الفصل الثاني والأربعون
مقدمة
إن اتحاده بالجسد مؤسس على علاقته بالخليقة ككل. وهو استخدم جسدًا بشريًا لأنه أراد أن يعلن نفسه للإنسان.
1 ـ فكما أن الجسد كله يحيا ويستنير بواسطة (نفس) [1] الإنسان، فلو قال أحد إنه من غير المعقول أن تكون قوة الإنسان موجودة في إصبع قدمه أيضًا، اعتبر هذا الشخص غبيًا.
لأنه بينما يُسلّم أن (نفس) الإنسان تَسود كل أجزاء الجسم وتعمل فيها فإنه يستنكر وجودها في الجزء. هكذا أيضًا يجب على كل مَنْ يُسلّم ويؤمن أن كلمة الله هو في كل الكَوْن وأن الكَوْن كلَّه يستنير ويتحرّك بواسطته [2] أن لا يحسبه أمرًا غير معقول أن جسدًا بشريًا واحدًا ينال منه حركة ونورًا.
2 ـ فإن كانوا ـ بسبب أن الجنس البشري مخلوق وقد وُجد من العدم ـ يعتبرون أن ظهور المخلّص في الجسد الذي نتحدّث عنه هو أمر غير لائق، فإنه يجب عليهم أن يبعدوه خارج الخليقة أيضًا لأنها هى أيضًا وُجدت من العدم بالكلمة [3].
3 ـ أما إذا لم يكن أمرًا غير لائق أن يكون الكلمة في الخليقة رغم أنها مخلوقة كذلك يكون من اللائق أن يكون هو في (الجسد) البشري. لأنه يجب أن يفكروا بطريقة واحدة عن الكل والجزء معًا. لأن الإنسان أيضًا ـ كما سبق أن قلت ـ هو جزء من الكل [4].
4 ـ لذلك فليس من عدم اللياقة على الإطلاق أن يحل الكلمة في (الجسد) البشري في الوقت الذي تستمد منه كل المخلوقات نورها وحركتها وحياتها، كما يقول أحد شعرائهم [5] " إننا به نحيا ونتحرك ونوجَد" [6].
5 ـ إذن فأي شيء فيما نقوله يستدعي الاستهزاء إن كان الكلمة قد استخدم هذا الجسد الذي سكن فيه كأداة ليُظهر فيه نفسه؟ لأنه لو لم يكن كائنًا في الجسد لما استطاع أن يستخدمه. ولكن إن كنا قد قَبِلْنا سابقًَا أنه موجود في الكون كله وفي الأجزاء فما هو الذي لا يمكن تصديقه عندما يُظهر ذاته في ذلك الجسد الذي هو كائن فيه؟
6 ـ لأنه بقدرته الذاتية هو موجود في الكل وفي الجزء ويضبط كل الأشياء بغير حدود. حتى أنه لو أراد أن يُعلن ذاته ويُعلن أباه بواسطة الشمس أو القمر أو السماء أو الأرض أو المياه أو النار لما تجاسر أحد بقول إن ما يفعله الكلمة هو في غير محله، إذ هو يمسك بكل الأشياء معًا في وقت واحد وهو في الحقيقة ليس موجودًا في الكل فقط بل كائن أيضًا في الجزء الذى نتحدّث عنه، أى الجسد، وبطريقة غير منظورة يُظهر فيه ذاته.
وبالطريقة نفسها لا يمكن أن يكون أمرًا غير معقول ـ
إن كان الكلمة وهو الذي يضبط كل الأشياء ويعطيها الحياة وأراد أن يجعل نفسه معروفًا للبشر ـ قد استخدم جسدًا بشريًا كأداة له يُظهر فيه الحق ويعلن الآب، لأن البشرية أيضًا هى جزء حقيقي من الكل.
7ـ وكما أن العقل موجود في الإنسان بكلّيته ومع ذلك يُعبر عنه جزء واحد من الجسم وأعني اللسان، دون أن يقلّل أحد من جوهر العقل بسبب ذلك [7]؛
هكذا فإن كان الكلمة، وهو الكائن في كل الأشياء، قد استخدم الجسد البشري كأداة فإن ذلك لا يمكن أن يكون أمرًا غير لائق. لأنه كما قلت سابقًا [8]، لو كان أمرًا غير لائق أن يتخذ الجسد كأداة فإنه يكون أمرًا غير لائق به أيضًا أن يكون في الكل.
