تجسد الكلمة - 15

الفصل الخامس والاربعين - السادس والاربعين - السابع والاربعين 
الفصل الخامس والأربعين 
مقدمة
ومرة أخرى نقرر أن كل جزء من الخليقة يعلن مجد الله. فالطبيعة وهى تشهد لخالقها تقدم شهادة ثانية (بالمعجزات) للإله المتجسد. وإذ انحرفت شهادة الطبيعة بسبب خطية الإنسان فقد أُجبرت على الرجوع إلى الحق بقوة أعمال المسيح. وإن لم تَكفِ هذه البراهين فليتأمل اليونانيون في الوقائع والحقائق الثابتة. 
1 ـ إذن كان من الضرورى أن يتخذ كلمة الله جسدًا ويستخدم أداةً بشريةً لكى يُحيي الجسد أيضًا، وكما أنه معروف فى الخليقة بواسطة أعماله فيجب أن يُعرف بعمله فى الإنسان أيضًا، وأن يُظهر نفسه فى كل مكان،
وبذلك لا يترك أيًا من المخلوقات مقفرًا من ألوهيته ومعرفته [1]
2 ـ فإنى أعود وأكرر [2] ما قلته سابقًا [3]، إن المخلّص فعل ذلك حتى كما أنه يملأ كل الأشياء فى كل مكان بحضوره، هكذا أيضًا فإنه يملأ كل الأشياء من معرفته [4]، كما يقول الكتاب المقدس أيضًا: " الأرض كلها امتلأت من معرفة الرب[5]
3 ـ لأنه إن نظر الإنسان إلى السماء فإنه سيرى تنظيمه لها [6]. ولكن إن كان لا يستطيع أن يرفع وجهه إلى فوق بل ينظر فقط بين الناس سيرى من خلال أعمال الله قوته التى لا مجال لمقارنتها بقوة البشر، وسيعرف أن المسيح وحده بين البشر هو الله الكلمة (المتجسد) [7].
 وإذا ضل إنسان، وإذا حوّل أحد نظره إلى الشياطين وكان يخاف منهم، فيمكنه أن يرى المسيح يطرد الشياطين ويتيقن بهذا أن المسيح هو صاحب السلطان عليها [8]. أو إذا نزل الإنسان إلى عمق المياه [9] وهو يتوهم أنها إله ـ كما كان المصريون مثلاً يعبدون الماء [10] ـ فإنه يمكن أن يرى طبيعة المياه تتغيّر بسلطانه (المسيح) [11] ويعرف أن المسيح الرب هو خالق المياه. 
4 ـ أما إذا نزل إنسان إلى الهاوية، ووقف أمام أبطال العبادة الوثنية مرتعبًا منهم كآلهة، فإنه يمكن أن يرى حقيقة قيامة المسيح ونصرته على الموت، ويدرك بهذا أن المسيح هو وحده الرب والإله الحقيقى [12]
5 ـ لأن الرب لمَسَ [13] كل أجزاء الخليقة وحرّرها من كل خداع كما يقول بولس:
" إذ جرّد الرياسات والسلاطين وأشهرهم جهارًا ظافرًا بهم فى الصليب" [14]، لكى لا ينخدع أي إنسان [15] فيما بعد بل يجد كلمة الله الحق فى كل مكان. 
6 ـ وهكذا إذ يكون الإنسان مُحاصرًا [16] من كل ناحية (بأعمال الخليقة)، وإذ يرى ألوهية الكلمة مُعلنة فى كل مكان ـ في السماء وفي الهاوية وفي الناس وعلى الأرض ـ فإنه لا يبقى مُعرّضًا للانخداع بأي فكر مُضلّ عن الله بل يَعبُد المسيح وحده وبه يأتى مباشرة ليعرف الآب . 
