يوجد غضب بشرى ، ويوجد غضب إلهى .
غضب الإنسان لا يصنع بر الله ، ولا يوافق قصد مشيئته ، لأنه من حركة النفس عندما تحقد وتثور لذاتها ، ذلك لأنها تستاء من الألم .
الغضب المقدس يتفجر من الروح فى القلب ،
عندما يحمى غضب الروح فى قلب الإنسان ، ينسى نفسه ، ويطلب ما لله .
وعندما يهيج القلب بالغضب المُفسد ، ينسى الإنسان الله ، وكل ما هو لله ، ولا يذكر إلا نفسه ، وما أصاب كرامته .
عندما غضب الله لنفسه ، يهتف له الأبرار ، لأنه مستحق كرامة ومجداً . وعندما يغضب الإنسان لنفسه ، يبكى القديسون ، لأن إسم الله يُهان !!
صلاة ...
فيا روح المسيح ، يا من أتيت لكى تقدس كل غرائز طبيعتى لله ، قدس غضبى لك ، ليمجدك ، ويخدم برك .
لقد أتيت لا لكى تهلك بل لتخلص .
فلا تطفئ شجاعتى ، التى تدفعنى للغضب المفسد ، بل أشعلها بروحك لكى تنقاد إلى المتواضعين .
أسند غضبى ، حتى لا يتحيز لنفسى ........ ، وأملك على تسرعى ، حتى لا أحكم قبل الوقت ، أو أدين ، وأنا مديون .
لا تجعلنى أغضب على خطيئة إنسان أو خطئه ، وأنا واقع مثله تحت الحكم !!
أيقظ ضميرى ، يا روح الله ، حتى لا أحزن على اليقطينه الذابلة ، وأنسى المدينه الهالكة ، فأغضب لتوافه الأمور ، وأنسى عملك العظيم ، وجسامة الخدمة !!
تكلم فى قلبى ، يا روح الله ، حينما تثور طبيعتى فىَّ ، حتى لا أنطق إلا بكلمات الصحو واليقين ، وكل ما يبنى الآخرين ؛
وحينما تشعل غضبى على بيتك وأولادك ومقدساتك وعبادتك وحقك ، أمنع نفسى من أن تنزل بمستوى الغيرة المقدسة ، إلى مستوى الطين والتراب .
الاب / متى المسكين +
راهب من الكنيسة القبطية
والاب الروحى لدير القديس انبا مقار ببرية شهيت
عن كتاب : الرؤية الالهية للاعياد الكنسية