تجسد الكلمة - 17

الفصل الحادى والخمسون - الثانى والخمسون - الثالث والخمسون - الرابع والخمسون 
الفصل الحادى والخمسون 
مقدمة 
فضيلة البتولية. فاعلية تعليم المسيح في تغيير الطباع الوحشية والميل للقتل والحرب. 
ومَن من البشر بعد موته أو حتى أثناء حياته علّم عن البتولية وعن أن هذه الفضيلة ليست مستحيلة بين الناس؟
 أما المسيح مخلّصنا ومَلِك الكل، فقد كانت تعاليمه عنها لها قوة عظيمة حتى إن الأحداث الذين لم يبلغوا السن القانونية كانوا ينذرون أنفسهم ليعيشوا حياة البتولية التى تفوق الناموس [1]
2ـ وأى إنسان استطاع أن يصل بتأثيره حتى إلى السكيثيين، أو الأثيوبيين أو الفرس، أو الأرمن أو الغوطيين [2]، أو أولئك الذين يقال عنهم أنهم يسكنون فيما وراء البحار [3]، أو سكان بلاد أركانيا [4]، بل إلى المصريين والكلدانيين [5]،
هؤلاء الذين ينشغلون بالسحر ويبالغون في ميلهم للخرافات [6] ولهم طباع شرسة، وأى إنسان استطاع أن يكرز بالفضيلة وضبط النفس ويندّد بعبادة الأوثان كما فعل رب الكل، قوة الله، ربنا يسوع المسيح؟ 
3ـ فالمسيح لم يكرز فقط بواسطة تلاميذه بل أقنع عقول البشر [7] بالتخلي عن طباعهم الفظة والكف عن عبادة آلهة آبائهم [8]، بل وأن يتعلموا أن يعرفوه وأن يعبدوا الآب عن طريقه. 
4ـ فاليونانيون والبرابرة [9] حينما كانوا لا يزالون يعبدون الأوثان اعتادوا أن يحاربوا بعضهم بعضًا [10]. وكانوا قساة حتى على ذويهم[11].
ولم يكن ممكنًا على الإطلاق للواحد منهم أن يَعبُر بحرًا أو أرضًا دون أن يكون متسلّحًا بالسيوف بسبب الحروب المستمرة بينهم. 
5 ـ وكانوا يستعملون السلاح في كل مسيرة حياتهم، إذ كانوا يعتمدون على السيف [12] عوض العصى كسند لهم. ولم تستطع عبادتهم للأوثان بكل ما فيها مع تقديم الذبائح للشياطين [13] أن تغّير من روحهم المتوحشة. 
6ـ ولكن حينما انتقلوا إلى نهج تعاليم المسيح حدث أمر عجيب، إذ أنهم قد نخسوا في ضمائرهم [14] حقًا وتخلوا عن وحشية القتل، ولم يعودوا يفكّرون في القتال والحرب بل أصبحوا يعيشون في سلام تام، وصار كل ما يؤول إلى المودة والصداقة هو أهم شئ لديهم. 
الفصل الثانى والخمسون 
مقدمة
الحروب التى حركتها الشياطين أبطلتها المسيحية
1ـ فمَن هو إذًا الذى فعل هذا [15]؟
 ومَن هو الذى وحّد بين الذين كانوا يبغضون بعضهم بعضًا وجعلهم في سلام سوى ابن الآب المحبوب، مخلّص الكُلْ، يسوع المسيح، الذى بمحبته احتمل كل شئ لأجل خلاصنا [16]؟ فقد تمّ التنبؤ منذ القِدم عن السلام [17] الذى كان مزمعًا أن يأتى به إذ يقول الكتاب "فيطبعون سيوفهم سككًا ورماحهم مناجل، لا ترفع أُمّة على أُمّة سيفًا ولا يتعلمون الحرب فيما بعد " [18]
2ـ وهذا أمر لا شك فيه، فالبرابرة ذوى الأخلاق الوحشيّة بالفطرة [19]، حينما كانوا لا يزالون في عبادتهم الوثنية، كانوا يحاربون بعضهم بعضًا بجنون، ولا يحتملون أن يبقوا ساعة واحدة بدون سلاح. 
3ـ ولكن حينما يسمعون تعليم المسيح فإنهم في الحال يتحوّلون إلى أعمال الزراعة بدلاً من القتال، وبدلاً من تسليح أيديهم بالسيوف فإنهم يرفعونها في الصلاة [20]،
وبالإجمال فإنهم عوض أن يحاربوا بعضهم بعضًا يتسلّحون ضد الشيطان وضد الأرواح الشريرة [21]، وينتصرون عليها بفضيلة النفس وضبط الذات. 
