تجسد الكلمة - 13

الفصل الاربعون - الحادى والاربعون
الفصل الأربعون 
مقدمة
براهين من إبطال النبوة وخراب أورشليم، ومن تجديد الأمم واتباعهم إله موسى. كل النبوات عن المسيا تحققت في يسوع المسيح. 
1 ـ فاليهود إذن يخترعون أساطير [1]، فالوقت الذي نتحدّث عنه قد جاء فعلاً، أما هم فيحاولون أن يثبتوا أنه لم يأت بعد.
 لأنه متى بَطُلت النبوة والرؤيا في إسرائيل إلاّ حينما جاء المسيح قدوس القدوسين؟ فالعلامة الواضحة والبراهين القوية على مجىء كلمة الله أن أورشليم لن تكون فيما بعد، ولا يكون هناك نبي في وسطهم، ولا تُعلن لهم رؤيا، وهذا ما كان من الطبيعي أن يحدث [2]
2 ـ لأنه عندما يكون الذي أشارت إليه النبوات قد جاء فعلاً فأي حاجة بعد ذلك لأية نبوة تشير إليه؟ [3] وعندما يكون الحق حاضرًا فأى حاجة تكون بعد إلى الظـل؟ [4] فإن هـدف تنبؤاتهم هو مجـىء البر ذاته [5] والذي يكون فدية عن خطايا الجميع.
 وهذا هو السبب في بقاء أورشليم حتى ذلك الوقت، حتى يستمروا في ممارسة الرموز هناك تمهيدًا لظهور الحقيقة [6]
3 ـ هكذا فحينما جاء قدوس القدوسين كان من الطبيعي أن تبطل الرؤيا والنبوة وتنتهي مملكة أورشليم. فقد كان يجب أن يُمسح بينهم ملوك إلى أن يُمسح "قدوس القديسين". فيعقوب تنبأ أن مملكة يهوذا تبقى حتى مجيء (المسيح) قائلاً:
 " لا يزول حاكم من يهوذا ورئيس من بين أحقائه حتى يأتي المُعد له ويكون هو رجاء الأمم" [7]
4 ـ لهذا هتف المخلّص نفسه قائلاً:
 " الناموس والأنبياء إلى يوحنا تنبأوا" [8].
 فلو كان الآن بين اليهود ملك أو نبي أو رؤيا لكان لهم العذر أن ينكروا المسيح الذي أتى فعلاً. أما إن لم يكن هناك ملك ولا رؤيا، بل قد خُتمت كل نبوة من ذلك الوقت وأُخذت المدينة والهيكل، فلماذا يجحدون ويتمردون إلى هذه الدرجة، حتى أنهم بينما ينتظرون ما قد حدث فإنهم ينكرون المسيح [9] الذي جعل كل هذه الأمور تتم؟ [10] ولماذا حينما يرون الوثنين يهجرون أصنامهم ويضعون رجاءهم في إله إسرائيل بإيمانهم بالمسيح نراهم هم (اليهود) ينكرون المسيح الذي وُلِدَ من أصل يسى حسب الجسد صائرًا ملكًا إلى الآن؟ [11] لأنه لو كانت الأمم تعبد إلهًا آخر ولا تعترف بإله إبراهيم وإسحق ويعقوب وموسى لكان لهم العذر في أن يدّعوا أن الله لم يأت (في الجسد) [12]
5 ـ أما إن كانت الأمم تكرّم نفس الإله [13] الذي أعطى موسى الناموس والذى سبق أن أعطى إبراهيم الوعد، والذي احتقر اليهود كلمته (المتجسد)، فلماذا يجهلون، أو لماذا يتجاهلون، أن الرب الذي سبق أن أنبأت عنه الكتب المقدسة قد أشرق على العالم، وظهر للمسكونة متجسدًا كما قال الكتاب
 " الرب الإله قد أشرق علينا" [14] وأيضًا
 " أرسل كلمته فشفاهم" [15]، وأيضًا
 " لا رسول ولا ملاك بل الرب نفسه خلّصهم " [16]؟ 
6 ـ ويمكن أن تقارن حالتهم بما يحدث لإنسان غير متزن العقل يرى الأرض والشمس تضيؤها ومع ذلك ينكر الشمس التي تنيرها [17].
