الفصل الخامس والعشرون
مقدمة
ولماذا تم الموت بالصليب من بين كل أنواع الموت؟ لأنه كان يجب أن يحمل عنا اللعنة. هو بسط يديه على الصليب لكى يوحد الجميع ـ اليهود والأمم ـ في شخصه لأنه انتصر على "رئيس سلطان الهواء" في منطقته، مخليًا الطريق إلى السماء وفاتحًا لنا الأبواب الدهرية.
1ـ وهذا يكفى للرّد على الذين هم من خارج [1] الذين يحشدون المجادلات [2] ضدنا. ولكن لو أراد أحد من شعبنا أن يسأل [3] ـ لا حبًا فى الجدل بل حبًا فى التعلّم ـ لماذا لم يَمُتْ بأى شكل آخر غير الصليب، فهذا أيضًا نخبره أنه لم تكن هناك طريقة أخرى نافعة لنا سوى هذه، وأنه كان أمرًا حسنًا أن يحتمل الرب هذا الموت من أجلنا.
2 ـ لأنه إن كان قد جاء ليحمل اللعنة الموضوعة علينا [4]، فكيف كان ممكنًا أن (يصير لعنة) بأى طريقة أخرى ما لم يكن قد قَبِلَ موت اللعنة الذى هو (موت) الصليب؟لأن هذا هو المكتوب:
3 ـ وإضافة إلى ذلك، إن كان موت الرب هو فدية [6]عن الجميع وبواسطة موته هذا نقض "حائط السياج المتوسط" [7] وصارت الدعوة لجميع الأمم، فكيف كان ممكنًا أن يدعونا إليه لو لم يكن قد صُلِبَ؟ لأنه على الصليب وحده يمكن أن يموت إنسان باسطًا ذراعيه. لهذا كان لائقا بالرب أن يحتمل هذا الموت ويبسط ذراعيه، لكى بأحدهما يجتذب الشعب القديم وبالذراع الآخر يجتذب الذين هم من الأمم [8]، ويوّحد الاثنين فى شخصه.
4 ـ لأن هذا ما قاله هو نفسه عندما كان يشير إلى المِيتَة التى كان مزمعًا أن يفدى بها الجميع إذ قال
5 ـ وأيضًا، إن كان الشيطان عدو جنسنا إذ قد سقط من السماء [10] يجول فى أجوائنا السفلية [11] ويتسلط فيها على الأرواح الأخرى المماثلة له فى المعصية، ويحاول أن يخدع الذين تغويهم هذه الأرواح كما أنه يعوق الذين يرتفعون إلى فوق [12]، وعن هذا يقول الرسول " حسب رئيس سلطان الهواء، الروح الذى يعمل الآن فى أبناء المعصية " [13] ، فإن الرب قد جاء ليطرح الشيطان إلى أسفل [14]، ويطهّر الهواء ويُعِدّ لنا الطريق الصاعد إلى السماء كما يقول الرسول " بالحجاب أى جسده " [15]، وهذا يلزم أن يتم بالموت. فبأى نوع آخر من الموت كان ممكنًا أن يتم هذا، إلاّ بالموت الذى تم فى الهواء، أى (موت) الصليب؟ فإن الذى يموت بالصليب هو وحده الذى يموت (معلقًا) فى الهواء. ولذلك كان لائقًا جدًا بالرب أن يموت بهذه الطريقة.
6 ـ لأنه إذ رُفع هكذا فقد طهّر الهواء من كل خبث الشيطان وكل الأرواح النجسة [16] كما يقول: "رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء" [17] وافتتح طريقًا جديدًا للصعود إلى السماء [18] كما هو مكتوب " ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم وارتفعي أيتها الأبواب الدهرية " [19].