4ـ هذا هو بلا شك برهان على ألوهية المخلّص، لأنه علّم البشر [22] ما عجزوا عن أن يتعلّموه من الأوثان [23]،
 كما أنه افتضاح ليس بقليل لضعف الشياطين والأوثان ودليل على أنها لا شئ. فالشياطين لأنها تعرف ضعفها كانت تحرّض البشر قديمًا ليحاربوا بعضهم بعضًا [24]، لئلا إن كفوا عن ذلك تحولوا إلى محاربة الشياطين. 
5ـ فتلاميذ المسيح بدلاً من أن يحاربوا بعضهم بعضًا فإنهم يصطفّون في مواجهة الشياطين بأخلاقهم وأعمالهم الفاضلة [25]، فيطردونها [26] ويهزأون برئيسها.
 وهكذا فإن تلاميذ المسيح يضبطون أنفسهم في شبابهم، ويحتملون التجارب [27]، ويثابرون في الأتعاب، وحينما يُشتمون يصبرون، وان سُلبوا لا يبالون . والأمر المدهش أكثر أنهم يحتقرون الموت نفسه[28]، ويصيرون شهداء للمسيح
الفصل الثالث والخمسون 
مقدمة
كل العبادة الوثنية قد هبطت إلى أسفل السافلين بضربة واحدة من المسيح إذ إنه تحدث سرًا إلى ضمير الإنسان. 
1ـ ولنذكر أيضًا برهانًا عجيبًا جدًا على ألوهية المخلّص فنقول  [29]:
أى إنسان عادى أو ساحر أو طاغية أو ملك استطاع أن يواجه بنفسه ويحارب ضد كل عبادة وثنية وكل قوات الشياطين [30] وكل سحر وكل حكمة لليونانيين بينما كان كل هؤلاء في أوج قوتهم وازدهارهم، باسطين نفوذهم على الكُلّ؟
 ومَن استطاع أن يوقعهم جميعًا بضربة واحدة [31] مثلما فعل ربنا كلمة الله الحقيقى [32]، الذى يكشف في الخفاء [33] ضلالات جميع الناس ويخلّص بنفسه كل البشر من هذه الضلالات كلها، حتى إنهم صاروا يدوسون الأوثان التى كان يعبدونها من قبـل؟ أما الذين اشتهروا بالسحر فصاروا يحرقون كتبهم [34]. والحكماء صاروا يفضّلون تفسير الأناجيل على كل الدراسات الأخرى. 
2ـ والآن صاروا يهجرون المعبودات التى كانوا يعبدونها من قَبل [35]، وذلك الذى كانوا يهزأون به كمصلوب صاروا الآن يعبدونه مسيحًا، معترفين به أنه الله. والذين كانوا يُدعَون آلهة بينهم غُلبوا بعلامة الصليب.
 أما المخلّص المصلوب فقد صار يُنادى به في كل المسكونة إلهًا وابن الله.
 والآلهة التى كان يعبدها اليونانيون سقطت في نظرهم لأنها كانت مُعثِرة لهم [36]. أما أولئك الذين قبلوا تعاليم المسيح فإنهم يعيشون حياة أكثر عفّة منهم
3ـ فإن كانت هذه الأمور وما يماثلها هى أعمال بشرية فليذكر لنا ـ مَن يريد ـ أعمالاً مماثلة عملها البشر في عصر سابق وهكذا يمكنه أن يقنعنا [37]. أما إن ثبتَ أن هذه الأمور ليست أعمال بشر بل أعمال الله، وهى كذلك فعلاً، فلماذا يبقى غير المؤمنين على ضلالاتهم ولا يعترفون بالرب الذى عملها؟ [38]
4ـ مثلهم مثل إنسان عجز أن يعرف الله الخالق من أعمال خليقته. 
لأنهم لو عرفوا ألوهيته من خلال سلطانه على الكَوْن لكانوا قد أدركوا أن أعمال المسيح التى عملها في الجسد ليست أعمالاً بشرية، بل هى أعمال مخلّص الجميع كلمة الله [39]. ولو كانوا قد عرفوا هذا حينذاك " لما صلبوا رب المجد" كما قال بولس الرسول[40]
الفصل الرابع والخمسون
مقدمة
إن الكلمة المتجسد يُعرف لنا بأعماله كما هو الحال مع الله غير المنظور. وبأعماله ندرك رسالته التى يريد بها أن يجعلنا آلهة. ولنكتفِ بذكر القليل منها تاركين كثرتها المبهرة للأبصار لمن يريد أن يبصر. 
