+ " ولما جاءوا إلى هناك ... إذا بزمرة من الأنبياء لقيته " .
ما أعظم فعل الجماعة على النفس الضعيفة ، وما أحلى إجتماع الإخوة فى عين الروح .
إذ لما أجتمعوا لم يكن من مانع لدى الروح لكى يحل على هذه الزمرة ، ويحل أيضاً على شاول . هكذا تنحصر النفس الضعيفة فى مجال الأقوياء فتقوى ؛ وتتبارك الروح السقيمة وسط الكنيسة وتتقدس .
الروح لما يحل يأخذ من القوى ويعطى الضعيف . فالضعيف يتشدد والقوى يزداد قوة !!
ما أغنى الروح وما أكثر أتضاعه ، لأنه دائماً أبداً لا يعطى من ذاته ، فإنه لا يزال يأخذ من المسيح ويعطينا .
وها هو مستتر فى الكنيسة ، لا يعمل إلا من خلال الوسائط المقدسة !!
ولكنه لا ينحصر داخل الكنيسة ، فإنه يتابع القديسين أينما ساروا ، وأينما حلوا ، يقدس لهم القفار والجبال ، ويجعل من " جبعة " معبداً لله .
إنه ليس الجبل الذى يقدس ، ولا الصوت البشرى هو الذى يحول .
فالأماكن التى تبدو لك مقدسة اليوم لم تكن مقدسة بالأمس ، والتى كانت مقدسة بالأمس ليست مقدسة الآن .
والكلمات التى تدخل إلى قلوبنا البهجة فى المساء ، ربما كانت بلا فاعلية فى الصباح !!
فالله يختار وسائطه المقدسة بنفسه ،
فالله يختار وسائطه المقدسة بنفسه ،
ويختار الأشياء الخاصة به ، لكى يتقدس فيها ويقدس بها من يشاء . وما على الإنسان إلا أن يعد قلبه دائماً ويميل بأذنه ، لعله يصيب فى القفر ما لم يصبه فى القدس ، ويسمع فى اليأس ما لم يسمعه فى أبهج ساعات العمر !!
صلاة ...
يا روح المسيح ، قدس الدنيا التى أعيش فى وسطها .
قدس الجبل والوادى والصحبة وكل الجماعة ، حيث أحيا كل يوم وأعمل .
أجعل أذنى تلتقط رسالتك وسط ضجيج هذا العالم ،
حتى أفرز صوتك الحلو من بين آلاف الأصوات التى أسمعها .
وأفتح عينى ، لأكتشف قداسة الناس حولى ، فلا أعدم زمرة الأنبياء كل حين ،
إذ أجدها فى إخوتى وأحبائى وزملائى وكل الناس ، أينما كانوا .
فقط ، أكشف لى حضرتك فى وسط الزمان والمكان ، فينطلق لسانى بالحديث عنك ، وبتسبيحك وشكرك ، فى وقت مناسب وغير مناسب .
الاب / متى المسكين +
راهب من الكنيسة القبطية
والاب الروحى لدير القديس انبا مقار ببرية شهيت
عن كتاب : الرؤية الالهية للاعياد الكنسية