 لأنه ما هو الأمر الذي لم يتممه المسيح (الذي أتى)، ويقولون أن مَن ينتظرونه سيتممه؟ [18] هل هو دعوة الأمم؟ [19] لقد دعاهم المسيح فعلاً [20]. هل هو إبطال النبوّة والمُلك والرؤيا؟ وهذا أيضًا قد تم فعلاً [21]. هل هو فَضحْ فساد وكفر العبادة الوثنية؟ لقد شُهّر بها فعلاً وشُجبت [22]. هل هو إبادة الموت؟ لقد أُبيد فعلاً [23]
7ـ إذن فأى شيء كان ينبغي أن يفعله المسيح ولم يفعله؟ وأى شيء لم يتحقق حتى يصرَّ اليهود على عدم إيمانهم؟
 وأقول إن كان الأمر ـ كما نرى فعلاً ـ أنه لم يعد هناك ملك ولا نبى ولا أورشليم ولا ذبيحة ولا رؤية بينهم، بل قد امتلأت الأرض كلها من معرفة الله [24]، والأمم تركوا ضلال عبادتهم الوثنية ولجأوا إلى إله إبراهيم بواسطة الكلمة، ربنا يسوع المسيح، فواضح إذن ـ حتى لأشد الناس عنادًا ـ أن المسيح قد جاء وأنه قد أنار الجميع بنوره وأعطاهم التعليم الصحيح الإلهي عن أبيه. 
8ـ وبهذه الأدلة وبغيرها الكثير مما هو في الكتب الإلهية [25]، يمكن للمرء أن يُفنّد حجج اليهود [26]
الفصل الحادى والأربعون 
مقدمة
الرد على اليونانيين. هل هم يعترفون بالكلمة؟ إن كان يعلن نفسه في نظام وترتيب الكون فماذا يمنع ظهوره في جسد بشرى؟ أليس الجسد البشرى جزءًا من الكل؟ 
1 ـ إن اليونانيين يناقضون أنفسهم، فإنهم يسخرون مما لا يدعو إلى السخرية، وفي ذات الوقت لا يشعرون بالخزي الذي هم فيه ولا يرونه، فهم يتعبدون لأحجار وأخشاب [27]
2 ـ ومع أن حجتنا لا تنقصها البراهين والإيضاحات لكن هيّا بنا نخجلهم ببيان أمور لا تقبل المناقضة، وبالحرى من تلك الأمور التي نراها نحن أنفسنا.
 فهل هناك أمر غير لائق [28] أو يدعو إلى السخرية فيما نقوله ونؤمن به، أن الكلمة قد ظهر في الجسد؟ [29] وهذا الأمر أيضًا كانوا سيشتركون معنا (في الإيمان به) لو كانوا مُحبين للحق [30]، دون أن يروا شيئًا من عدم اللياقة في ذلك. 
3 ـ فإن كانوا ينكرون وجود كلمة الله بشكل مطلق فإن استهزاءهم هذا يكون على غير أساس، إذ أنهم يهزأون بما يجهلون [31]
4 ـ ولكن إن اعترفوا بوجود كلمة الله وأنه هو المهيمن على الكون [32]، وأن الآب خَلَقَ به الخليقة كلها، وأن الكل ينالون النور والحياة والوجود بعنايته، وأنه يملك على الكل، ولهذا فإنه يُعرف من أعمال عنايته، وبواسطته يُعرف الآب، فأتوسل إليك أن تتمعن لتدرك أنهم في هذه الحالة هم يهزأون بأنفسهم وهم لا يدرون. 
5 ـ إن فلاسفة اليونانيين يقولون إن الكون جسم عظيم [33]، وهذا صحيح. لأننا نرى الكون وأجزاءه بحواسنا. فإن كان كلمة الله موجود في الكون الذي هو جسم، وإن كان (كما يقول الفلاسفة) موجود في الكون [34]، فما هو الأمر الغريب أو غير اللائق إن قلنا إنه اتحد بالإنسان أيضًا؟ [35]
6 ـ لأنه لو كان حلوله في جسد أمرًا غير لائق لكان من غير اللائق أيضًا أن يوجد في الكون كله ويعطي بعنايته نورًا وحركة لكل الأشياء، لأن الكون أيضًا هو جسم. 
7ـ فإن كان قد لاق به أن يرتبط بالكون وأن يُعرف في الكون كله، فإنه يليق به أيضًا أن يظهر في جسد بشري، وأن ينير هذا الجسد ويعمل به.
 لأن البشرية هي جزء من الكل (الكون كله) كغيرها من الأجزاء. فلو كان أمرًا غير لائق [36] أن يتخذ الجزء كأداة [37] يُعَرِّف بها لاهوته للبشر، لكان أمرًا غير معقول بالمرة أن يُعرَف بواسطة كل الكون. 


ترجمة عن الاصل اليونانى – المقدمات - التعليقات
للاستاذ الدكتور / جوزيف موريس فلتس 
دكتوراة فى العلوم اللاهوتية
باحث فى المركز الارثوذوكسى للدراسات الابائية 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الأساطير التي يخترعها اليهود هى عكس التعليم الإلهى انظر فصل3/ 1 وفي فصل2/ 1 يشير القديس أثناسيوس إلى أساطير الأبيكوريين، ويذكر أن ما يقولونه " يناقضون به ما هو واضح كل الوضوح "، وهذا هو ما يفعله اليهود بالضبط إذ أنهم عندما " يخترعون أساطير فإنهم يريدون أن يؤجلوا الوقت الذي قد جاء فعلاً إلى وقت آخر في المستقبل ". 