الفصل الثالث والأربعون
مقدمة
جاء في شكل بشرى وليس في شكل أسمى لأنه:
(1) جاء ليخلّص لا ليبهر الأنظار
(2) لأن الإنسان وحده هو الذى أخطأ دون سائر المخلوقات.
وبما أن البشر لم يريدوا أن يروا أعماله في الكون فقد جاء وعمل بينهم كإنسان في الدائرة التى حصروا أنفسهم فيها.
1 ـ والآن إذا سألوا قائلين: لماذا لم يظهر عن طريق أجزاء أخرى من الخليقة أكثر سموًا، وأن يستخدم أداة أشرف كالشمس أو القمر أو النجوم أو الكواكب أو النار أو الهواء[9] بدلاً من الإنسان وحده؟ فدعهم يعرفون أن الرب لم يأتِ لكى يتظاهر أو يستعرض نفسه، بل جاء لكى يُشفي ويعلّم [10] أولئك الذين هم تحت الآلام.
2 ـ فطريقة الذي يريد أن يتظاهر هى مجرد أن يظهر ويبهر عيون الناظرين، أما الذي يأتي ليُشفي ويعلّم فطريقته هي ألاّ يكتفي بمجرد حلوله بيننا بل أن يقدّم ذاته لمساعدة من هم في احتياج، وأن يَظهر لهم بالقدر الذي يحتمله أولئك الذين هم في حاجة إليه، لئلا إذا زاد (ظهوره) عن القدر الذي يحتاجه المتألمون [11] فقد يسبب هذا اضطرابًا لنفس الأشخاص الذين يحتاجونه مما يجعل ظهور الله عديم النفع بالنسبة لهم.
3 ـ ومن بين كل الخلائق لم يبتعد مخلوق منها عن الله سوى الإنسان وحده. فلا الشمس ولا القمر ولا السماء ولا الكواكب ولا الماء ولا الهواء انحرفت عن نظامها [12]، بل إذ عرفت خالقها وربها الكلمة فإنها باقية كما خُلقت.
أما البشر وحدهم فإذ قد رفضوا الصلاح، فإنهم اخترعوا لأنفسهم أشكالاً من لا شيء بدلاً من الحق [13]، ونسبوا الكرامة الواجبة لله ومعرفته للشياطين ومنحوتات البشر [14].
4 ـ ولذلك، إذ لم يكن لائقًا بصلاح الله أن يهمل أمرًا خطيرًا كهذا [15]، ولأن البشر لا يزالون عاجزين عن أن يعرفوه أنه هو ضابط الكل ومدّبر الكل، لذلك اتخذ لنفسه جزءًا من الكل كأداة، أى " الجسد البشري " [16] واتحد به [17] لكى لا يعجز البشر عن إدراكه في الجزء بعد أن عجزوا عن إدراكه في الكل.
لكى بعدما عجزوا عن أن يدركوا قوته غير المنظورة [18] يمكنهم بالحرى أن يدركوه ويتأملوا فيه عن طريق ما هو مشابه لهم.
5 ـ ولكونهم بشرًا فإنهم يستطيعون بواسطة الجسد المماثل [19] لهم الذي اتخذه الكلمة، وبالأعمال الإلهية التي يعملها بواسطة هذا الجسد، أن يعرفوا أباه مباشرة وبأكثر سرعة [20]، إذ يدركون بالمقارنة أن هذه الأعمال ليست أعمالاً بشرية بل هى أعمال الله التي عملها الكلمة بالجسد [21].
6 ـ ولو كان من غير اللائق ـ كما يقولون ـ أن يُعرف الكلمة بواسطة أعمال الجسد لكان من غير اللائق أيضًا أن يُعرَف بواسطة أعمال الخليقة كلها [22].
لأنه كما أنه كائن في الخليقة ومع ذلك لا يشترك في طبيعتها بأى حال، بل بالحرى فإن كل المخلوقات قَبِلت قوة منه، هكذا أيضًا عندما اتخذ الجسد كأداة له فإنه لم يشترك [23] في خواص الجسد بل بالحرى فإنه قدّس الجسد.
إن مُنشئ الكَوْن إذ رأى الكَوْن مضطربًا وفي خطر أن ينحدر إلى حالة الاضمحلال فإنه جلس على دفة حياة الكَوْن لينقذ الكَوْن ويصحّح مساره [25].