1ـ وهكذا إذن، فكما أنه إذا أراد أحد أن يرى الله، غير المنظور، الذى هو بطبيعته غير منظور ولا يمكن رؤيته قط، فيمكنه أن يعرفه ويدركه من أعماله [41] كذلك فعَلى مَنْ لا يستطيع أن يرى المسيح بعقله [42] أن يدركه على الأقل من أعمال جسده، ويفحص إن كانت هذه أعمال بشريّة أم أعمال الله. 
2ـ فإن كانت أعمالاً بشرية جاز له يسخر [43]، أما إن لم تكن بشريّة بل هى أعمال الله فلا ينبغى أن يسخر مما لا يستحق السخرية، بل بالحرى فليتعجب لأنه بواسطة وسائل عادية جدًا كهذه أُظهرت لنا الإلهيات [44]، ولأنه بواسطة الموت طال عدم الموت الجميع، ولأنه بتأنس الكلمة عُرفت عنايته بكل الأشياء، كما عُرف كلمة الله نفسه خالقها وواهبها. 
3ـ لأن كلمة الله صار إنسانًا لكى يؤلهنا نحن [45]، وأظهر نفسـه في جسد لكى نحصل على معرفة الآب غير المنظور [46]، واحتمل إهانة البشر لكى نرث نحن عدم الموت [47]. لأنه بينما لم يَمسّه هو نفسه أى أذى، لأنه غير قابل للألم أو الفساد، إذ هو الكلمة ذاته [48] وهو الله، فإنه بعدم قابليته للتألم حَفِظَ وخلّص البشر[49] الذين يتألمون والذين لأجلهم احتمل كل هذا [50]
4ـ وباختصار فإن الأعمال التى حققها المخّلص بتأنسه عظيمة جدًا [51] في نوعها وكثيرة في عددها، حتى أنه إذا أراد أحد أن يحصيها فإنه يصير مثل الذين يتفرسون في عرض البحر ويريدون أن يحصوا أمواجه.
لأنه كما أن الإنسان لا يستطيع أن يحصى كل الأمواج بعينيه، لأن الأمواج تتتابع بطريقة تبلبل ذهن كل مَنْ يحاول ذلك، هكذا مَن يحاول أن يحصى كل أعمال المسيح في الجسد، فمن المستحيل أن يدركها كلها إذ إن الأعمال العظيمة التى تفوق ذهنه هى أكثر من تلك التى يظن أنه قد أدركها [52]
5ـ إذًا فمن الأفضل ألاّ يحاول الإنسان أن يتحدث عنها كلها مادام لا يستطيع أن يوفي ولو جزءًا منها حقه، وإن ذكرنا عملاً آخر منها فإننا نترك لك باقى الأعمال كلها للتعجب منها. لأنها كلها عجيبة على السواء.
وأينما وجّه الإنسان بصره فإنه يرى ألوهية الكلمة ويتملك عليه الذهول العظيم. 

ترجمة عن الاصل اليونانى – المقدمات - التعليقات
للاستاذ الدكتور / جوزيف موريس فلتس
دكتوراة فى العلوم اللاهوتية 
باحث بالمركز الارثوذوكسى للدراسات الابائية 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] انظر فصل 30/5ـ7. 
[2] الغوطيون: قدماء الألمان. 
[3] ربما يقصد البريطانيين. 
[4] أركانيا اسم قديم لمقاطعة في أسيا ما بين بلاد الفرس وبحر قزوين على حدود روسيا. 
[5] هنا يذكر القديس أثناسيوس أسماء شعوب من داخل حدود الامبراطورية الرومانية ومن خارجها أيضًا. 
[6] انظر فصل 4/ 47. 
[7] انظر فصل 14. 
[8] انظر فصل 30/ 5. 
[9] البرابرة: هم الشعوب التى كانت لا تتحدث اللغة اليونانية ولا تعرف الثقافة اليونانية في ذلك العصر، إذ كانت اللغة اليونانية حينئذ هى لغة الثقافة والعلم. وهكذا يمكن أن نطلق على تلك الشعوب بلغة اليوم أنها كانت شعوب "غير متحضّرة "
[10] انظر فصل 12 من مقال " ضد الوثنيين ". 
[11] في فصل 45 من مقالته " ضد الوثنيين " يذكر القديس أثناسيوس بالتفصيل مظاهر هذه القسوة. 
[12] وهذا بدلاً من الاتكال على الرب والثقة به كما جاء في مز4:23، أمثال 26:12. 