[2] هنا يتحدث عن تحقيق نبوءة دانيال24:9ـ25 التي ذكرها في الفصل السابق. 
[3] مهمة الأنبياء هى أن تعلّم البشر عن السماويات. انظر فصل12/ 2 . 
[4] يتحدث القديس أثناسيوس في "تَجَسُّد الكلمة" فصل3 وبالأكثر في "المقالة الثانية ضد الآريوسيين" فصلى 22، 88 عن الفرق بين الإعلان الإلهى عن طريق الخليقة كظل للإعلان الإلهى الحقيقى في شخص يسوع المسيح فيقول: " لأن الله لا يريد بعد ـ مثلما حدث في العصور السابقة ـ أن يُعرَف عن طريق ظل الحكمة الموجودة في المخلوقات بل جعل الحكمة الحقيقية ذاتها تتخذ جسدًا وتصير إنسانًا وتعانى موت الصليب لكى يتمكن جميع الذين يؤمنون أن يخلصوا بالإيمان ". 
[5] حول استخدام القديس أثناسيوس لتعبيرات أخرى مثل "البر ذاته aÙtodikaiosÚnh" انظر فصل20. وهذا التعبير يأتى من سياق نبوءة إشعياء7:9 عن أن المسيح يسوع هو "البر الأبدى". 
[6] يقول القديس أثناسيوس في نهاية هذا الفصل4 فقرة7 " أنه لم يعد هناك ملك ولا نبى ولا أورشليم ولا ذبيحة ولا رؤية بينهم. " لأنه " عندما يكون الحق حاضرًا فأى حاجة تكون بعد إلى الظل " فقرة2. وفي موضع آخر يذكر " أن الهيكل القديم الذي كان مشّيدًا من حجارة ومن ذهب لم يكن إلاّ مجرد ظل. ولكن عندما جاءت الحقيقة بطل المثال من ذلك الحين. ولم يبق فيه حجر على حجر لم يُنقض " انظر الرسالة إلى أدلفيوس 7. 
[7] تك 10:49 (س). جاءت في العبرانية: حتى يأتى " شيلون " وفُسرت بمعنى " المُعد له" أو "من له الحق". 
[8] مت 13:11 ، لو 16:16. 
[9] يذكر القديس أثناسيوس أن اليهود قالوا ليس لنا ملك إلاّ قيصر، وبسبب إنكارهم لمُلك السيد المسيح عليهم فقد لقوا عقابًا " وتلاشت مدينتهم وأفكارهم " انظر المقالة الثانية ضد الآريوسيين. فقرة 42. 
[10] أى أنه كما أن البراهين على القضاء على الموت بالصليب والقيامة يمكن لمسها من خلال وقائع واضحة وأعمال جلية، هكذا يكون الأمر بالنسبة للبرهان على صحة نبؤات العهد القديم، فالحال الذي يوجد عليه اليهود إذ ليس لهم ملك أو نبى أو رؤيا هى حالة واضحة وضوح الشمس وتثبت صدق نبوات العهد القديم. فيسوع هو المسيا المنتظر والملك المشهود بملكه الأبدى من خلال أعماله " لأنه لو لم يكن هناك أعمال لكان يحق لهم ألاّ يؤمنوا بمن هو غير منظور، لكن إن كانت الأعمال تصرخ بصوت عالِ معلنة إياه بكل وضوح فلماذا يصّرون على إنكار الحياة الواضحة الناتجة عن القيامة؟ انظر فصل32/ 2 . 
[11] وهنا يشير القديس أثناسيوس إلى إتمام نبوءة إشعياء10:11 " سيكون أصل يسى الذي يقوم ليسود على الأمم، عليه يكون رجاء الأمم " والتي سبق أن أوردها في فصل 35/ 6 . 
[12] لأنه لو أن الأمم كانت تعبد إلهًا آخر لكان هذا معناه عدم اتمام نبوءة إشعياء 10:11 السابق الاشارة إليها. 
[13] عن عبادة الأمم لنفس الإله وإكرامها له يقول القديس أثناسيوس " وليس إسرائيل وحده الذي يعتمد عليه بل كل الأمم كما سبق القول وأنبأ النبى: يتركون أصنامهم ويتعرفون على الإله الحقيقى أى المسيح " راجع المقالة الأولى ضد الآريوسيين. فقرة 43. 
[14] مز 27:117 (سبعينية). 
[15] مز 20:106 (سبعينية). 
[16] إش 8:63 ،9 (سبعينية) . عن عدم امكانية الملاك أن يخلّص البشر انظر فصل13/ 7. 
