه أو يلمسه. 
وكلمة "حيّ" هنا والتي كررها الإنجيل مرتين تدل على أن الولد قد خرج من سيطرة الموت. لقد تحققت المعجزة وبرهن المسيح أنه هو مانح الحياة (انظر يو15:3ـ17) ومثلما حدث في المعجزة الأولى ارتحل المسيح من مسرح الأحداث، ولكن هذه المرة بعد أن انتصر على الموت. 
ومن الجدير بالملاحظة، أن انتصار المسيح هنا على الموت له امتداد أخروي، فالمسيح لا يمنح فقط الحياة الجسدية والمؤقتة بل كل من يؤمن بشخصه ينال الحياة الأبدية في الحاضر هنا والآن. إن قول المسيح « أنا هو الحياة » (يو25:11، 6:14) هو مفتاح تفسير هذه المعجزة. 
أيضًا امتثال خادم الملك لقول المسيح "اذهب" وملاحظة يوحنا الإنجيلي بأنه " آمن الرجل بالكلمة التي قالها له يسوع " تدل على أن لديه إيمان أسمى من إيمان اليهود، أو بالحرى إن إيمان هذا الرجل قد سما وارتفع بفضل قبول عمل المسيح فيه أثناء حواره معه فـ " آمن الرجل بالكلمة التي قالها له يسوع " 

ج ـ التحقق من الشفاء (يو51:4ـ53) 

في عدد 51 : " وفيما هو نازل استقبله عبيده وأخبروه قائلين بأن ابنك حيّ”. 
بينما كان خادم الملك في الطريق إلى بيته استقبله الخُدام وأخبروه أن ابنه حيّ. وكلمة "حيّ" تشير إلى أن موت الولد كان مؤكدًا عندما كان يرقد في بيت خادم الملك. الخُدام هنا لهم دور كما في معجزة قانا الجليل (انظر يو8:2ـ9). فهم هنا شهود على حدوث المعجزة، فلا يمكن أن يوجد أدنى شك في حدوثها. 
في عدد 53 : يتأكد خادم الملك بعد أن سأل الخدام وأجابوه بأن صحة الولد بدأت تتحسن في اليوم السابق وفي تلك اللحظة التي قال له المسيح " ابنك حيّ " (راجع مت3:8، مر29:7). 
هكذا للمرة الثانية يشدد يوحنا الإنجيلي على قوة كلمة المسيح والتي تمنح الحياة بدون أن تعوقه المسافة التي كانت بينه وبين الولد.
 لقد تأكدت معجزة المسيح بطريقة ليس فيها أدنى شك، فإن مجد المسيح ظهر، وآمن خادم الملك مع كل بيته. آمن ليس فقط بالمعجزة ولكن آمن بالمسيح نفسه (راجع يو11:2)، كما يبدو من إستخدام فعل "آمن" هو وبيته.
 إن إيمان خادم الملك وكل أهل بيته هو من جهة يتوازى مع إيمان اليهود (يو23:2ـ25) والجليليون (يو43:4ـ45). إن دافع هذا الإيمان ليس المعجزة لكن كلمة يسوع التي على أساسها يتم التخطي وتجاوز هدف المعجزة والارتفاع إلى الاعتراف بألوهية المسيح. 

د ـ خاتمة (يو54:4) 

هذه أيضًا آية ثانية صنعها يسوع لما جاء من اليهودية إلى الجليل”. 
يختم يوحنا الإنجيلي هذه المعجزة بملاحظة أن المسيح جاء من اليهودية إلى الجليل، ويربط المعجزة الثانية بالمعجزة الأولى في قانا الجليل (انظر يو1:2ـ11، يو46:4). لقد أراد يوحنا أن يحصي ببساطة المعجزات التي حدثت في الجليل، كما يبدو من التشديد على المكان الذي تمم فيه المسيح المعجزة الأولى والثانية، وهذا ما لاحظه العلاّمة أوريجانوس في شرحه لإنجيل يوحنا. 
إن الإنجيل الرابع يقدم لنا الجليل كمكان يُظهر فيه المسيح مجده (يو11:2)، ثم يأتي الإيمان كنتيجة لإظهار المجد (يو11:2، 53:4). وبالعكس، فإن اليهودية عند الإنجيلي يوحنا هى مكان رفض المسيح (راجع يو7:11ـ8)، حيث إن ساكني اليهودية نراهم في الإنجيل غير مؤمنين (انظر يو18:2ـ20، 16:5، 41:6ـ52، 22:9)، ثم نراهم قد شرعوا في قتله (يو18:5، 1:7، 19، 30، 44، يو20:8، 37، 40، 59) وأخيرًا قادوه إلى موت الصليب (يو12:18، 31، 36، 40، 7:19). 
وهكذا يكون للجليل بُعد لاهوتي أعمق، وهذا يظهر من: 

1 ـ الربط بين المعجزتين في قانا: تحويل الماء إلى خمر، وشفاء ابن خادم الملك. 
2 ـ المعجزات التي حدثت في الجليل والتي هى بمثابة علامات تقود إلى الإيمان العميق بشخص المسيح، بينما اكتفى الإنجيلي بذكر علامات بسيطة في أورشليم (يو23:2ـ25، 45:4). 

هـ - نتائج 

يكرز الإنجيلي يوحنا ـ في المعجزة الثانية ـ بألوهية المسيح الذي يعمل بسلطان مطلق ويعمل أعمالاً أعظم مما فعله إيليا وإليشع، فهو يقيم الموتى كصاحب سلطان حقيقي على الحياة والموت وذلك لأنه إله.
 إن رواية المعجزة تقدم ابن خادم الملك على أنه مشرف على الموت، بينما عبّر الإنجيل عن الشفاء على أنه إحياء من الموت. 
كما أن الشفاء الذي أتمه المسيح من مسافة بعيدة وبكلمة واحدة هو برهان على ألوهيته، كما أنه تخطّى كل الإجراءات الشفائية البشرية، وكذلك تخطّى تطلعات وأشواق خادم الملك نفسه.
إن أمر يسوع: " اذهب ابنك حيّ " معناه أنه يمنح الحياة للمشرف على الموت، كم يعلن محبة المسيح للإنسان وعظمة العطية المحيية، التي لا تنحصر فقط في المستوى الجسدي بل تمتد إلى المستوى الروحي.
 كما أن الشفاء المعجزي للولد يقود إلى الإيمان الحقيقي، وبالتالي إلى الحياة الأبدية لكل أهل بيت خادم الملك.
 والأمر الهام هو أن الإنجيلي يوحنا يدافع عن تاريخية المعجزة أى حدوثها الفعلي والواقعي مقدمًا شهود الإثبات، وكارزًا بأن المسيح يمنح الحياة حقًا ليس فقط على المستوى الروحي ولكن أيضًا على المستوى الجسدي. 


الدكتور / جورج عوض ابراهيم
دكتوراة فى العلوم اللاهوتية
باحث فى المركز الارثوذوكسى للدراسات الابائية