[13] في فصل11/ 5 من ضد الوثنيين يذكر القديس أثناسيوس أنها كانت تُقدّم ذبائح من البشر. 
[14] أع27:2 وهذا عكس ما كانت تفعله الشياطين التي كانت تُضّل عقول البشر وتُقّسي نفوسهم. انظر فصل 14/ 4، 47/ 2. وفي فصل 30/ 5 يشير القديس أثناسيوس إلى بعض الوقائع ليبرهن على حقيقة قيامة المسيح ويتسائل: هل يمكن لشخص ميت أن ينخس ضمائر الآخرين حتى يجعلهم يرفضون نواميس آبائهم الموروثة ويخضعون لتعاليم المسيح؟ 
[15] يكرر القديس أثناسيوس هنا هذا السؤال الذى سبق أن ذكره فى فصل 48/ 4 فى مجال المقارنة بين أفعال السيد المسيح الفائقة، وبين ما يفعله الآخرون. 
[16] انظر الفصول1/ 3، 4/ 3، 32/ 6. 
[17] أشار القديس أثناسيوس إلى بعض هذه التنبؤات فى فصلي 36، 37. 
[18] إش 4:2. 
[19] فى الرسالة ضد الوثنيين 25/ 3 يذكر القديس أثناسيوس أسماء شعوب كثيرة من البرابرة منهم السكيثيون الذين تتصف أخلاقهم بوحشية شديدة موضحًا مظاهر هذه الوحشية. 
[20] فى موضع آخر يذكر القديس أثناسيوس أن " اليدين هما لإتمام الأعمال الضرورية ولرفعها فى الصلاة غير أن خطية البشر " حركت أيديهم إلى العكس وجعلتها ترتكب القتل " انظر ضد الوثنيين 4/4، 5/ 1. 
[21] منذ السقوط أصبح الشيطان عدوًا للإنسان. وعندما يرتبط الإنسان بتعاليم السيد المسيح فإن المسيح يفتح عينيه ويقويه ليجاهد ضد الشيطان (انظر رسالة أفسس10:6)، وكمثال لمحاربة الشيطان يذكر القديس أثناسيوس التجارب التى تعرض لها القديس أنطونيوس. انظر حياة أنطونيوس فصل 5. 
[22] عن كون المسيح هو المعلّم الصالح راجع فصل 15. 
[23] يقصد أن عبادتهم للأوثان لم تستطع أن تغير من طباعهم المتوحشة أو تصرفاتهم الفظة. انظر فصل 51/ 5. 
[24] الآلهة المزعومة، بسبب الغيرة المتبادلة بينها كانت تدفع حتى الخلائق البشرية للاشتباك والنزاع فيما بينها. انظر ضد الوثنيين فصل 12/ 2 ويذكر القديس أثناسيوس مثالاً من محاربة اليونانيين المستمرة للبرابرة انظر فصل 51/ 4. 
[25] مع أن القديس أثناسيوس يستخدم عبارات من الحياة العسكرية مثل " يصطفون "، " مواجهة " إلاّ أن ما يريد أن يوضحه بالأكثر هو الفرق بين ما يفعله المسيحيون الذين يصفهم " بتلاميذ المسيح " وما يفعله غير المؤمنين. وربما كان القديس أثناسيوس يفكر فى واقع عصره. فمنذ أن تولى قسطنطيوس الإمبراطورية لم يعد هناك حروب كالتى كانت من قبل، وبدلاً من الحروب بين البشر صارت هناك حروب مع العدو الحقيقي للإنسان أى ضد الشيطان. انظر رسالة بولس الرسول إلى أفسس 10:6، وهذه الآيات يشرحها القديس أثناسيوس فى كتابه حياة أنطونيوس فصل 21. 
[26] انظر أيضًا فصل 30 حيث يذكر أن الشياطين كانت تهرب بمجرد سماع اسم المسيح. 
[27] عن هذه التجارب انظر فصل 27. 
[28] عن احتقار تلاميذ المسيح للموت انظر فصول 27، 28، 29/ 4. 
[29] لا يذكر القديس أثناسيوس هنا براهين جديدة بل إنه يقدّم مجملاً لما سبق أن أشار إليه فى الفصول السابقة. 
[30] يشير القديس أثناسيوس فى كتابه "حياة أنطونيوس" فصل 23 إلى أنه من خداعات الشياطين للبشر أنها تخيف النفوس متخذة صورًا مرعبة منها أنها تظهر فى شكل حشود من القوات. 
