إعلان الروح

" فلما حلت عليهم الروح تنبأوا ، ولكنهم لم يزيدوا . " ( عدد 11 : 25 ) 
+ " عندما حلت عليهم الروح تنبأوا " . 
إن حلول الروح يفك عقدة اللسان المربوط بعجز الخطيئة ، ويجلى الرؤيا أمام العين التى تعتمت بالشهوة . 
إن أوقات الإعلانات والرؤى هى أوقات إنفتاح الذهن . أصمت وأنتظر بإيمان وأنت ترى الله . 
هذا هو ناموس نظرة الروح الداخلية .
 أو لماذا رأى أسطفانوس السماء مفتوحة وابن الإنسان جالساً عن يمين الله ؟ أليس ذلك بسبب أن الروح كان حالاً عليه ؟ 
والروح وديع هادئ ، كالحمامة ، وفى الوداعة والهدوء تنظر العين ما لم تكن تراه !! 
هناك مئات من الأشياء الروحية العجيبة تحيط بى ، ومع هذا لا أستطيع أن أراها ، إذا كان يعوزنى الهدوء والوداعة .
لماذا كانت هاجر تعانى البؤس والشقاء فى الصحراء ؟ وبئر الماء كان أمام عينيها مباشرة ، ومع ذلك تاهت عن رؤيتها ؟ لم تكن إرادة النظر التى منعتها من الرؤية ولكن حاجتها إلى حلول الروح !! أو بالحرى إلى الهدوء والوداعة . 
الحزن والكآبة يفسدان العين الجسدية ، فما بالك بعين الروح ؟ اليأس يبدد الخيرات والنعم من محيط الرؤيا ، ويخفى منظر الله الواقف أمامنا . وعندما يحل الروح ، نرى ما لم نكن نراه ، ولكن عندما نحاول أن نزيد الرؤيا تكف وتتلاشى . 
صلاة... 
أيها الروح الذى يحل فى القلب ، فترى العين ما يرى ، وينطق اللسان برجاء الخلاص ، 
إنى أنتظرك ، وأعد قلبى لمجيئك كل يوم ، وأهيئ قلبى بالشكر مقدماً ، وأعد لسانى بالتسبيح . 
تكلم ، يا روح الله ، بالسلام لنفسى ،
 حتى أتيقظ للأنغام العذبة التى تعزف حولى بعجئب الله التى تحيط بى . 
تكلم باللسان لنفسى ،
 حتى أستطيع فى أحرج ساعات ظلمتى أن أرى السلم القائم بين الأرض والسماء والملائكة آتية إلى من فوق . 
تكلم ، يا روح الله ، بالسلام لنفسى ،
 حتى أدرك فى شدة حيرتى أن هناك سبعة آلاف ركبة حولى ، تسجد لك فى الخفاء ، فأتنبأ برحمتك ، التى تفوق عجز الإنسان . 



الاب / متى المسكين + 
راهب من الكنيسة القبطية 
والاب الروحى لدير القديس انبا مقار ببرية شهيت 
عن كتاب : الرؤية الالهية للاعياد الكنسية 
الروح القدس الرب المحيى