لقد كان فرعون عالمياً ، فكيف يستطيع أن يحترم رجلاً كان ينتمى إلى الله وإلى عظم الأتساع والأبدية ؟
فروح الذى له سلطان الأبدية الخالدة ، له أيضاً بالضرورة تدبير الزمن الحاضر وكفاءته ؛ وهو ظاهر كما فى أمور الله ، كذلك فى أمور الناس .
إذا لم تكن ترى أبعد منك ، فأنت لا تُناسب مصر ، ولا تصلح لفرعون ، ولا تنفع فى المجاعة المُقبلة على البلاد . ولكن إن كنت ، بالروح ، ترى ما لا يرى ، فأنت رجل الساعة أكثر من هؤلاء الذين يدعون أنهم " رجال العصر " .
والذى يريد أن يدفع العصر الذى يعيش فيه أمامه ، يجب أن يسبقه بالرؤيا التى لا تخطئ ، لأن العالم الحاضر يُضئ الآن بواسطة النور الآتى من الأبدية ، المنعكس على القلوب الأمينة .
+++
صلاة ....
فيا روح المسيح ، أجعلنى نور للأرض التى أسكن فيها .
لقد تعودت أن أسألك من أجل أمور الحياة الحاضرة .
أتوسل إليك أن تعدنى للحياة الأبدية ،
حتى أكون نوراً للذين يطلبون شهادة الدهر الآتى ،
وأصلح أن أعطى مشورة نافعة لحياة الناس .
الاب / متى المسكين +
راهب من الكنيسة القبطية
والاب الروحى لدير القديس انبا مقار ببرية شهيت
عن كتاب : الرؤية الالهية للاعياد الكنسية