+ " عندما حلت عليهم الروح تنبأوا " .
إن حلول الروح يفك عقدة اللسان المربوط بعجز الخطيئة ، ويجلى الرؤيا أمام العين التى تعتمت بالشهوة .
هذا هو ناموس نظرة الروح الداخلية .
أو لماذا رأى أسطفانوس السماء مفتوحة وابن الإنسان جالساً عن يمين الله ؟ أليس ذلك بسبب أن الروح كان حالاً عليه ؟
والروح وديع هادئ ، كالحمامة ، وفى الوداعة والهدوء تنظر العين ما لم تكن تراه !!
هناك مئات من الأشياء الروحية العجيبة تحيط بى ، ومع هذا لا أستطيع أن أراها ، إذا كان يعوزنى الهدوء والوداعة .
لماذا كانت هاجر تعانى البؤس والشقاء فى الصحراء ؟ وبئر الماء كان أمام عينيها مباشرة ، ومع ذلك تاهت عن رؤيتها ؟ لم تكن إرادة النظر التى منعتها من الرؤية ولكن حاجتها إلى حلول الروح !! أو بالحرى إلى الهدوء والوداعة .
الحزن والكآبة يفسدان العين الجسدية ، فما بالك بعين الروح ؟ اليأس يبدد الخيرات والنعم من محيط الرؤيا ، ويخفى منظر الله الواقف أمامنا . وعندما يحل الروح ، نرى ما لم نكن نراه ، ولكن عندما نحاول أن نزيد الرؤيا تكف وتتلاشى .
صلاة...
أيها الروح الذى يحل فى القلب ، فترى العين ما يرى ، وينطق اللسان برجاء الخلاص ،
إنى أنتظرك ، وأعد قلبى لمجيئك كل يوم ، وأهيئ قلبى بالشكر مقدماً ، وأعد لسانى بالتسبيح .
تكلم ، يا روح الله ، بالسلام لنفسى ،
حتى أتيقظ للأنغام العذبة التى تعزف حولى بعجئب الله التى تحيط بى .
تكلم باللسان لنفسى ،
حتى أستطيع فى أحرج ساعات ظلمتى أن أرى السلم القائم بين الأرض والسماء والملائكة آتية إلى من فوق .
تكلم ، يا روح الله ، بالسلام لنفسى ،
حتى أدرك فى شدة حيرتى أن هناك سبعة آلاف ركبة حولى ، تسجد لك فى الخفاء ، فأتنبأ برحمتك ، التى تفوق عجز الإنسان .
الاب / متى المسكين +
راهب من الكنيسة القبطية
والاب الروحى لدير القديس انبا مقار ببرية شهيت
عن كتاب : الرؤية الالهية للاعياد الكنسية
الروح القدس الرب المحيى