فأى شيء إذًا لا يُصَدَق عندما نقول إن البشرية عندما أخطأت [26] فإن الكلمة نزل إليها وظهر كإنسان [27] لكى يخلّصها من الاضطرابات بقيادته وصلاحه [28] الذاتي؟
الفصل الرابع والأربعون
مقدمة
وإن كان الله قد خلق الإنسان بكلمة فلماذا لا يخلّصه بكلمة؟ ولكن: (1) الخلقة من العدم تختلف عن إصلاح ما هو موجود فعلاً
(2) والإنسان كان موجودًا وله حاجة معيّنة ويتطلب علاجًا معينًا. ولقد تأصل الموت في طبيعة الإنسان. فكان لابد للحياة أن تلتصق بالجسد وتصير فيه. لذلك تجسد الكلمة لكى يلتقي بالموت ويقهره في الجسد. تشبيه بالقش والاسبستوس.
1 ـ وربما بسبب الخجل [29] يوافقون على هذا [30]، ولكنهم يريدون أن يقولوا إن الله لو أراد أن يردَّ البشرية ويخلّصها كان يمكنه أن يفعل هذا بنطق عالٍ وبدون أن يتخّذ كلمته جسدًا، أي بالطريقة نفسها التي أوجد بها البشرية من العدم في البدء [31].
2ـ ونجيب على اعتراضهم هذا بجواب معقول قائلين إنه في البدء لم يكن شيء موجودًا بالمرّة. فكل ما كان مطلوبًا هو مجرد "نطق" مع إرادة (إلهية) لإتمام الخلق [32].
ولكن بعد أن خُلق الإنسان (وصار موجودًا) واستدعت الضرورة علاج[33] ما هو موجود، وليس ما هو غير موجود، عندئذٍ كان من الطبيعي أن يظهر الطبيب والمخلّص فيما هو موجود لكى يشفي الخلائق الموجودة. لهذا السبب قد صار إنسانًا واستخدم جسده أداة بشرية.
3 ـ لأنه لو لم تكن هذه هي الطريقة الصحيحة فكيف كان ممكنًا للكلمة، الذى اختار أن يستخدم أداه "بشرية"، أن يظهر؟
أو من أين كان سيأخذ " هذه الأداة " [34] إلاّ من أولئك الموجودين فعلاً، والذين هم في حاجة (أن يأتي) بلاهوته في واحد مشابه لهم؟ [35] لأن الأشياء غير الموجودة لم تكن هى المحتاجة للخلاص (بالتجسد) بل كان يكفيها مجرّد كلمة أو صدور أمر، ولكنه الإنسان (المخلوق) الموجود فعلاً والمنحدر إلى الفساد والهلاك هو الذي كان محتاجًا أن يأتي الكلمة [36] ويستخدم أداة بشرية، ويعلن نفسه في كل مكان [37]، وكان هذا أمرًا طبيعيًا وصائبًا.
4 ـ ثم ينبغي أن يُعرف هذا أيضًا، أن الفساد الذي جرى لم يكن خارج الجسد، بل كان ملتصقًا به [38]، وكان الأمر يحتاج إلى أن تلتصق به الحياة بدلاً من الفساد، حتى كما صار الموت في الجسد تصير الحياة في داخل الجسد أيضًا.
5 ـ والآن لو أن الموت كان خارج الجسد لكان من الملائم أيضًا أن تصير الحياة خارج الجسد أيضًا. ولكن ما دام الموت قد صار داخل نسيج الجسد وبوجوده في كيانه صار سائدًا عليه، لذلك كان من اللازم أن تصير الحياة داخل نسيج الجسد أيضًا، حتى إذا لبس الجسد الحياة بدل الموت فإنه يطرح عنه الفساد[39].
وإضافة إلى ذلك فلو افترضنا أن الكلمة قد جاء خارج الجسد وليس فيه، لكان الموت قد هُزم منه (من الكلمة) بحسب قانون الطبيعة، إذ أن الموت ليس له سلطان على الحياة. ولكن رغم ذلك، كان الفساد سيظل باقيًا في الجسد.
6 ـ لهذا السبب كان من الصواب أن يلبس المخلّص جسدًا، لكي إذا اتحد الجسد " بالحياة " لا يعود يبقى في الموت كمائت، بل إذ قد لَبِسَ عدم الموت فإنه يقوم ثانية ويظل غير مائت فيما بعد.