7 ـ وعلى أساس هذه البراهين المعقولة [17] فإن اليونانيين بدورهم سيخزون. أما إن اعتبروا هذه البراهين غير كافية لتخجيلهم [18]، فدعهم يتأكدون من صدق كلامنا بما سنقدمه (الآن) من حقائق ظاهرة أمام أنظار الجميع[19]
الفصل السادس والأربعون 
مقدمة
افتضاح العبادة الوثنية، واستشارة الأوثان، والأساطير الخرافية، والأعمال الشيطانية، والسحر، والفلسفة الوثنية، منذ وقت التجسد. وبينما نرى العبادات القديمة محصورة في أماكنها المحلية ومستقلة بعضها عن بعض، نرى عبادة المسيح جامعة وعلى نسق واحد
1 ـ فمتى بدأ الناس يهجرون عبادة الأوثان إلاّ عندما أتى كلمة الله الحقيقى [20] بين البشر؟ أو متى بَطُلَت استشارة الأوثان [21] بين اليونانيين وفى كل مكان وصارت بلا معنى إلاّ عندما أظهر المخلّص نفسه على الأرض؟ 

2 ـ أو متى ظهر أن أولئك الذين دعاهم الشعراء آلهة وأبطالاً، وهم ليسوا فى الحقيقة إلاّ مجرد بشر مائتين، إلاّ حينما أكمل الرب نصرته على الموت وحفظ الجسد الذى اتخذه غير فاسد، ولذلك أقامه من بين الأمـوات؟[22]
3 ـ متى صارت خداعات الشياطين وجنونهم محتقرة [23] إلاّ عندما تنازل قوة الله ـ الكلمة ـ الذى هو سيد الكل وسيدها أيضًا [24]، تنازل من أجل ضعف البشر [25] وظهر على الأرض ؟ أو متى بدأت حرفة السحر وتعليمه تُداس بالأقدام إلاّ بعد أن صار الظهور الإلهى للكلمة بين البشر؟ [26]
4 ـ وباختصار ، متى صارت حكمة اليونانيين جهالة [27] إلاّ حينما أظهر حكمة الله الحقيقى نفسه على الأرض؟ ففي القديم ضّل العالم كله منقادًا فى كل مكان لعبادة الأوثان، وكان البشر يعتقدون أن الأوثان وحدها هى الآلهة، أما الآن [28] فإننا نجد البشر فى كل مكان يهجرون خرافة الأوثان ويأتون للمسيح، وإذ يعبدونه إلهًا لهم فإنهم بواسطته يعرفون الآب أيضًا الذى كانوا يجهلونه. 
5 ـ والأمر المدهش أنه بينما تنوّعت المعبودات وتعدّدت ـ إذ كان لكل مكان صنمه الخاص، والذى كان يُعتبر إلهًا بينهم، لم يكن لهذا الصنم سلطان على المكان المجاور ليُقنِع الشعوب المجاورة بعبادته، بل كان بالكاد يُعبد بين شعبه فقط، إذ لم يكن أحد يعبد إله جاره قط، بل بالعكس كان كل واحد مرتبطًا بوثنه الخاص ومعتقدًا أنه سيد الكل،
 فإننا نرى المسيح وحده هو الذي يُعبد بين كل الشعوب إلهًا واحدًا للجميع فى كل مكان. وما لم تستطع الأوثان الضعيفة أن تفعله، أى إقناع الذين يعيشون فى مناطقهم بعبادتها ـ فَعَله المسيح إذ أقنع ليس مَنْ يعيشون بالقرب منه فقط بل أقنع كل المسكونة ليعبدوه ربًا واحدًا فقط، وبه يعبدون الله أباه[29]
الفصل السابع والأربعون 
مقدمة
القضاء بعلامة الصليب على العرافات المتعددة والأشباح التى يتوهمون ظهورها في أماكن عبادتهم إلخ. البرهان على أن الآلهة القديمة ما هى إلاّ مجرد بشر. افتضاح السحر. وبينما لم تستطع الفلسفة أن تقنع بالخلود والصلاح سوى جماعة محدودة محلية، فإن بعضًا من البشر ذوي الكفاءة المحدودة استطاعوا أن يقنعوا الجماهير العديدة في كل الكنائس بمبدأ الحياة التي تفوق الطبيعة. 
1 ـ وبينما فى القديم امتلأ كل مكان بخداع التنجيم وما اشتهرت به دلفى ودودنا وبوتيا وليكيا وليبيا ومصر، وما كان يُعجب به الناس من أعمال العرافة فى كابرى وبيثيا، فإنه قد بَطُل الآن هذا الجنون، منذ أن بدأ التبشير بالمسيح فى كل مكان، ولم يعد أحد من بين البشر يُنجِّم بعد [30]
2 ـ وبينما أضلّت الشياطين عقول البشر قديمًا باستخدامها الينابيع والأنهار [31] والأشجار والحجارة [32]، وهكذا أثرّت على بسطاء الناس بغواياتها فإن خداعاتها بَطُلت الآن بعد الظهور الإلهى للكلمة، لأنه حتى الإنسان العادى يستطيع بعلامة الصليب فقط أن يفضح ضلالاتها [33]
3 ـ وبينما كان البشر فى السابق يعتقدون فى زفس [34] وكرونوس [35] وأبوللو [36] والأبطال المذكورين فى أشعارهم أنهم آلهة، وضلوا بعبادتهم لها [37] فالآن بعد أن ظَهَرَ المخلّص بين الناس فقد انكشف أمر أولئك، وظَهَرَ أنهم بشر مائتون، وعرف البشر أن المسيح وحده هو الإله الحقيقى كلمة الله
4 ـ أو ماذا نقول عن السحر الذى كان يُدهش البشر؟ فإنه قبل مجىء الكلمة بيننا كان السحر له قوته وتأثيره بين المصريين والكلدانيين والهنود وكان يثير الرهبة فى كل مَنْ شاهده ، أما بعد مجىء الحق وظهور الكلمة فقد دُحِضَ السحر تمامًا وأُبطل كلية . 