فلم يكن الكلمة نفسه هو المحتاج لانفتاح الأبواب إذ هو رب الكل [20] ـ فلم تكن مخلوقاته [21] مغلقة في وجهه، فهو الذي خلقها ـ بل نحن الذين كنا فى احتياج إلى ذلك (أى إلى انفتاح الأبواب)، نحن الذين حملَنا فى جسده الخاص. لأنه كما قدّم جسده للموت عن الجميع، هكذا أيضًا بهذا الجسد عينه، أعدّ الطريق للصعود إلى السموات.
الفصل السادس والعشرون
مقدمة
أسباب قيامته في اليوم الثالث. لم تتم قبل ذلك لئلا يشك في أنه مات موتًا حقيقيًا، ولا بعد ذلك
(أولاً) لكى يحتفظ بسلامة جسده، (ثانيًا) لكى لا يعلق نفوس التلاميذ طويلاً،
(ثالثًا) لكى لا ينتظر حتى يتشتت الذين شهدوا موته أو تتلاشى من الذاكرة حادثة الموت.
1 ـ إذًا فقد كان الموت من أجلنا على الصليب لائقًا وملائمًا. وقد اتضح أن سببه كان معقولاً من جميع الوجوه، ومن الحق أن يقال إنه لم تكن هناك طريقة أخرى يتحقق بها خلاص الجميع سوى الصليب [22].
لأنه حتى على الصليب فإنه لم يجعل نفسه مختفيًا بل بالحرى فإنه جعل الطبيعة تشهد لحضور خالقها [23]، وبعد ذلك لم يَدَع هيكل جسده يظل وقتًا طويلا ميتًا، إلاّ بالقدر الذى أظهر فيه أن الجسد مات باحتكاك الموت به، ثم أقامه حالا فى اليوم الثالث، حاملا عدم الفساد وعدم التألم اللذين حصلا لجسده، كعلامة للظفر والانتصار على الموت [24].
لأنه حتى على الصليب فإنه لم يجعل نفسه مختفيًا بل بالحرى فإنه جعل الطبيعة تشهد لحضور خالقها [23]، وبعد ذلك لم يَدَع هيكل جسده يظل وقتًا طويلا ميتًا، إلاّ بالقدر الذى أظهر فيه أن الجسد مات باحتكاك الموت به، ثم أقامه حالا فى اليوم الثالث، حاملا عدم الفساد وعدم التألم اللذين حصلا لجسده، كعلامة للظفر والانتصار على الموت [24].
2 ـ ولقد كان يستطيع أن يقيم جسده بعد الموت مباشرة، ويظهره حيًا، ولكن المخلّص بحِكمَة وبُعد نظر لم يفعل ذلك لأنه لو كان قد أظهر القيامة فى الحال لكان من المحتمل أن يقول أحدهم إنه لم يَمُتْ بالمرة أو إن الموت لم يلمسه بشكل كامل.
3 ـ وربما لو حدثت القيامة فى اليوم التالي للموت مباشرة لما ظهر مجد عدم فساد جسده. ولذلك فلكي يتأكد موت الجسد فإن الكلمة أبقاه يومًا آخر، وفى اليوم الثالث أظهره عديمَ الفساد أمام الجميع.
5 ـ ولكن لو أنه أقام الجسد بعد أن بقى فترة طويلة، وبعد أن فسد تمامًا، فقد يُشَك فيه كأنه قد استبدل جسده بجسد آخر. لأن الإنسان بمرور الزمن قد يشك فيما سبق أن رآه، وينسى ما قد حدث فعلاً. لهذا السبب فإن الرب لم ينتظر أكثر من ثلاثة أيام، كما أنه لم يترك الذين سبق فأخبرهم عن القيامة معلقين لفترة طويلة.
6 ـ ولكن بينما أقواله لا تزال تَرِنْ فى آذانهم، وعيونهم لا تزال في حالة توقع وعقولهم معلّقة حائرة، وإذ الذين قتلوه لا يزالون أحياءً على الأرض وفى المكان نفسه، ويمكن أن يشهدوا بموت جسد الرب؛ فإن ابن الله نفسه ـ بعد فترة ثلاثة أيام ـ أظهر جسده الذى قد مات غير مائت وعديم الفساد. وقد اتضح للجميع أن الجسد قد مات ليس بسبب أي ضعف فى طبيعة الكلمة الذى اتحد بالجسد، بل لكى يُباد الموت فيه (في الجسد) بقوة المخلّص [26].