ولأنه كان قد لَبِسَ الفساد فإنه لم يكن ممكنًا أن يقوم ثانية ما لم يلبس الحياة. وكما أن الموت بحسب طبيعته [40] لم يكن ممكنًا أن يظهر إلاّ في الجسد لذلك لبس الكلمة جسدًا لكى يلاقي الموت في الجسد ويبيده. لأنه كيف كان مستطاعًا البرهنة على أن الرب هو " الحياة " ما لم يكن قد أحيا ما كان مائتًا؟
7 ـ وكما أنه من الطبيعي أن القش تفنيه النار، فإذا افترضنا أن إنسانًا أبعد النار عن القش فرغم أنه لم يحترق يظل مجرد قش قابل للاحتراق بالنار، لأن النار لها خاصية إحراقه بطبيعتها. أما لو حدث أن إنسانًا غلّف القش بمادة الأسبستوس [41] التي يقال عنها إنها لا تتأثر بالنار، فإن القش [42] لا يتعرض لإحراق النار فيما بعد إذ قد تحصّن بإحاطته بمادة غير قابلة للاحتراق.
8 ـ وبالطريقة نفسها نستطيع أن نقول عن الجسد والموت. إنه لو كان الموت قد أُبعِدَ عن الجسد بمجرد إصدار أمر من الكلمة لبقى رغم ذلك قابلاً للموت والفساد بحسب طبيعة الأجساد [43].
ولكى لا يكون الأمر كذلك، فإن كلمة الله الذي بدون جسد [44] قد لبس الجسد لكى لا يعود الموت والفساد يُرهب الجسد لأنه قد لبس الحياة ثوبا [45] وهكذا أبيد منه الفساد الذي كان فيه [46].
ترجمة عن الاصل اليونانى – المقدمات - التعليقات
للاستاذ الدكتور / جوزيف موريس فلتس
دكتوراة فى العلوم اللاهوتية
باحث بالمركز الارثوذوكسى للدراسات الابائية
دكتوراة فى العلوم اللاهوتية
باحث بالمركز الارثوذوكسى للدراسات الابائية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] انظر فصل 17/ 3 انظر أيضًا ضد الوثنيين فصل5:4 حيث يذكر القديس أثناسيوس أن النفس " في استطاعتها تحريك الجسد ".
[2] " كلمة الله " يعمل في كل الأشياء التي بالكون " فيعطيها نورًا وحياة ويحركها ويرتبها بإيماءة منه جاعلاً الكون واحدًا " انظر ضد الوثنيين44/ 2 .
[3] انظر فصل 11/ 1 أما الفلاسفة فيدعون أن الخليقة قد وُجدت لكنها لم تُخلق من العدم. انظر فصل2/ 3ـ4.
[4] هذه الفقرة هى إيضاح أكثر للفقرة الأخيرة من الفصل السابق.
[5] يقصد الشاعر اليونانى ابيمينسياس الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد والذي استشهد بقوله هذا بولس الرسول عندما خاطب اليونانيين في آريوس باغوس. انظر أع28:17. وفي رسالته عن مجمعى أرمينيو وسيلفكيا فصل39 يقتبس القديس أثناسيوس النصف الآخر لهذه الآية " لأننا جميعًا ذريته"، ليؤكد بذلك امكانية استخدام عبارات من خارج الكتاب المقدس شريطة أن تعبّر في استخدامها عن الإيمان الصحيح مثلما فعل في استخدام تعبير ὁμοόυσιος
[6] انظر أع28:17. عن أن الكلمة يعطى كل الأشياء حياة. انظر المقالة الثالثة ضد الآريوسيين. فقرة 1. ضد الوثنيين فصل41.
[7] في موضع آخر يوضح القديس أثناسيوس العلاقة بين ما يفكر فيه الإنسان بعقله وما يتكلّم به بلسانه وذلك في مجال المقارنة بين كلمة البشر، وكلمة الله والرد على مَن اعتقدوا أن الابن كلمة الله هو مثل البشر. انظر المقالة الثانية ضد الآريوسيين. فقرة 35.
