واقعية الروح

" فقال فرعون لعبيده : هل نجد مثل هذا رجلاً فيه روح الله ؟ " ( تك 41 : 38 ) 
لقد كان فرعون عالمياً ، فكيف يستطيع أن يحترم رجلاً كان ينتمى إلى الله وإلى عظم الأتساع والأبدية ؟ 
إن السبب فى ذلك هو أن روح الله ، كما الأبدية ، يحتوى الساعة الحاضرة كجزء منها .
فروح الذى له سلطان الأبدية الخالدة ، له أيضاً بالضرورة تدبير الزمن الحاضر وكفاءته ؛ وهو ظاهر كما فى أمور الله ، كذلك فى أمور الناس . 
إذا لم تكن ترى أبعد منك ، فأنت لا تُناسب مصر ، ولا تصلح لفرعون ، ولا تنفع فى المجاعة المُقبلة على البلاد . ولكن إن كنت ، بالروح ، ترى ما لا يرى ، فأنت رجل الساعة أكثر من هؤلاء الذين يدعون أنهم " رجال العصر " . 
والذى يريد أن يدفع العصر الذى يعيش فيه أمامه ، يجب أن يسبقه بالرؤيا التى لا تخطئ ، لأن العالم الحاضر يُضئ الآن بواسطة النور الآتى من الأبدية ، المنعكس على القلوب الأمينة
                              +++
صلاة ....
فيا روح المسيح ، أجعلنى نور للأرض التى أسكن فيها . 
لقد تعودت أن أسألك من أجل أمور الحياة الحاضرة . 
أتوسل إليك أن تعدنى للحياة الأبدية ، 
حتى أكون نوراً للذين يطلبون شهادة الدهر الآتى ، 
وأصلح أن أعطى مشورة نافعة لحياة الناس . 


الاب / متى المسكين + 
راهب من الكنيسة القبطية 
والاب الروحى لدير القديس انبا مقار ببرية شهيت 
عن كتاب : الرؤية الالهية للاعياد الكنسية