5 ـ وأما عن الحكمة اليونانية وثرثرة الفلاسفة وضجيجهم فلا أظن أن أحدًا يحتاج أن نقدّم له براهين من جانبنا . ذلك لأن الأعجوبة واضحة أمام أعين الكل.
 فبينما عجز حكماء اليونانيين عن أن يقنعوا ولو نفرًا قليلاً بواسطة كتاباتهم الكثيرة عن حقيقة الخلود [38] والحياة بحسب الفضيلة [39]، فإن المسيح وحده بلغته العادية، وبأشخاص غير فصحاء فى الكلام، قد أقنع جماعات كثيرة من البشر أن يحتقروا الموت ويهتموا بالأمور التى لا تموت ولا تفنى، وأن يغضوا النظر عما هو زمنى، وأن يحولوا أنظارهم للأمور الأبدية ، وأن لا يفكروا فى المجد الأرضى، بل يجاهدوا فقط لأجل الأمور التى لا تفنى. 

ترجمة عن الاصل اليونانى – المقدمات - التعليقات
للاستاذ الدكتور / جوزيف موريس فلتس
دكتوراة فى العلوم اللاهوتية 
باحث بالمركز الارثوذوكسى للدراسات الابائية 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] في هذه الفقرة يلخص القديس أثناسيوس البراهين الفعلية لسبب ظهور الله الكلمة في الجسد، والتي سبق أن عرضها بإسهاب في الفصول 41ـ45. وأيضًا يكرر السببين الرئيسيين للتجسد واللذين كانا قد ذكرهما بالتفصيل في الفصول (4ـ10)، (11ـ19) وهما القضاء على الموت وعدم ترك البشر خاليين من معرفته. 
[2] في فصل20/ 3 يبرر القديس أثناسيوس سبب تكراره لنفس الأقوال. 
[3] وهنا في هذا الفصل يكرر ما سبق أن أوضحه في الفصلين 15ـ16. 
[4] انظر فصل42. 
[5] إش 9:11. 
[6] انظر فصل12/ 3. 
[7] انظر الفصول 12، 15/ 4، 16/ 1. 
[8] انظر الفصلين 15/ 5، 48. 
[9] انظر فصل15/ 2. 
[10] انظر ضد الوثنيين24/ 2. 
[11] عن تغيير طبيعة الماء، انظر فصل 18/ 6 وبالطبع هنا الاشارة إلى عرس قانا الجليل حيث حوّل السيد المسيح الماء إلى خمر. 
[12] انظر الفصلين15/ 6، 16/ 3. 
[13] في فصل44 رد القديس أثناسيوس على اعتراض اليونانيين أن كلمة الله لا يمكن أن يظهر في مادة مخلوقة أى جسد بشرى، وسبق أن أوضح في فصل 17 أن الكلمة لا يتدنس بحلوله في الجسد وهنا في هذا الفصل يوضح أن الرب " لمس " كل أجزاء الخليقة من أجل أن يحررها. 
[14] انظر كو 15:2. 
[15] ما يذكره القديس أثناسيوس هنا عن تحرر كل أجزاء الخليقة من كل خداع يماثل ما سبق أن ذكره في فصل43/ 3. ومن بين كل هذه الخلائق لم يضل سوى الإنسان ولهذا كان من الضرورى أن يظهر الكلمة في جسد بشرى. 
[16] الكلمة بسبب تجسده لم يكن "محصورًا في الجسد" كما توهم البعض انظر فصل17/ 1. بل الإنسان هو الذي أصبح ـ بسبب تَجَسُّد الكلمة ـ محاصرًا بأعمال الكلمة في الخليقة انظر فصل16/ 3. 
[17] يقصد البراهين التي بدء في شرحها في فصل41/ 2. 
[18] سبق أن أشار القديس أثناسيوس إلى أنه يجب على اليونانيين أن يخجلوا من أنفسهم بسبب عبادتهم للأخشاب والأصنام انظر فصل41/ 1وفي فصل44/ 1، يذكر أنهم ربما بسبب خجلهم قد قبلوا البراهين التي أوضحها لهم. غير أنهم مع هذا يظنون أن هذه البراهين غير كافية (في رده على اليهود يشير ق. أثناسيوس إلى أنهم هم أيضًا ظنوا أن الأدلة المعطاة لهم غير كافية فصل38/ 1). 