الفصل السابع والعشرون
مقدمة
التغيير الذى أتمه الصليب في علاقة الإنسان بالموت.
1 ـ إن كان كل تلاميذ المسيح يزدرون بالموت وجميعهم يواجهونه بقوة، ولم يعودوا بعد يخشونه [27]، بل بعلامة الصليب وبالإيمان بالمسيح يطأونه كميت، فإن هذا برهان غير قليل، بل بالحرى دليل واضح على أن الموت قد أُبيد [28] وأن الصليب قد صار هو الغلبة عليه [29]، وأن الموت لم يَعُد له سلطان [30] بالمرة بل قد مات حقًا [31].
2 ـ فقديما، قبل المجىء الإلهي للمخلّص، كان الموت مرعبًا حتى بالنسبة للقديسين، وكان الجميع ينوحون على الأموات كأنهم هلكوا [32]. أما الآن، بعد أن أقام المخلّص جسده، لم يَعُد الموت مخيفًا [33] لأن جميع الذين يؤمنون بالمسيح يدوسونه كأنه لا شئ [34]، بل بالحرى يُفضّلون أن يموتوا على أن ينكروا إيمانهم بالمسيح، لأنهم يعرفون بكل يقين أنهم حينما يموتون فهم لا يفنون بل بالحرى يحيون عن طريق القيامة ويصيرون عديمي فساد [35].
3 ـ أما ذلك الشيطان الذى بخبثه فرح قديمًا بموت الإنسان [36] فإنه الآن وقد نُقِضت أوجاع الموت [37] ، فالوحيد الذى يبقى [38] ميتًا حقًا هو الشيطان، والبرهان على هذا هو أن الناس ـ قبل أن يؤمنوا بالمسيح ـ كانوا يرون الموت مفزعًا ويجبنون أمامه، ولكنهم حينما انتقلوا إلى إيمان المسيح وتعاليمه فإنهم صاروا يحتقرون الموت احتقارًا [39] عظيمًا لدرجة أنهم يندفعون [40] نحوه بحماسة ويصبحون شهودًا للقيامة التى انتصر بها المخلّص عليه.
إذ بينما لا يزالون صغار السن فإنهم يدرّبون أنفسهم بجهادات ضد الموت، مسارعين إليه، ليس الرجال منهم فقط بل والنساء أيضًا.
وقد صار الشيطان ضعيفًا حتى أن النساء اللواتي انخدعن منه قديمًا، فإنهن الآن يسخَرون منه كميت وعديم الحركة.
4 ـ وكما يحدث حينما يهزم ملك حقيقي طاغية ويربط يديه ورجليه، فحينئذ يهزأ به كل العابرين، ويضربونه ويزدرون به ولا يعودون يخافون غضبه ووحشيته، بسبب الملك الذى غلبه،
هكذا الموت أيضًا إذ قد هزمه المخلّص وشهّر به على الصليب وربط يديه ورجليه، فإن جميع الذين هم فى المسيح، إذ يعبرون عليه، فإنهم يدوسونه وفى شهادتهم للمسيح يهزأون به، ويسخرون منه [41]، مردّدين ما قد قيل عنه فى القديم " أين غلبتك يا موت، أين شوكتك [42] يا هاوية" [43].
الفصل الثامن والعشرون
مقدمة
هذه الحقيقة الفريدة تختبر عمليًا. وعلى الذين يشكّون فيها أن يؤمنوا بالمسيح ليروا بأنفسهم.