[8] يقصد الجملة الختامية في الفصل السابق. حيث تكلّم عن أنه ليس بالأمر غير اللائق أن يوجد الكلمة في الجزء حيث أنه يوجد في الكل. وبالجملة الختامية لهذا الفصل فإنه يؤكد على هذه الحقيقة أنه ليس هو بالأمر غير اللائق أن يُتخذ الجسد كأداة وهو جزء من كل البشرية طالما أن الكلمة هو أيضًا في الكون كله. وجدير بالذكر أنه في الفصول 41ـ45 يرد القديس أثناسيوس على اليونانيين بقوله إن التجسُّد هو أمر لا ينتقص من ألوهة الكلمة المتجسد، لأن كلمة الله إذ هو خالق الكون ومدبره فهو كائن في الكون كله يحفظه ويسيّره، وبالتالى فليس بالأمر غير اللائق بالله أن يظهر في جزء من هذا الكون أى في جسد بشرى مستخدمًا إياه كأداة لخلاص البشرية. وفي المقالات ضد الآريوسيين حيث نراهم قد أساءوا فهم وتفسير بعض آيات الكتاب المقدس التي تشير إلى الابن في الجسد، وبالتالى اعتقدوا أن الابن هو جزء من الخليقة منكرين بذلك ألوهيته وعمله الخلاصى، نجد في هذه المقالات أن القديس أثناسيوس يرد على هذه الهرطقة بقوله " ليس في وسع جزء من الخليقة أن يكون خلاصًا للخليقة " انظر المقالة الثانية، فقرة 69.
إذن فقد كان دفاع القديس أثناسيوس في "تَجَسُّد الكلمة" عن أن التجسُّد هو عمل لائق بالله ولا ينتقص من ألوهيته بينما كان دفاعه في مقالات "ضد الآريوسيين" لإثبات أن الابن المتجسد ليس ضمن المخلوقات، وأن كل ما وَرَدَ في هذه الآيات يخص الابن في الجسد ولا يخص ألوهيته.
[9] في مقالته ضد الوثنيين: 27 يرد القديس أثناسيوس على الأفكار القائلة إن النجوم ومثل هذه الأشياء أفضل من الإنسان، الأمر الذى جعل مَنْ يؤمن بهذه الأفكار يعبد هذه الأشياء.
[10] عن أن المعلّم الصالح لا يتعالى على تلاميذه بل يتباسط معهم من أجل منفعتهم. انظر فصل1/1.
[11] في موضع آخر يعطى القديس أثناسيوس مثالاً بما يفعله الطبيب لمساعدة المرضى فيقول " لأنه في مرات كثيرة يضع الطبيب أدوية على الجروح حسب ما يرى هو أنها نافعة ومفيدة للمرض، رغم أن الكثيرين يظنون أنها غير مناسبة، والطبيب يهدف دائمًا إلى شفاء مرضاه " انظر رسالة عن ديونيسيوس الاسكندرى: 6. ثم نلاحظ أن الحديث عن " الشفاء " الذي تممه كلمة الله بتجسده مستمد من نبوءة إشعياء 5:53 " وبجراحاته شُفينا " انظر فصل34/ 2 وأيضًا من مز20:107 " أرسل كلمته فشفاهم " انظر فصل40/ 5.
[12] عن خضوع كل العناصر للخالق، انظر ضد الوثنيين37/ 1. وفي وقت لاحق عندما حارب القديس أثناسيوس الفكر الآريوسى، شدّد على أن خضوع كل هذه العناصر لله لا تفرض أن هناك وحدة في الجوهر بينها وبين الله مثل وحدة الجوهر التي بين الآب والابن. فعلاقة الآب بالابن ليست مثل علاقة الخليقة بخالقها. انظر المقالة الثالثة ضد الآريوسيين. فقرة 10.
[13] انظر فصل4/4.
[14] فصل11/ 4 وأيضًا ضد الوثنيين فصل 9/ 2.
[15] انظر فصل 6/4ـ9.
[16] "الجسد البشرى" ليس هو فقط جزءًا من الكل بل فيه أيضًا نفس بشرية. والقديس أثناسيوس يستعمل هنا تعبير "الجسد البشرى" ليعبّر به عن الطبيعة البشرية الكاملة (جسدًا ونفسًا).
[17] انظر فصل14/ 8.
[18] انظر فصل12.
[19] انظر فصول15،14.
[20] انظر فصل12.
[21] انظر فصل15.
[22] هنا يكرّر القديس أثناسيوس ما سبق أن أشار إليه في الفصل السابق مع التركيز على أن الكلمة يُعرَف بواسطة أعمال الجسد.
[23] انظر الفصول17،6.
[24] انظر فصل2/ 3.
[25] انظر أفلاطونPolitikÒj 273 . في كتابه " ضد الوثنيين " فصل 41/ 3 يستخدم القديس أثناسيوس هذا النص بتصرف فيقول عن الله إنه .. إذ رأى أن كل الطبيعة التي خُلقت زائلة وعُرضة للانحلال وفق نواميسها، ولكى لا تنتهى إلى هذا المصير، ولكى لا يتحطم الكون مرة أخرى ويعود إلى العدم، لهذا فإنه خلق كل الأشياء بكلمته الأزلى وأعطى الخليقة وجودًا وكيانًا، وعلاوة على ذلك لم يرِد أن يطرح به في عاصفة في اتجاه طبيعته لئلا يتلاشى من الوجود مرة أخرى ".