[31] تعبير أن المسيح قضى على العبادات الوثنية وكل أعمال السحر " بضربة واحدة " يدل على أن المعركة لم تستمر طويلاً بل إنه فعل هذا بمجرد ظهوره الإلهى فى الجسد انظر أيضًا فصل 47/ 2. 
[32] انظر "حياة أنطونيوس" فصل 28. وفى الفصل 55 من " تَجَسُّد الكلمة" يوضح نتيجة مجىء المخلّص وتأثير ذلك على العبادات الوثنية . 
[33] المسيح يعمل فى الخفاء ويبطل كل الضلالات التى يعلّم بها المغالطون علانية. انظر فصل 50. 
[34] ربما يقصد ما ورد في أعمال الرسل 19:19ـ20. 
[35] انظر فصل 31 وما بعده. 
[36] يذكر القديس أثناسيوس فى "ضد الوثنيين" ما يفعله اليونانيون من أمور مخجلة لإرضاء آلهتهم (انظر فصول 11 ـ 12)، وأن هذه الأفعال قد انتشرت فى كل مدينة (انظر فصل 25/ 4). 
[37] فى هذه الجملة يلخص القديس أثناسيوس ما سبق أن تحدّث عنه فى الفصل 49 وما بعده. 
[38] أعمال السيد المسيح التى عملها فى الجسد تشهد بألوهيته انظر فصل 32. 
[39] من لا يعترف بألوهية المسيح من خلال أعماله التى قام بها وهو فى الجسد فهو مُدان. فصل 32. 
[40] اكو 8:2. 
[41] من خواص الله الذاتية أنه غير منظور ومع ذلك فإنه يُعرف بواسطة أعماله انظر فصل 23/ 1. 
[42] من لا يستطيع رؤية المسيح بعقله فهو أعمى روحيًا، ولهذا يجب عليه أن يستخدم أعينه الجسدية ليعرف المسيح من خلال أعماله بالجسد وبواستطها يعترف بألوهيته انظر فصل 32. 
[43] عن سخرية اليونانيين بأمور لا تستحق السخرية انظر فصل 41/ 1. 
[44] انظر فصل1. 
[45] هذه العبارة من العبارات المشهورة عند آباء الكنيسة الكبار مثل القديس ايريناؤس وأثناسيوس وكيرلس وغريغوريوس النيسّى وغريغوريوس النزينزى. وكثيرًا ما يستخدمها القديس أثناسيوس فى كتاباته الأخرى (حوالى 10 مرات) وهذا التعبير عند الآباء لا يعنى أن الإنسان يصير بطبيعته إلهًا، بل يعنى أنه يشترك في الحياة الإلهية، حياة البر والقداسة. 
[46] استعادة البشرية معرفتها لله الآب كان هو السبب الثانى للتجسد، انظر الفصول 11 ـ 19. 
[47] بهذه الجملة يعبر القديس أثناسيوس في اختصار عن تعليمه عن الفداء. انظر أيضًا فصل 20، 32 والمقالة الأولى ضد الآريوسيين فقرة 38، 39. 
[48] الكلمة ذاته هو الله يأتى هذا المصطلح مرتبط بمصطلح آخر هو إن الله هو "ذاته الحكمة" وهو ذاته الكلمة. انظر المقالة الرابعة ضد الآريوسيين فقرة 2. 
[49] التَجَسُّد كان من أجل خلاصنا، فالله الكلمة اتخذ له جسدًا قابلاً للألم والموت مع أنه هو غير متألم ولا مائت، وذلك لكى يقضى على الموت والفساد، انظر الفصول 8 ـ 9. 
[50] يُجمل القديس أثناسيوس فى هذه الفقرة ما سبق أن استعرضه فى فصل 26. 
[51] يصف القديس أثناسيوس الأعمال التى أتمها المخلّص بتأنسه بأنها " أعمالاً عظيمة " katorqèmata، وسبق أن استخدم هذا التعبير ليصف به ما عمله السيد المسيح إذ أن بواسطته امتلأ العالم كله بمعرفة الله، انظر ضد الوثنيين 1/ 6. 
[52] يستخدم القديس أثناسيوس هذا التشبيه ليوضح كثرة الأعمال التى أتمها المخلّص وصعوبة حصرها. وما يمكن عمله هو التحدّث عن بعض هذه الأعمال. ومن الجدير بالذكر أن القديس أثناسيوس استخدم هذه الطريقة عندما كان يتحدّث ضد ضلالات الأمم فى عبادة الأوثان فيشير فى بداية الفصل الأول قائلاً " اكتفينا بما أوضحناه فى بحثنا السابق مع أنه قليل من كثير ببيان ضلال الأمم فى عبادة الأوثان وخرافاتها ".