1 ـ وحينما يحتقر الشبّان والشابّات الذين فى المسيح هذه الحياة ويرحبون بالموت، فهل يكون هذا إذن برهانًا هينًا على ضعف الموت؟ أو هل هو إيضاح ضئيل للنصرة التى حققها المخلّص عليه؟ [44]
2 ـ فالإنسان بطبيعته يرهب الموت ويخشى انحلال الجسد. ولكن المدهش جدًا أن مَنْ قد تسلّح بالإيمان بالصليب فإنه يحتقر كل ما هو مفزع بالطبيعة، ومن أجل المسيح فإنه لا يخاف الموت.
3 ـ وعلى سبيل المثال، فإن خاصية النار الطبيعية هى الإحراق. فإن قال أحد إن هناك مادة لا تخضع لقوة إحراق النار بل بالحرى تُثبْت أن النار ضعيفة كما يقول الهنود عن مادة الأمينت [45] (أى الاسبستوس)، ومن لا يصدّق هذه الرواية، فعليه إن أراد أن يختبرها أن يرتدى حُلّة من هذه المادة ويتعرض بها للنار، ليتأكد من ضعف النار أمام الأمينت.
4 ـ أو إن أراد أحد أن يرى الطاغية موثقًا فعليه أن يذهب إلى مملكة ذاك الذى قهره ليرى الطاغية المفزعِ للآخرين وقد صار ضعيفًا [46].
وهكذا أيضًا فإن كان هناك شخص لا يزال متشككًا، حتى بعد هذه البراهين الكثيرة وبعد أن استشهد كثيرون لأجل المسيح، وبعد الاحتقار للموت الذى يُظهره كل يوم أولئك الذين لهم حياة متلألئة فى المسيح، وإن هذا الشخص لا يزال عقله متشككًا فى أن الموت قد أُبيد وانتهى، وإن كان يتعجب من أمر عظيم كهذا، فدعه لا يكون عنيدًا فى تشككه، ولا يقسّي قلبه أمام أمر واضح جدًا كهذا الأمر.
5 ـ بل كما أن الشخص الذى ارتدى حلة الأمينت يدرك ضعف النار أمام هذه المادة، وكذلك مَنْ يريد أن يرى الطاغية مربوطًا عليه أن يذهب إلى مملكة الذى قهره، هكذا بالمثل أيضًا فإن مَنْ يتشكّك فى الغلبة التى تمت على الموت، فعليه أن يقبل إيمان المسيح ويدخل إلى تعليمه [47]، وسوف يرى بنفسه ضعف الموت والنصرة التى تمت عليه. لأن كثيرين ممن كانوا فيما مضى متشككين ومستهزئين قد آمنوا فيما بعد، وهكذا احتقروا الموت لدرجة أنهم صاروا شهداء لأجل المسيح نفسه [48].
ترجمة عن الاصل اليونانى – المقدمات - التعليقات
ترجمة عن الاصل اليونانى – المقدمات - التعليقات
للاستاذ الدكتور / جوزيف موريس فلتس
دكتوراة فى العلوم اللاهوتية
باحث بالمركز الارثوذوكسى للدراسات الابائية بالقاهرة
دكتوراة فى العلوم اللاهوتية
باحث بالمركز الارثوذوكسى للدراسات الابائية بالقاهرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الذين هم من خارج “oƒ œxwqen “ تعبير شائع استخدامه في العهد الجديد لوصف غير المسيحيين. غلا13:3، تث 23:21.
[2] المجادلات هى سِمة من سِمات الفلاسفة. انظر فصل 50 وأيضًا كان يثيرها الهراطقة. انظر المقالات ضد الآريوسيين1/ 6 ، 2/ 1 ،3/ 10 .
[3] تعبير"أن يسأل" zhte‹n هو تعبير تقنى فلسفى خاص بعملية البحث والتحرى عن أمر ما، ويوضح القديس أثناسيوس مصادر المعرفة التي هى الكتب المقدسة وتعاليم الآباء في فصل 56/ 2, 1 .