[26] لم ينشغل القديس أثناسيوس مباشرةً بقضية لماذا تجسد الله الكلمة في ذاك الوقت بالتحديد وليس قبل أو بعد ذلك، هنا يشير فقط إلى أن هذا حدث عندما " أخطأت البشرية "، وفي موضع آخر وفي سياق الرد على الآريوسيين يشير إلى هذا الأمر بطريقة غير مباشرة فيقول " وكما أنه كان قادرًا منذ البدء أن يُرسل كلمته في أيام آدم أو في أيام نوح أو في أيام موسى لكنه لم يُرسله إلاّ في آخر الدهور لأنه رأى أن هذا نافع لكل الخليقة " انظر المقالة الأولى ضد الآريوسيين. فقرة 29.
[27] في فصل 41 من مقالته " ضد الوثنيين " شدّد القديس أثناسيوس على أن الطبيعة قد خُلِقَت بكلمة الله وهو الذي يحفظها ويدبرها كى لا تتلاشى، وهنا في فصل 43 يشدّد على أن كلمة الله المتجسد هو الذي أنقذ الكون وصحح مساره. وما أراد القديس أثناسيوس أن يوضحه بهذا هو أنه ليس أن حضور الكلمة في الخليقة وأيضًا في جسد بشرى فقط هو أمر ممكن ولائق بل أن الخالق هو أيضًا المخلّص، والجدير بالملاحظة أن هذا الفكر هو أحد المحاور الرئيسية في مقالته هذه عن تَجَسُّد الكلمة.
[28] وردت هذه الكلمات " قيادته، وصلاحه " في النص المشار إليه من ضد الوثنيين:41.
[29] يقصد خجل اليونانيين من أنفسهم إذ أنهم يتعبدون للأحجار والأخشاب. انظر فصل41/ 1.
[30] يشير إلى البراهين التي أوردها في الفصول41ـ43.
[31] سبق أن حاجج كليسوس المسيحيين بهذا القول. انظر أوريجانوس في رده على كليسوس4/ 3. وفي موضع آخر يكرر القديس أثناسيوس هذا القول والذي جاء هذه المرّة على لسان الآريوسيين. انظر المقالة الثانية ضد الآريوسيين. فقرة 68.
[32] يكرر هنا القديس أثناسيويس تعليمه بأن إتمام الخلق كان عن طريق إرادة الله الصالحة، انظر فصلى 11،3. وتجدر الإشارة إلى أن هذا التعليم ورد بكثرة من قبل في كتابات القديس ايريناؤس ويمثل محورًا رئيسيًا في كتاباته اللاهوتية. انظر ضد الهرطقات
[33] انظر فصل43 .
[34] انظر فصل 8 وأيضًا فصل15.
[35] حيث إن الكلمة هو بلا جسد. انظر فصل1:8.
[36] انظر الفصلين 8،6.
[37] الكلمة رغم تجسده إلاّ أنه لم يكن محصورًا في الجسد، انظر فصل 17.
[38] انظر الفصلين 7،5.
[39] انظر الفصول 9، 20، 26 والملاحظ أن تعبير "لبس الجسد الحياة" مأخوذ من رسالة بولس الرسول إلى أهل كورنثوس الأولى53:15 " لبس هذا المائت عدم الموت ".
[40] أى بانفصال النفس عن الجسد كما يذكر القديس أثناسيوس في " ضد الوثنيين3/ 4 ". ونتيجة لهذا الانفصال فإن الجسد هو الذي يموت لا النفس انظر ضد الوثنيين33/ 2.
[41] انظر فصل28/ 3 حيث يذكر خواص مادة الاسبستوس.
[42] عن تشبيه الجسد بالقش انظر فصل 8.
[43] طبيعة الأجساد قابلة للموت حيث إنها مخلوقة. انظر فصل3/ 4.
[44] انظر فصل8/ 1.
[45] انظر القديس أثناسيوس: الرسالة إلى أدلفيوس فصل 7.
[46] انظر المقالة الثانية ضد الآريوسيين. فقرة 68 حيث يوضح القديس أثناسيوس نفس هذا التعليم بأسلوب مشابه، وذلك في سياق رده على الآريوسيين الذين ينكرون ألوهية الكلمة المتجسد.