رجاء الروح

" لا يدين ( لا يسكن ) روحى فى الإنسان إلى الأبد ." ( تك 6 : 3 ) 
وإن كف روح الله عن مؤازرة الإنسان عامة فليس دائماً ، لأنه سيكون هناك سلام للروح فى النهاية ، إذ لا يمكن أن تدوم قوتان متضادتان !! لابد أن تنتصر واحدة وتصبح الكل فى الكل .
 فهل يمكن أن تكون هى الجسد ؟ أم تكون الروح ؟ 
الطوفان يجيب مبدئياً على هذا السؤال . فكل جسد متمرد تحطم ، وكل الشهوات الحيوانية غرقت مع أرتفاع ينابيع الغمر ، وكل فجور العالم آنئذ دًفن تحت الأمواج العاتية .
وأخيراً ، ساد الحب وتسلط ونجا الإيمان حاملاً الروح فى فلك النفس . 
أيتها الروح المجيدة التى لله ، التى أستُعلنت وسط ظلام الفيضان ، لقد كنت كحمامة مُبشِّرة بالسلام والراحة فوق المياه ، ولكنكِ تخبرين عن راحة أعظم من تلك التى على جبال أرارات ،
 عندما تحين الأوقات التى لا يكون فيها بحر ولا غمر ولا خوف ولا خطيه . 
إنك تخبرين عن صيف لا عواصف ، عن صباح مُشرق إلى الأبد بلا سحاب ، عن لحظات أبدية بلا خوف .
لقد كان " قوس قزح " ، الذى أقيم كعهد وسط المياه ، ذى السبعة ألوان ، رمزاً لسبعة أرواح الله .
 فذاك كان وعداً بالإنعتاق من عقوبة الجسد ، أما أنت فلما أشرقت على الأردن ، صرت ضماناً للإنعتاق من الخطية إلى الأبد ، أما كمال وعدك بالخلاص فسيتم حتماً عندما تتحقق الرؤيا فى بطمس
+++ 
صلاة... 
يا روح الله ، لماذا أنا فى حرب معك ؟ مع أنه ليس فى الخليقة من يعصاك !! 
تتحدث أن الطبيعة كلها تطيع ناموسك الذى وضعته لها ، 
أما قلبى فقد عجز وحده أن يقول : " فلتكن مشيئتك " ! 
أنا الذى خلقتنى لأكون معجزة الكون ، وقفتُ وحدى وسط الخليقة كلها أتصارع معك ! مع أنى فى أشد الحاجة أن أخضع لك وأذعن لتدبيرك . 
أتوسل إليك ، أيها الروح القدس ، روح المسيح ، روح الآب ! 
أهزم أرادتى حتى ينتهى عصيانى ، وأخضع قلبى لك حتى أسير وفق ناموسك . 
وحد قصدى مع قصدك ، حتى أتصالح مع كل شئ ، فتعمل الأشياء كلها للخير لحياتى معك . 
دعنى أعرف الفرح ، لكى أكون بغير شذوذ وسط الكون الحى ، 
فلا أتدخل وأفسد ترتيب عملك الذى صنعته يداك المباركتان . 
إن كل الأشياء سوف تمجدك معى ، عندما أكف عن عصيانى لناموسك .


الاب / متى المسكين +
راهب من الكنيسة القبطية 
والاب الروحى لدير القديس انبا مقار ببرية شهيت
عن كتاب : الرؤية الالهية للاعياد الكنسية
 الروح القدس الرب المحيى