[4] عندما أشار القديس أثناسيوس إلى قصة السقوط في فصل4، لم يذكر أن الإنسان قد لُعن، بينما يذكر سفر التكوين إصحاح4 أن الحيّة هى التي لُعنت، أما الإنسان فقد عوقب بالموت. ما يذكره القديس أثناسيوس هنا له أساس كتابى أيضًا من رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية إصحاح 13:3.
[5] أفسس14:2.
[6] السبب الثانى لموت المسيح على الصليب هو رفع الحاجز بين اليهود والأمم. ولقد استخدم القديس أثناسيوس هنا الفعل " نقض lÝein " وهو فعل يناسب في اليونانية كلمة " فدية lÝtron " التي يصف بها موت الرب عن الجميع، كما يلاحظ أن القديس أثناسيوس قد استخدم تعبيرًا يونانيًا آخر لكلمة "فدية" وذلك في فصل9/ 2 .
[7] أف 14:2.
[8] يتبع القديس أثناسيوس فكر القديس إيريناوس (ضد الهرطقات17:5.4) في أن المسيح بسط ذراعيه على الصليب لجذب اليهود بذراع والأمم بذراعه الآخر.
[9] يو 32:12.
[10] في موضع آخر يوضح القديس أثناسيوس سبب سقوط الشيطان. ففي سياق حديثه عن البدعة الآريوسية يصف أفكار الآريوسيين القائلة بعدم وحدة جوهر الآب والابن بأنها أفكار شريرة، فالقديسون وبالأكثر الملائكة يؤمنون بألوهية الابن، أما الشيطان فهو شرير ومخالف لهذه العقيدة وهذا هو سبب سقوطه (راجع القديس أثناسيوس عن مجمعى أرمينيا وسيلفكيا 48) وهناك يستخدم القديس أثناسيوس آية إنجيل لوقا 18:10 " فقال لهم يسوع: رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق ".
[11] تمثل " الأجواء السفلى " مكان تواجد الشيطان وذلك حسب تصور العصر المسيحى المبكر. انظر على سبيل المثال أوريجانوس: المبادئ 2، 11، 6. وفي الحقيقة فإن هذا التصور يرجع إلى الفلاسفة اليونانيين (انظر أفلاطون في t£maioj 127-136). ويوضح القديس أثناسيوس نصرة السيد المسيح على الشياطين وطرده للأرواح الشريرة في الفصل 48. بينما يذكر كل حيل وضلالات الشياطين وصراعاتهم في الفصل 47.
[12] السبب الثالث لموت المسيح عن طريق الصليب هو رفع الحاجز الذي وضعه الشيطان بين السماء والأرض. إذ أنه بمشورة الشيطان وبحسد إبليس جلب البشر على أنفسهم الموت والفساد (انظر فصل 5). انظر أيضًا ما ذكره القديس أثناسيوس في كتابه "حياة أنطونيوس " عن الرؤيا التي رآها القديس أنطونيوس عن مقاومة الأرواح الشريرة للنفوس الصاعدة إلى السماء (حياة أنطونيوس 65، 66).
[13] أف 2:2 سبق لأوريجانوس استخدام هذا النص كشاهد كتابى على وجود الشياطين في أجواء الهواء السفلية (المبادئ 2، 11، 6).
[14] انظر لو18:10.
[15] عب 20:10 انظر أيضًا المقالة الثانية ضد الآريوسيين. فقرة 65 حيث يشرح القديس أثناسيوس هذه الآية في إطار دفاعه عن ألوهية الابن.
[16] الضربة التي وُجهت للشياطين تَكمُن في فضح غواياتهم التي أضلت البشر وقادتهم للهلاك وعندما تم فضح الشيطان عاد البشر إلى معرفة الله الحقيقية.
[17] لو 18:10.
[18] هذا التعبير متأثر بما جاء في عب20:10 " فإذا لنا أيها الاخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع طريقًا كرَّسه لنا حديثًا حيًا بالحجاب أى جسده "، انظر أيضًا الرسالة إلى ادلفيوس 7، الرسالة الفصحية رقم 22، حياة أنطونيوس 22 حيث يكرّر القديس أثناسيوس المعنى نفسه.
