، ولكن ليس الروح هو الذى يلقينا على الجبال ؛ بل كبرياؤنا ، ولا هو الذى يسقطنا فى حضيض الأودية ؛ بل يأسنا وصغر نفوسنا .
فعلى الإنسان الذى يُصادق الروح القدس ، أن يحذر من هذين الخطرين :
خطر الزهو والأعتداد بالذات ، وخطر اليأس وصغر النفس .
لأنه بينما يكون الروح صاعداً بنا إلى علو التأمل والصلاة ، وبينما تنتابنا أفكار الزهو والخيلاء ، فنسقط على شوامخ جبال الرؤى والتجليات والأحلام ، حيث يفصلنا عن الواقع مخاطر النزول ؛
لأنه بينما يكون الروح صاعداً بنا إلى علو التأمل والصلاة ، وبينما تنتابنا أفكار الزهو والخيلاء ، فنسقط على شوامخ جبال الرؤى والتجليات والأحلام ، حيث يفصلنا عن الواقع مخاطر النزول ؛
فلا يمكن أن نعود إلى أتضاعنا السهل ، إلا بالمحن والأنحدار تلو الأنحدار !!
كذلك بينما يكون الروح حاملاً النفس فى مركبته النارية الملتهبة ، وقد أحتواها بحرارة العبادة ، والغيرة المتقدة ، ثم يحدث أن تميل إلى اليأس والشك من صعودها وتتمسك برُبُط خطاياها ، وتفقد رجاءها ؛
حينئذ يتخلى عنها الروح ، فتقع فى حضيض الدنيا ، وتلتصق بتراب الأرض ، حيث يفصلها عن حقيقة الروح والحياة الأبدية هوة سحيقة ، وبحر اليأس ، الذى لا يمكن عبوره إلا على دم المسيح !!
صلاة ...
فيا روح الله ، الذى أصعد إيليا إلى السماء على مركبته النارية ، أعطنى إتضاع المسيح ،
الذى أصعده من تراب القبر إلى عرش الله .
حقق فىَّ رجاء المسيح ووعده ،
خُذ منه وأعطنى ، خذ مما له وحصنى ، لأن الصعود بالروح شاق شاق جداً ، لإنسان يحمل ثقل خطاياه .
إن كان العشار المبرر لم يستطيع أن يرفع عينيه إلى السماء ، فكيف ترتفع روحى لتبلغ الله ؟ وإن كان التلميذ الغيور صرخ أنه غير مستحق لأن يقترب الرب إلى سفينته ، فكيف أبلغ أنا حضرة القدير ؟
وإن كان الصعود شاقاً بهذا المقدار ، فأحتمال السقوط من بعد الصعود أشق وأخطر .
فيا روح الله ، أمنى ضد الزهو والكبرياء .
الناس فى العالم يؤمّنون حياتهم ضد الفقر والعوز والذلة ، ولكن أمنى أنت ضد الغنى والعظمة والكرامة .
أمنى ضد نفسى حتى لا تطلب العزة التى لله وحده .
أمنى ضد الأرتفاع الخاطئ ، لئلا أسقط ، ويكون سقوطى عظيماً .
أحملنى فى مركبتك الخفيفة ، التى تلغى ثقلى ، وأحتوينى بحراراتك التى تعزلنى عن العالم ، فأرتفع حيث تشاء!
الاب / متى المسكين +
راهب من الكنيسة القبطية
والاب الروحى لدير القديس انبا مقار ببرية شهيت
عن كتاب : الرؤية الالهية للاعياد الكنسية