[19] لإيضاح الفرق بين استخدام البراهين المعقولة والبراهين والأدلة من خلال الحقائق الظاهرة، في سياق الحديث عن الأمور الإيمانية مثل القيامة، انظر فصل30/ 1حيث يذكر القديس أثناسيوس أن القيامة " يمكن اثباتها بالوقائع بوضوح أكثر من اثباتها بالحجج والمناقشات ". وفي كتابه عن " حياة أنطونيوس"، يذكر القديس أثناسيوس ما حدث أثناء مقابلة بعض الفلاسفة اليونانيين للقديس انطونيوس وأنهم طلبوا منه "حججًا" بالكلام المقنع. أما هو فقد قدّم براهين بوقائع وأحداث تثبت إيمانه بالمسيح وقوّته. (انظر حياة أنطونيوس فصل79). 
[20] في فصل11/ 3 يوضح القديس أثناسيوس أن البشر بسبب تركهم الله كليّةً أظلّمت أنفسهم واخترعوا لهم آلهة مزيّفة وعبدوها. وعندما أتى كلمة الله الحقيقى أنهى كل هذه العبادات. 
[21] استشارة الأوثان (العِرافة) بالطبع هى ضمن عبادات الأوثان. انظر فصل11/ 6 ولقد كانت هذه العِرافة منتشرة في كل مكان انظر فصل47/ 1. 
[22] بواسطة قيامة المسيح اتضح أن الآلهة الوثنية كاذبة (انظر فصل5/ 6)، وأنهم بشر يفنون (انظر فصل47/ 3). 
[23] انظر فصل47/ 3. 
[24] عن سيادة المسيح على الأرواح النجسة والأوثان انظر فصل 32/ 4. 
[25] لقد تنازل الرب من أجل ضعف البشر انظر فصل 8/ 2. 
[26] عن انتصار المسيح على أعمال السحر انظر فصل 48. 
[27] انظر 1كو18:1ـ24 راجع فصل 15/ 1 حيث يستخدم القديس أثناسيوس نفس الشاهد. 
[28] يجرى القديس أثناسيوس مقارنة بين ما كان يحدث "في القديم" وما يجرى "الآن"، وسبق أن تحدث عن هذا في فصل 21/ 1. 
[29] في هذه الفقرة يلخص القديس أثناسيوس ما سبق أن ذكره بالتفصيل في مقالته ضد الوثنيين:23. ويقابل كل ما كان يحدث بما فعله السيد المسيح حينما ظهر في الجسد إذ أقنع كل المسكونة ليعبدوه وحده فهو القادر أن يعلّم العالم كله عن الآب (انظر فصل 14/ 3). ومع أنه وُلد في اليهودية إلاّ أنه صار يُعبَد في كل مكان (انظر فصل 37/ 5). 
[30] في هذا الفصل وما يليه يشرح القديس أثناسيوس ما تحدّث عنه باختصار في الفصول السابقة، ويوضح أن العِرافة قد أُبطلت بمجىء السيد المسيح، ويشير القديس أثناسيوس إلى هذا الأمر نفسه في كتابه "حياة أنطونيوس" فصل32 حيث يشرح الفرق بين أن يتنبأ أحد بالحوادث وبين أن يتكهّن بوقوعها. 
[31] انظر ضد الوثنيين فصل 24/ 2. 
[32] انظر فصل4:11. وفي كتابه حياة انطونيوس فصل23 يذكر القديس أثناسيوس أن الشياطين تحاول أن تُضّل المسيحيين ولا سيما الرهبان باتخاذها أشكالاً وصورًا أخرى غير المذكورة هنا. 
[33] يشرح القديس أثناسيوس بالتفصيل أوجه الغلبة بعلامة الصليب على ضلالات الشياطين. انظر الفصول 48، 50. انظر أيضًا حياة أنطونيوس:78. 
[34] هو الإله زحل. 
[35] هو الإله عطارد. 
[36] إله الجمال والرجولة والشعر والموسيقى عند قدماء اليونانيين. 
[37] في مقالته ضد الوثنيين فصل15/ 2 يذكر القديس أثناسيوس أن الشعراء والكتّاب لم يكتفوا بذكر أسماء هذه الآلهة، بل سجلوا أعمالها الفاضحة وانحطاط حياتها، الأمر الذي أضل وأفسد حياة كل مَن كان يعبدها من البشر. وكان قد سبق في الفصول 12،11 من نفس المقال أن استعرض كل هذه الأعمال. 
[38] عندما يفكر الإنسان العاقل في الحياة الخالدة فإنه يتخلّى بسهولة عن الأمور الزائلة. انظر ضد الوثنيين1:32. 
[39] سبب عدم استطاعة حكماء اليونانيين أن يقنعوا أحد بحياة الفضيلة، هو أنهم هم أنفسهم كتبوا عن الفضائح الأخلاقية لآلهتهم وليس هذا فقط بل وكانوا يقلدونها. انظر ضد الوثنيين: الفصول12،11.