[19] مز 7:24.
[20] يشرح القديس أثناسيوس هذه الآية بالتفصيل في سياق رده على الآريوسيين الذين أنكروا ألوهية الكلمة جاعلين إياه ضمن المخلوقات. انظر المقالة الأولى ضد الآريوسيين. فقرة 41.
[21] يقصد "بمخلوقاته" الأبواب الدهرية.
[22] هذه الفقرة تلخص ما تم شرحه بالتفصيل في الفصول من 21ـ25.
[23] انظر فصل 19/ 3 .
[24] انظر فصل 21/ 7 .
[25] يمكن مقارنة الفقرات 2ـ4 بما جاء في الفصل 16 فقرة 4 " ولهذا السبب أيضًا فإنه لم يتمم ذبيحته عن الكل بمجرد مجيئه مباشرةً بتقديم جسده للموت ثم إقامته ثانية، لأنه لو فعل ذلك لجعل ذاته غير ظاهر، ولكنه صيّر نفسه ظاهرًا جدًا بتلك الأعمال التي عملها وهو في الجسد والمعجزات التي أظهرها، وبذلك صار معروفًا أنه ليس بعد مجرد إنسان فقط بل هو الله الكلمة. أى أن السيد المسيح لم يتمم ذبيحته عن الكل " في الحال " كما أنه لم يُظهر قيامته " في الحال " بعد موته، وفي كلتا الحالتين أراد أن يتيقن الجميع أنه الله " الكلمة " الذي ظهر في الجسد.
[26] الجملة الأخيرة تلخص وتشدد على كل ما جاء في فصل 21.
[27] انظر فصل 28/ 2 .
[28] الموت الذي من نتيجته " انحلال الجسد " (28/ 2) وانفصال النفس عن الجسد (ضد الوثنيين 2:33) هو نفسه قد أُبيد ومات.
[29] عن أن موت الصليب هو علامة نصرة على الموت. انظر فصل 22.
[30] عن سيادة الموت وسلطانه كملك على البشر بعد سقوطهم. انظر فصل 4/4، فصل8/ 2. وفي فصل 10/ 1 يعطى القديس أثناسيوس الموت تشبيهًا آخر أنه لص سطا على مدينة الملك.
[31] عن أن الموت الذى اختاروه للمسيح للمبالغة في تحقيره كان بالذات علامة للانتصار على الموت نفسه انظر فصل 24/ 4.
[32] يصف القديس أثناسيوس ما كان يفعله البشر قديمًا حيال الأموات منهم. انظر ضد الوثنيين10/ 3 .
[33] يسجل يوستينوس المدافع والشهيد موقف المسيحيين وعدم خوفهم من الموت قائلاً: "لأنى أنا أيضًا عندما كنت بعد أدرس تعاليم أفلاطون، وكنت أرى المسيحيين المفترى عليهم وهم غير خائفين من الموت ولا من الأشياء التي ترهب الإنسان، تيقنت أنه من المستحيل أن تكون حياة هؤلاء الناس مليئة بالشرور والملذات كما يُفترى عليهم " (الدفاع الثانى 12/ 1).
[34] الموت الذي كان يهدد البشر بالفناء والعدم أصبح بواسطة المسيح كالعدم " وكأنه لا شئ "، ولم يَعُد المؤمنون بالمسيح يعيشون تحت تهديد الفناء والعدم بالموت.
[35] انظر فصل 21/ 1 .
[36] الشيطان كان يحسد الإنسان على عطية عدم الموت ولهذا يذكر القديس " أثناسيوس أن الموت دخل إلى العالم بحسد إبليس " انظر فصل5/ 2 .
[37] انظر أع 24:2.
[38] يستخدم القديس أثناسيوس نفس الفعل "يبقى" في فصل 5:4 ليصف حالة الإنسان بعد السقوط.