[17] انظر فصل 29  
[18] انظر فصل39/ 1 . 
[19] نبوءة إشعياء 10:11. 
[20] نبوءة إشعياء 1:65ـ2 وسبق أن صار الحديث عن إتمامها فى فصل 38. 
[21] نبوءة دانيال24:9ـ25، ذكرت في فصل39. 
[22] نبوءة إشعياء 1:19 وصار الحديث عن إتمامها في فصل 33. 
[23] النبؤات التي ذُكرت في فصل 35 عن القضاء على الموت بالصليب جاء الحديث عن إتمامها بفصل 37. 
[24] انظر إشعياء9:11. 
[25] يذكر القديس أثناسيوس في موضع آخر " أن كل الكتاب المقدس مشحون بالحجج التي تدحض عدم إيمان اليهود " راجع فصل 35/ 7. 
[26] بهذه الجملة يختم القديس أثناسيوس محاججته لليهود وكان قد بدأها في فصل33/2 بقوله " فمن جهة اليهود فإن الكتب المقدسة التي يقرأونها هى نفسها توضح عدم إيمانهم ". 
[27] انظر فصل11/ 4، ويوضح القديس أثناسيوس أن عبادة الأصنام تتعارض مع كل منطق. انظر ضد الوثنيين فصل13، 20. 
[28] في فصل 6 يوضح القديس أثناسيوس أن التجسد كان أمرًا لائقًا ويتفق مع صلاح الله. 
[29] ظهور الكلمة في الجسد ثم صلبه من أجلنا هو بالنسبة لليونانيين أمر غير لائق ويستهزأون به. ولقد أشار القديس أثناسيوس إلى هذا الأمر في عدة مواضع من كتاباته. انظر تَجَسُّد الكلمة الفصول 1/1، 33/ 2، 48/ 3،  49/ 3، 53/ 2، 54/ 2 ضد الوثنيين 1/ 3 الرسالة إلى مكسيموس الفيلسوف1. المقالة الثالثة ضد الآريوسيين. فقرة35 وفي حياة انطونيوس74 حيث سجل ما قاله الأنبا انطونيوس لجماعة من الفلاسفة اليونانيين "كيف تسخرون منا عندما نقول أن المسيح ظهر إنسانا ". 
[30] أى " لو كان اليونانيون مُحبين للحق ". وهو يقصد بالطبع فلاسفة اليونانيين كما جاء فى فقرة5 من هذا الفصل ، حيث كلمة " فلاسفة  " تعنى مُحبي الحق. غير أن وصفهم بهذه الصفة يمكن أن يكون فيه نوع من السخرية حيث يفنّد القديس أثناسيوس ـ من خلال كتاباته الدفاعية ضد أفكارهم ـ "الأباطيل" التي يرددونها في تعاليمهم والتي تبيّن عدم محبتهم للحق. انظر ضد الوثنيين فصل1/ 7. 
[31] هنا يقصد الأبيكوريين. انظر فصل 2 وأيضًا في الفصل40 /6 من ضد الوثنيين حيث يقول " وإن شك أى إنسان فيما نقول وتساءل إن كان يوجد هناك كلمة الله على الاطلاق فإن إنسانًا كهذا لابد وأن يكون معتوهًا إذ يشك في كلمة الله ". 
[32] هنا يقصد الأفلاطونيين الذين ينكرون حقيقة أن الكلمة هو مدبّر الكون. انظر فصل 2. ولقد فند القديس أثناسيوس أفكارهم في كتابه ضد الوثنيين: الفصول 35ـ44، مستعينًا أيضًا بآراء من فلاسفتهم. 
[33] يشير القديس أثناسيوس هنا إلى ما قد سبق أن تحدّث عنه بإسهاب في كتابه ضد الوثنيين: 28. 
[34] عن فعل " الكلمة " في الكون انظر ضد الوثنيين41/ 2. 
[35] الكلمة مع كونه في الكون كله إلاّ أنه تَجَسَّد أيضًا انظر فصل8/ 1، وفي تَجَسُّده لم يكن محصورًا في الجسد انظر فصل17. 
[36] استخدام القديس أثناسيوس للتعبير " أمر غير لائق " هو بقصد. فلقد أثبت بعدّة طرق أن تدبير التجسد لم يكن " أمر غير لائق " انظر فصل6. وهكذا فإنه يبرهن هنا على أنه لم يكن " أمر غير لائق " أيضًا أن يتخذ الكلمة جسدًا بشريًا. 
[37] سبق للقديس أثناسيوس استخدام هذا التعبير ليصف به جسد المسيح. انظر فصل8 ، وكان قد أشار من قبل إلى أن السيد المسيح قد استخدم جسده ليَعرف به البشر لاهوته. انظر فصول21/ 7، 42/ 5.