[39] يعود القديس أثناسيوس للحديث عن شجاعة الشهداء في مواجهة الموت وذلك في الفصول29، 48
[40] يستخدم القديس أثناسيوس فعل “ Ðrm£n “ " يندفعون " في فصل 2:31 من مقالته ضد الوثنيين وذلك ليفرّق بين الإنسان العاقل والمخلوقات غير العاقلة (الحيوانات) فيقول: ".. إن الإنسان هو وحده الذي يفكر فيما هو خارج عن نفسه، ويعلّل الأشياء غير الموجودة أمامه فعلاً ويتأمل ويختار الأفضل، لكن الحيوانات غير العاقلة ترى فقط ما هو أمامها ولا تستجيب إلاّ بما تقع عليه أعينها حتى لو كانت النتائج ضارة بها. بينما لا "يندفع .... " الإنسان بمجرد رؤيته لشئ ما بل يحّكم فكره فيما يراه بعينيه "، والقصد واضح من استخدام القديس أثناسيوس لنفس الفعل في سياق حديثه عما يفعله المؤمنون بالمسيح تجاه الموت، إذ يريد أن يوضح أن رد فعلهم أمام الموت ليس بلا وعى بل بإدراك حقيقى وإيمان أن الموت لا سلطان له عليهم بعدما أُبيد بموت المسيح وقيامته.
[41] في فصل 4:55 يعطى القديس أثناسيوس، الملك تشبيهًا آخر ليوضح به أيضًا خضوع البشر للملك الحقيقى وتركهم للطاغية المزيف.
[42] كلمة شوكة في الأصل اليونانى هى "TÒ kšntron " وتعنى "ذَنبَ" العقرب أو "ذَنبَ" النحلة الذى يلدغ . والمعنى هنا في الآية أنه بقوة المسيح أُبطلت قدرة الموت والهاوية على إيذاء المؤمنين بالمسيح. وهذه الآية وردت في رسالة بولس الرسول إلى أهل كورنثوس الأولى هكذا " أين شوكتك ياموت أين غلبتك يا هاوية" 1كو 55:15. راجع فصل 21 فقرة 2.
[43] هوشع 14:13.
[44] يتساءل القديس أثناسيوس في فصل 50/ 2 قائلاً: لقد ألّف الفلاسفة اليونانيون كتابات كثيرة بحكمة واضحة ومهارة، فما هى البراهين التي توضح أن تأثير فعل هذه الكتابات كالتأثير العظيم الذي فعله صليب المسيح؟ والشئ المهم عند القديس أثناسيوس هو أن المرء ليس محتاجًا أن يكون فيلسوفًا بالمرة كى يكون قادرًا على الترحيب بالموت. فالمسيح قادر أن يعطى الأطفال هذه الامكانية، انظر أيضًا فصل 27، فصل 47/ 5 .
[45] مادة الأمينت هى مادة غير قابلة للاشتعال وعازلة وكانت معروفة منذ ذلك الزمان وكانت تستورد من الهند.
[46] استُخدم هذا التشبيه من قبل في الفصل السابق فقرة 4. حيث كان الحديث عن عدم خوف البشر من غضب ووحشية ذلك الطاغية بعد تقييده. أما هنا فالحديث هو عن ذلك المكان الذي يظهر فيه ضعف الطاغية ويجب على مَن يرغب في رؤية تلك الحقيقة أن يذهب إلى " مملكة ذاك الذي قهره " أى الكنيسة ليراه وقد صار ضعيفًا.
[47] تَجدُر المقارنة هنا بين " عليه أن يذهب إلى مملكة الذي قهره " وبين " عليه أن يقبل إيمان المسيح ويدخل إلى تعليمه " واستخدام فعلى " يذهب "، " يدخل " موفق جدًا ولا يخلو من الإشارة إلى" مكان " وواضح أنه يقصد الكنيسة التي تصبح فيها تعاليم المسيح حياة لكل المؤمنين به.
[48] هنا يشدّد القديس أثناسيوس على الخبرة الشخصية.